أمي وجه القمر، وصدرها الغيم! كم ألهمتني وما زالت وهي في فردوس الخالدين تلهمني لذة البوح وأنا أشعل مصباح إحساسي في عتمة الكلمات لأنتقي أصدقها وأبسطها وأكثرها عمقًا! أحتاج صوتها يا الله.. يا له من إحساس! القفز بين السماوات، لمجرد استحضار رائحتها ودس أنفي في صدرها وكأني أنغمس كلي في غيمة، ينهمر المطر وبحضرة قوس قزح تحفنا الألوان ونتهادى على قمم الجمال والجلال! ندندن، نبوح، نرسم وتتراقص خطانا بإيقاعٍ كوني نسمعه بأعماقنا! ننتهي من كتابةِ قصيدة لا تحمل عنوان (أمي) لكنها بوحيٍ منها حتمًا وأبداً! يا الله! يا لهذه الكلمات الموشومة بالطهر والقداسة عنكِ أمي، كل كلمة نور وكل جملة أفق لا يدرك هذا النور اتساعًا وعلواً! حرف مقدس ذاك الذي ننظمهُ لك بجلالٍ وجمال، اللهم رب أحرفنا البارة وقلوبنا المحسنة هبنا رضا من رضاك ورضا من حنت علينا الضلوع، واكتبنا ممن خفض جناح الذل من الرحمة ودعا أبدًا حتى يلقاك (رب أرحمهما كما ربياني صغيراً) دام مداد البر نهر إحسانٍ لا ينضب.