وصلتني رسالة عبر بريدي الإلكتروني من أحد القراء قبل عدة أشهر يقول فيها: نريد منكم أن تمنعوا مواقع الزواج لأن سلبياتها أكثر من إيجابياتها وأنها تجر للرذيلة. ما ذكرني بهذه الرسالة الخبر الذي طالعتنا به أغلب الصحف المحلية هذا الأسبوع عن زواج اندونيسيين عبر الإنترنت. الخبر يقول إن عمر العروسين تجاوز الخمسين عاماً. وأن العريس يعمل في الولاياتالمتحدة والعروس تقيم في أندونيسيا وهي تستعد للسفر للسكن مع زوجها. وبعيداً عن ما جاء في رسالة القارئ الكريم. ونحن لسنا جهة تمنع أو تجيز مثل هذه المواقع. والبحث في جدية هذه المواقع والحكم عليها بما تقدمه يحتاج إلى وقت ومشاركة جهات عدة ولقاءات مع أطراف أخرى لها علاقة بهذه المواقع. ولكن الزواج الإلكتروني لم يصل لحد الظاهرة مع أن عدد المواقع المتخصصة بالزواج عبر الإنترنت تتجاوز 50 موقعاً عربياً وتضم أكثر من 3 ملايين عضو يبحثون عن الزواج من أقطار عربية أغلب الأعضاء من المملكة. ومن خلال جولتي على العديد من هذه المواقع شاهدت أن كل واحد يحاول أن يجذب أكبر عدد ممكن من الباحثين عن زواج من خلال خيارات عديدة منها. أحد هذه المواقع وضع جوالاً لخاطبة. وموقع آخر وضع عناوين للخاطبات في بعض الدول الخليجية والعربية. وآخر وضع نصائح للمتزوجين. بعض المواقع تلزمك بدفع رسوم حتى تستطيع التسجيل والاطلاع على ملفات الأعضاء. ومن خلال انتشار مواقع الزواج والعدد الكبير من الباحثين عنها هل هذا يعني بأن المجتمع العربي وصل إلى مرحلة بأنه يتقبل الزواج عبر الإنترنت؟ وهل العنوسة والتكاليف الباهظة في الزواج هي أحد الأسباب التي جعلت الشاب والفتاة كل منهم عن الطرف الآخر من خلال الإنترنت؟ أيضاً هل التأثير الغربي والانفتاح الذي يحصل الآن للدول العربية وسهولة استخدام التقنية سبب في هذا التوجّه من الشباب؟ وهل ترى أن التقنية الحديثة ودخولها في حياتنا اليومية إجبارياً يدفعنا للتخلي عن العادات والتقاليد؟ أو هل نستطيع الجمع بينهم؟ ٭ تساؤلات عديدة نطرحها.. ونسعد بتلقي آرائكم حولها. [email protected]