بدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون أمس التنفس بلا أجهزة تنفس صناعية اثناء محاولة إفاقته بتقليل جرعة التخدير لتقييم حجم الضرر الذي أصابه بعد نزيف في المخ. وكان شلومو مور يوسف مدير مستشفى هداسا للصحافيين إن أجهزة التنفس الصناعي لم تنزع عنه لكنه «يتنفس بشكل تلقائي.» وأضاف «هذه أول بادرة على نوع من النشاط في المخ.» ومع ترقب الاسرائيليين لحالة شارون (77 عاما) الذي كان كثيرون يرون فيه أفضل أمل لحل صراعهم مع الفلسطينيين بدأ الفريق الطبي المعالج في خفض جرعة التخدير تدريجيا لمساعدته على استعادة وعيه. وهذه الخطوة حاسمة لتحديد حجم الضرر الذي لحق بالوظائف الحيوية وفرصه في النجاة غير ان الخبراء يقولون إنه ليس هناك ما يضمن افاقته. لكن بعد ساعة واحدة من بدء الأطباء محاولة الافاقة من خلال تقليل العقاقير التي أبقته في غيبوبة منذ إصابته بنزيف في المخ يوم الأربعاء الماضي اعلنوا انه يتنفس لأول مرة دون أجهزة. وقال مور يوسف «هذه مرحلة.. مرحلة أولى.» وذكرت القناة العاشرة التلفزيونية ان شارون قد يكون رفع ذراعه اليمنى في حين بدأ الاطباء بتخفيف كميات المخدر لاخراجه من الغيبوبة الاصطناعية التي وضع فيها. ونقلت هذه القناة عن مصادر طبية قولها ان شارون رفع على ما يبدو ذراعه اليمنى الامر الذي يشكل مؤشرا جيدا للخروج من الغيبوبة. وتعذر على الناطق باسم مستشفى هداسا عين كارم في القدس، رون كرومير في رد على سؤال لوكالة (فرانس برس)، تأكيد هذا النبأ او نفيه. ويرى أطباء شارون أن الفرصة جيدة لبقائه على قيد الحياة ولكنهم يجمعون على أن الضرر الذي لحق بالمخ يحول دون عودته للحياة السياسية التي هيمن عليها في السنوات القليلة الماضية هيمنة لم تشهدها (اسرائيل) منذ عهد رئيس الوزراء دافيد بن جوريون. ومن شأن غياب شارون الجنرال السابق أن يحدث فراغا كبيرا في الحياة السياسية في (اسرائيل). وخضع شارون للتخدير لمدة خمسة أيام بعد سلسلة من الجراحات التي أجريت له لوقف نزيف المخ. ومع بدء تقليل جرعات التخدير سيرقب جراحو الأعصاب أي استجابة للاصوات او اي افعال أخرى مثل تحريك الأصابع او فتح العينين. لكن إذا قرر الأطباء إن شارون اصبح غير قادر على العمل بشكل دائم فإنهم سيرفعون نتائج ما توصلوا إليه للمدعي العام. وستختار الحكومة رئيسا للوزراء من بين وزراء حزب كديما الذي اسسه شارون في الفترة الأخيرة. وتولى ايهود اولمرت نائب شارون السلطة بالفعل كقائم بأعمال رئيس الوزراء ومن المتوقع أن يحتفظ بهذا المنصب اثناء التحضير للانتخابات العامة المقررة يوم 28 مارس آذار المقبل. وبدا أن عمل مجلس الوزراء يسير كالمعتاد عندما أدلى اولمرت بتصريحات تلفزيونية خلال الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء أمس الأحد وفي مؤتمر صحفي منفصل متعهدا بمواصلة الاستقرار الاقتصادي. وتعهد اولمرت وهو يجلس الى جانب مقعد شارون الشاغر في الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء «بإدارة الامور مثلما كان يرغب (شارون).» وفي جميع أنحاء (اسرائيل) حول الاسرائيليون مؤشرات أجهزة الراديو والتلفزيون إلى النشرات الإخبارية لمتابعة حالة شارون. والتزم الساسة الإسرائيليون المنقسمون عادة بهدنة فرضوها على انفسهم في صراعهم الداخلي. وتعهد زعماء العالم بمساندة اولمرت اثناء قيامه بأعمال شارون. ويلقى شارون ادانة وبغضا في العالم العربي لكن ينظر اليه بشكل متزايد في الغرب على انه اتاح فرصا جديدة للسلام. وجاءت اصابته بنزيف المخ في توقيت حرج فيما كان يسعى لاعادة انتخابه متعهدا بانهاء الصراع مع الفلسطينيين. وأعرب رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع عن تمنياته بشفاء شارون. لكن في ظل التوتر بشأن تعامل شارون الصارم مع الانتفاضة الفلسطينية أعرب قريع عن أمله في أن تكون النتيجة لصالح عملية السلام لا لمزيد من القمع.