تبنى تنظيم «داعش» أمس الثلاثاء اعتداء إرهابيا طال كنسية كاثوليكية في فرنسا قرب مدينة روين قام به شخصان بالسلاح الأبيض. وأفادت المعلومات الأولية التي حصل عليها المحققون في هذا الاعتداء أن أحد المعتدين كان يحمل سوارا إلكترونيا وأنه كان قد انطلق من فرنسا باتجاه سورية للانضمام إلى تنظيم «داعش» ولكنه أوقف في شهر أبريل من العام الماضي من قبل السلطات التركية التي سلمته إلى السلطات الفرنسية. وقد أودع السجن لمدة أشهر ولكن القضاء قرر الإفراج عنه في شهر مارس الماضي واشترط عليه حمل سوار إلكتروني لتتبع حركاته. وكان ملزما بالبقاء في منزله والخروج منه فقط بين الثامنة والنصف ومنتصف النهار. وقد تمكن مرتكبا الاعتداء من الدخول إلى كنيسة كاثوليكية في بلدة «سان إيتيان دو روفري» التي يبلغ عدد سكانها قرابة ثلاثين ألف نسمة والتي تقع جنوب مدينة روين الفرنسية وقتلا بالسلاح الأبيض كاهنا يدعى جاك هاميل ويبلغ من العمر ستة وثمانين عاما. كما أصابا شخصا آخر بجروح خطرة كان بين المصلين. وقد توصلت راهبة كانت في الكنسية من الخروج منها وإبلاغ قوات الأمن بأن شخصين كانا يحتجزان خمسة زوار في الكنيسة. وسارعت قوات التدخل السريع التابعة للشرطة القضائية إلى محاصرة الكنيسة وعمدت إلى إطلاق النار على المعتديين عند خروجهما من الكنسية فقتلتهما. وأمرت النيابة العامة بفتح تحقيق في اعتداء إرهابي بعد أن ذكرت الراهبة أن المعتديين تفوها عند دخول الكنيسة بعبارات تذكّر بالشعارات التي يرفعها تنظيم «داعش» في دعواته لارتكاب أعمال إرهابية. وقد وصل الرئيس الفرنسي فرانسوا ووزير الداخلية إلى قرية «سان إيتيان دو روفري» بعد ساعات قليلة من حصول الاعتداء. وقال هولاند في مداخلته بعد وصوله إلى القرية وبعد أن التقى أسرة الكاهن القتيل والأشخاص الذين احتجزوا إن المعتدين ينتميان إلى تنظيم « داعش» مضيفا أن الظروف الصعبة التي تمر بها فرنسا بسبب الأعمال الإرهابية التي تطال البلاد تتطلب من الفرنسيين الوقوف صفا واحدا تجاه تنظيم « داعش» والتصدي له بكل الطرق دون أن يكون الأمر على حساب قيم الجمهورية الفرنسية ومبادئها. كما قال الرئيس الفرنسي إنه سيجتمع بممثلي الديانات في البلاد اليوم الأربعاء بعد لقائه مساء أمس الثلاثاء برئيس أساقفة منطقة نورماندي التي تتبعها كنسية قرية « سان إيتيان دو روفري». واضطر أسقف مدينة روين إلى العودة على عجل من مدينة كراكوفي البولندية إلى فرنسا عندما بلغه نبأ الاعتداء. وقال وهو يتهيأ إلى العودة إن الكاهن الذي اغتيل قضى حياته في خدمة التعايش بين أتباع الديانات السماوية وغير السماوية. وكان موجودا في مدينة كراكوفي البولندية للمشاركة في فعاليات أيام الشبيبة العالمية السنوية التي تجمع شباب الكنيسة الكاثوليكية في العالم. وسعت بعض وسائل الإعلام الفرنسية بعد وقوع الاعتداء إلى محاولة ربط علاقة بين المعتدين على هذه الكنيسة وطالب جزائري كان يدرس في فرنسا وأوقف في شهر أبريل عام 2015 بعد اتهامه بقتل امرأة فرنسية في ضاحية باريس والإعداد لسلسلة من الاعتداءات على كنائس كاثوليكية. ولكن عددا من رجال الديانة المسيحية دعوا إلى عدم الخلط بين مرتكبي العمليات الإرهابية باسم الشعارات التي ترفعها تنظيمات متطرفة إسلامية من جهة والإسلام والمسلمين من جهة أخرى. وفي ردود الفعل الأولى على الاعتداء، حرص المسؤولون على الدعوة إلى ضبط النفس. ودعا مسؤولو أحزاب المعارضة اليمنية التقليدية ومنهم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي رئيس حزب «الجمهوريين» إلى إعادة النظر في الاستراتيجية الرامية للتصدي للإرهاب عبر طرق عديدة من أهمها توحيد كل المصالح المتخصصة في جمع المعلومات المتصلة بالإرهاب والإرهابيين والحركات والتنظيمات المتطرفة. أما حزب «الجبهة الوطنية المتطرف»، فإن مسؤوليه وأتباعه علقوا على الاعتداء على الكنيسة من خلال الحملة على الإسلام والمهاجرين المسلمين المقيمين في فرنسا. عناصر من الأمن الفرنسي تنتشر في محيط الكنيسة (أ ب) الكاهن القتيل جاك هاميل