حتى سن العشرين لم يفكر (هنري ماتيس) 1869 - 1954م اطلاقاً في أنه سوف يصبح فناناً، بل زعيماً لحركة فنية كبيرة ألا وهي (الوحشية)، فقد اختار له والده دراسة القانون، فمرض أثناء الدراسة وادخل دور النقاهة.. فأهداه والده علبة ألوان ليتسلى بها في الرسم، فتكشفت موهبته، لذلك أهمل دراسة القانون واتجه لدراسة الفنون.. واشترك مع مجموعة من الفنانين الشبان أمثال (ديران وفلامنك وووه). ٭ عكف (ماتيس) على دراسة الآثار الفنية بمتحف اللوفر ونسخها ومن ثم يبيعها.. وقد تأثر ب (شاردان) وبعد ذلك احتذى فترة من الزمن أسلوب التأثيريين، ثم أخذ في اجراء عدد من التجارب في ميدان (التنقيطية) والعجائن اللونية السميكة، وقد افتتن (ماتيس) وزملاؤه بمبالغات (فان جوخ) وجسارته في استخدام الألوان، أما أسلوب (جوجان) فقد حرر (ماتيس) من كل تقيد بالطبيعة ومعالمها. ٭ أثرت فنون الأطفال والفنون البدائية في أعمال (ماتيس) ونرى ذلك في بعض أعماله كوجود بعض الخشونة المقصودة على سطح اللوحة، وعدم الدقة في التفاصيل.. وكذلك كان لدراسته للخزف الفارسي والفسيفساء البيزنطي وفنون الشرق الاقصى تأثير على بعض أعماله. ٭ نرى في هذه اللوحة الزيتية (فتاتان وقطة)، وجرأة الفنان في وضع الألوان الصارخة بجانب بعضها، غير آبه بالدقة في التفاصيل وهي من اللوحات التي انتجها من الوحشية.