بقيت أوراق قليلة تتساقط لتطوى أيام سنة ماضية بكل ما فيها على المستوى الفردي أو الجمعي بأفراحها وآلامها ومفترقات الطرق التي مررنا بها وزوايا الحيرة والقلق التي وقفنا فيها. تأتي نهاية عامنا الهجري مع مناسبتين مهمتين الحج كأكبر مؤتمر بشري يتساوى القادمون إليه في أيام وليال في الملبس والهدف يأتون من كل مكان بدافع روحي عظيم ألا وهو تأدية فريضة الحج، ثم يأتي العيد الكبير. ومع نسمات وداع السنة الماضية واستقبال سنة جديدة تعترينا مشاعر عديدة هذا بالطبع إذا كانت لنا وقفة مع الذات في تأمل لها وحوار صادق بين القلب والعقل والروح. يا ترى ما الذي قدمته العام الماضي لذاتي، لأسرتي، لمجتمعي؟ ما هي ايجابيات وسلبيات العام الماضي؟ ما دوري في صنع هذه السلبيات والايجابيات بالطبع دون إلقاء اللوم على الآخر. ما هي خططي لتحسين الأخطاء والهفوات التي ارتكبتها؟ وهل أنا فعلاً قادر على تجاوز هذه الأخطاء؟ انها فقط مراجعة بسيطة. فتح ملفات وملفات لعام مضى قبل ان يتراكم عليها غبار الزمن وقبل ان نرمي بها في كهوف اللاشعور. من منا يمارس هذه العملية بوعي وصدق قبل أن يدق ناقوس العام المقبل وتتسلل أيامه وشهوره دون أن نشعر؟ من منا يخاف ويرتعب لمجرد فكرة فتح الملفات لأنها قد تخجله أو تسبب له الحيرة والألم؟ من منا يمارس التداري والاختباء من محاسبة الذات والوقوف معها وجهاً لوجه؟ وأخيراً من يخاف إن فتح ملفاً أن يتطاير غباره ويؤذي به ذاته والآخرين؟.. أنا متأكدة أن البعض لا يخاف فتح هذه الملفات لأن بين صفحاتها وقفات حب وصدق وبين أوراقها لحظات تسامح، لحظات عطاء، لحظات تناغم جيد بين جوانب الذات التي تحملها، القلب والعقل والروح. إن كنتم من الفئة الأولى أعيدوا النظر ورتبوا أموركم للعام القادم لعلكم تفلحون في ادارة الذات بطريقة أكثر توازناً وأكثر تسامحاً وتقبلاً للذات وللآخر. وإن كنتم من الفئة الثانية فهنيئاً لكم. تابعوا المسيرة. وكل عام وأنتم بخير وسعادة. وقفة: عندما تحتار مع ذاتك قد يسهل الأمر، ولكن تستعصى عليك الأمور عندما ترتبط بالآخر بقيد من حديد.