لم تكن مفاجأة أن يرحل الحنين نحو الأنين!! وتسقط الإنكسارات في أعماق الخوف!! بل.. ويصطدم الحدس بأسوار الآهة الصامتة في خريف تساقطت أوراق ربيعه المخضرة!! أشعة الشمس الذهبية باتت وكأنها مصدر عتمة مفزعة وبدت ألوان قوس قزح المُبهجة مُتعبة.. مُتعبة!! هكذا.. ينظر إلى الحياة كل من يَرَتَدِي عَلَى عَيْنَيْه نَظَّارَة سَوْدَاء تُحدق في وجه الملل!! تقرأ تفاصيل السقم!! بين الحين والآخر يقول: ما جدوى العيش في وجودٍ مظلم؟؟ بين قلوب كاذبة ونفوس مُخادعة ومشاعر خائنة وأحاسيس جامدة.. جامدة!! ما جدوى الصدق ونداء العشق لأغصانٍ غاب همسها وأحلام ضاع بريق ضوئها وسط أمنيات غارقة تَظُن ظَن الْسَّوْء فِي من حولها!! ما بين الواقع وتمزيق الحلم تغترب الثقة ويتردد الأمل ويُطلق النسيان رصاصات القسوة وصفارة العودة إلى الأحزان.. الأحزان!! يا صوت الموج الغاضب وضجيج النفس الصاخب تركت غيمة الفرح ورحلت نحو الأوجاع.. الأوجاع!! في زمن أعتقدت فيه وحدك بأنك الْمُصِيْب!! وأرتديت نظارة قاتمة تصل بك إلى أرصفة العزلة!! وقلق الوحدة وظنون الغيرة وسراب الخطوات.. الخطوات!! يناديك الهوى.. يا بوصلة العشق يا شرنقة السعادة يا بوح الفؤاد أغمر حروف نبضك بفيض الطفولة وبراءة الهتافات وَأخلع نظارتك لترتدي لون البياض.. وتأمل جمال الْزهور وإخضرار الحقول وَاطْلَالَة الْصَّبَاح.. الصباح!! نفسك مرآة نَفْسَك يسطع هلالك في أعين من حَوْلِك هم مُحِبُّون صَادِقُوْن إن أردت أن تراهم كذلك!! قالت فيما يخصها:«لست إنسّانة متشائمة.. حَين أكتب عن الفراق!! وحين أصف ألم الرحيل!! وحين أتجرع مرار الخيانة لكني فقط: أحاول أن أهمس.. بأن الفراق ألمني أكثر مما توقعت!! وأن الرحيل خَذلني أكثر مما تصورت وأن الخيانة اعتصرتني أكثر مما تخيلت». قال فيما يخصه:« نظارتك السوداء تجعلك شاحبة وتقتل كل ما هو جميلٌ داخلك.. امنحي عينيك أفقاً أبعد.. فالأماني بالوعود تتحقق والإصرار على الحب أصدق ورحابة السنين تختال في وجهك كنبعٍ يتدفق.. أصبحتِ أنتِ العمر وهذا ما يجعلني أعشق». قطر: يقولون (أحياناً.. نتعمد أن نفهم بعض الأمور خطأ لأن صحيحها مؤلم جداً). [email protected]