قضت تقارير الأطباء بأن إليس بريستنهان ميتة دماغياً، ولم يتبق إلاّ ساعات معدودات لسحب أجهزة الانعاش منها لتفارق الحياة، ولكن أمها - وبحس الأمومة الذي لا يخيب - رفضت سحب الأجهزة من ابنتها البالغة من عمرها 13 عاماً وأصرت على موقفها. وها هي الآن إليس تعيش الحياة بطولها وعرضها وقد بلغت سن الرشد تمشي وتأكل وتتكلم وقد تألقت في حياتها الدراسية أيما تألق. وقد وقف الأطباء حيارى، وقد فغروا أفواههم دهشة بعد ان تماثلت إليس للشفاء تماماً وقامت من سريرها تمشي في الأسواق. تقول أمها هيلين «لقد عادت ابنتي للحياة من جديد، وهي الآن عبارة عن معجزة تمشي وتتكلم. «فقد كان في الامكان سحب تلك الأجهزة منها، ولكن استطعنا ان نثبت ان الأطباء قد يخطئون ويتسببون فيما لا تحمد عقباه. وكان في القرار الجريء نجاة ابنتي من موت أكيد لم يكن يفصلها منه سوى ثوان محدودات». ولكن قبل 11 شهراً فقط أصاب هيلين الهلع عندما عادت إليس من المدرسة في نهاية اليوم الدراسي وهي في حالة يرثى لها من ألم ألمّ برأسها. تقول الأم (46 عاماً): «عندما نظرت إليها رأيت الجانب الأيسر من وجهها مرتخياً ومتدلياً إلى أسفل وعينها اليسرى مسدودة تماماً، فأصابني فزع حقيقي». وتم إسعاف إليس إلى المستشفى في روكفورد بانجلترا، وجاءت الأنباء من الأطباء أشد وطأة على الأم المسكينة. فابنتها مصابة بجلطة دماغية قاتلة، وهي أحد الأسباب العشرة الأولى لوفاة الأطفال في العالم. و جرت احالة إليس إلى مستشفى غريت اورموند ستريت في لندن وسارع الأطباء إلى تزويدها بأجهزة دعم الحياة «الانعاش». تقول هيلين «لم يكن الأطباء يظنون أنها ستعيش حتى الصباح. فقد كانت فاقدة الوعي ولا تستطيع حراكاً. ولم يكن أمامي سوى حمل يدها في يدي وأنا أجلس أمامها». وبعد ثلاثة أيام، لم تتحسن حالتها، وأفاد الأطباء هيلين ان الحل الوحيد لابنتها يتمثل في إجراء عملية جراحية خطيرة للغاية تزال فيها أجزاء من الجمجمة لتخفيف الضغط على المخ المتورم. وأعطت هيلين موافقتها للأطباء على الفور وهي تعلم مدى خطورة الوضع بالنسبة لابنتها. هي تقول «كنت أعلم ان الوضع خطير بدرجة كبيرة. ولكنها كانت الفرصة الأخيرة بالنسبة لها». وبقيت إليس على قيد الحياة بعد العملية. ولكن الأطباء قالوا بأنها ميتة دماغياً وليس أمامها سوى سويعات معدودات في الحياة. وطلبت هيلين من الأطباء عدم نزع الأجهزة. وبقيت إليس حية لمدة 24 ساعة كانت خلالها تضغط على يد أمها هيلين. ورغم ان الأطباء حذروا من ان تصبح إليس جثة بلا حراك إلاّ ان هيلين لم تفقد الأمل. وبعد أسبوعين حدث ما أذهل الأطباء، وتنفست إليس من تلقاء نفسها ودون تدخل من أجهزة الانعاش. واستطاعت الكلام بعد مرور أسبوع واحد من ذلك. وكانت أول عبارة خرجت من فم إليس «أحبك يا أمي». وهي العبارة التي جعلت هيلين لا تسعها الدنيا فرحاً وغبطة بعودة تلك العبارة إلى اذنها مرة أخرى. وعادت إليس إلى المدرسة من جديد وهي أكثر ذكاءً من ذي قبل، وهي الآن تستطيع برمجة هاتف أمها الجوال بسهولة أكثر من المعهود فيها. تقول هيلين «لقد عادت ابنتي إلى البيت تملؤه نشاطاً وحركة، ولا شك ان ما حدث هو المعجزة بعينها».