في إطار "الاستمرارية" في الاهتمام بقضايا الرياضيين والشباب والحركة الرياضية السعودية عموماً، وأهمية تواصل هذا الاهتمام، باعتباره أهم السبل للوصول بالعمل الرياضي والشبابي السعودي إلى تحقيق الأهداف المرصودة له، وسعياً بالعمل على أساس أن "الاستمرارية" كمفهوم للعمل المنظم وتطويره دوماً تعتبر الأساس الذي تقوم عليه عمليات تطوير الرياضة والحركة الرياضية والشبابية، فمن ثم فقد كانت "الاستمرارية" هي المعول الذي يرتكز على أساسه توفر عوامل النجاح. وفي هذا السياق، صدر قرار مجلس الوزراء برقم 560وتاريخ 1394/4/23ه والذي قضى بأن تصبح "إدارة رعاية الشباب" جهازاً مستقلاً تحت اسم "الرئاسة العامة لرعاية الشباب"، وحدد مهامها الأساسية التي تتلخص في: - وضع السياسات العامة للخدمات الخاصة برعاية الشباب، والعمل إلى تطوير العمل في مجالات رعاية الشباب. - السعي إلى نشر الأنشطة الرياضية والترويحية بين جموع الشباب السعودي. - الاهتمام بالأنشطة الفنية والثقافية والاجتماعية والرياضية والمعسكرات لصقل الشباب ليعتمد على نفسه وتحمل مسؤولياته. ولم يهدف هذا التوجه إلى التغير في حد ذاته، وإنما إلى "الاستمرارية" والتكامل في العمل المنظم، وتطويره بصورة عصرية تلائم متطلبات المرحلة ومتغيراتها. ومن المهام التي أوكلت إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب تنمية القطاع الأهلي في ميادين العمل الشبابي والرياضي والثقافي والاجتماعي والفني، والإشراف على ورعاية الاتحادات والأندية الرياضية والأدبية المختلفة، مع الإشراف على إعداد المنتخبات الوطنية السعودية للاشتراك في المسابقات والأنشطة في المحافل العربية والإقليمية والقارية والدولية، بالإضافة إلى إقامة المهرجانات الشبابية المحلية والدولية وأسابيع الصداقة والاخاء مع شباب الدول الشقيقة والصديقة(1)، وهي مهام كبيرة متشعبة تحتاج إلى الكثير من العمل والجهد والتمويل والتخطيط بعيد المدى، ويتأتي إنجازها في غضون سنوات بسيطة. والإشراف هنا - على ما نعتقد - يقصد به بذل الجهود المنظمة المنهجية لمتابعة وتوجيه وتخطيط شؤون الرياضة والشباب من خلال توفير وتهيئة الكفاءات الإدارية الرياضية الملائمة لقيادة الرياضيين ومؤسساتهم (الأندية والاتحادات واللجان الأخرى)، لكي يكونوا أكثر فعالية وإنتاجية وتضامناً وتعاوناً في سبيل تحقيق الأهداف الرياضية والشبابية التي وضعتها الدولة للاهتمام بشباب الأمة وعناصرها المنتجة. هذا وقد تعاقب على إدارة "شؤون الرياضة والشباب والأندية الرياضية" بمختلف مسمياتها منذ تأسيسها ضمن وزارة الداخلية عام 1372ه، ثم انتقالها إلى ملاك وزارة المعارف، ثم إلى ملاك وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ثم تحويلها مستقلة باسم: الرئاسة العامة لرعاية الشباب، كل من(2): - الأستاذ خليل التاودي (مصري) (1372ه لمدة ستة أشهر فقط) (الإدارة العامة للرياضة البدنية والكشفية). - الأستاذ عبدالحق مال (1372-1374ه) (إدارة الشؤون الرياضية - وزارة الداخلية). - الأستاذ محمد يحيى طرابلسي (1374-1380ه) (إدارة الشؤون الرياضية - وزارة الداخلية). - الأستاذ عبدالله المنيعي (1380-1382ه) (إدارة الشؤون الرياضية - وزارة المعارف). - الأستاذ عبدالله العبادي (1382-1383ه) (إدارة رعاية الشباب - وزارة العمل والشؤون الاجتماعية). - الأستاذ الدكتور فيما بعد صالح بن ناصر (1383-1385ه) (إدارة رعاية الشباب - وزارة العمل والشؤون الاجتماعية). - الأستاذ عبدالعزيز الثنيان (رحمه الله) (1385ه) (إدارة رعاية الشباب - وزارة العمل والشؤون الاجتماعية). - الأستاذ صالح القاضي (1385-1386ه) (إدارة رعاية الشباب - وزارة العمل والشؤون الاجتماعية). - الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز (1386-1391ه) (الإدارة العامة لرعاية الشباب - وزارة العمل والشؤون الاجتماعية). - الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله) (1391-1420ه) (الإدارة العامة لرعاية الشباب وزارة العمل والشؤون الاجتماعية - الرئاسة العامة لرعاية الشباب). - الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز (1421- ) (الرئاسة العامة لرعاية الشباب). وإذا كان الأمير عبدالله الفيصل يعتبر رائد الرياضة السعودية الأول، وواضع لبناتها التنظيمية الأساسية، والذي بذل جهوداً كبيرة في تدعيمها ورعايتها مالياً ومعنوياً وتنظيمياً في ظل ظروف صعبة خلال العقود الأولى حتى نهاية القرن الرابع عشر الهجري تقريباً، فإن الحركة الرياضية السعودية والشبابية شهدت الكثير من التحول والتطوير والإنجازات الكبيرة في ظل قيادة الأمير خالد الفيصل، والأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) والأمير سلطان بن فهد. كما أن بقية المسؤولين الذين تعاقبوا على إدارة الشؤون الرياضية السعودية قاموا بأدوار هامة في سبيل تنظيم واستقرار وتطور الأنشطة الرياضية السعودية، سواء على المستويات الإدارية والتنظيمية أو على مستويات الأنشطة والأندية والمشاركات الخارجية. وقد كانت هذه الجهود المباركة، وفي ظل دعم قوي من الدولة الأساس المتين الذي قامت عليه حركة الرياضة في بلادنا، وما حققته من إنجازات داخلية وخارجية بارزة للعيان. غير أنه يجب ألا تغيب عن أذهاننا أن الحركة الرياضية والشبابية واجهت ولا تزال تواجه عدداً من الإشكاليات والتحديات المهمة، سواء فيما يتعلق بضرورات تطوير العمل الإداري، ومسائل الحصول على الدعم المالي الكافي لتفعيل البرامج الموضوعة، وضرورات تطوير العمل في الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية، وإعادة صياغة العلاقات القائمة بين الاتحادات الرياضية من جهة والأندية من جهة أخرى، وتخفيف بعض القيود فيما يخص العمل في الأندية وتطوير الأداء الإداري والفني بها، وإعادة النظر في أساليب الطرح الإعلامي الرياضي وإشكالياته وغيرها من القضايا الرياضية والشبابية التي تحتاج إلى دراسات وحلول عصرية تواكب التغيرات الإقليمية والعالمية في ساحات الرياضة والشباب، وتتلاءم مع الظروف المستجدة التي تواجهها بلادنا خاصة في ظل الزيادة المطردة في أعداد السكان، وارتفاع نسب الشباب بصورة ملحوظة، ومحاربة وباء الإرهاب واجتثاث جذوره التي تهدد أمن الوطن والمواطن معاً. وإلى اللقاء في الغد بإذن الله،،، (1) أمانة مدينة جدة (د.ت) جدة عروس البحر الأحمر: تقدم وحضارة، الدار العربية للموسوعات، القاهرة، ص: 150- 151.(2) استندنا في هذا الصدد إلى المصادر التالية: الرئاسة العامة لرعاية الشباب، (1419ه)، التطور الحضاري للمملكة العربية السعودية في مجال الرياضة والأندية الرياضية، مؤسسة الممتاز للطباعة والتجليد، الرياض، ص: 20-24، مقابلة شخصية مع الأستاذ عبدالحق مال، (أول مدير لإدارة الشؤون الرياضية بالمملكة العربية السعودية)، (1425/2/19ه)، في منزل صهره الأستاذ وجدي محمد الطويل بجدة، وبحضور ابنه سمير عبدالحق مال، مقابلة شخصية مع الأستاذ محمد يحيى طرابلسي (ثاني مدير للشؤون الرياضية بوزارة الداخلية، نائب رئيس النادي الأهلي الرياضيبجدة سابقاً، بمنزله بمكة المكرمة بحضور ابنيه: نبيل وهاني، والأستاذ إبراهيم أحمد حبشي (1425/2/23ه) مقابلة شخصية مع الأستاذ عبدالله عطية كعكي (مدير مكتب رعاية الشباب بالمنطقة الغربية سابقاً، والحكم والرياضي المعروف، بمنزله بجدة (1425/2/26ه).