تعد الملكة رانيا - عقيلة العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني - اصغر ملكة في العالم، فهي تبلغ من العمر 35 عاماً، وأم لأربعة اطفال. وكشأن أي أم أخرى، تتولى رانيا اعداد الطعام لاطفالها بمساعدة ابنتيها الاميرة ايمان البالغة من العمر تسع سنوات، والاميرة سلمى ذات الخمس سنوات. وبينما تنهض احدى المربيات بأعباء رعاية الامير هاشم البالغ من العمر عشرة أشهر، فإن الامير الاكبر الامير حسين البالغ من العمر احدى عشرة سنة يجلس على مقربة من بقية افراد عائلته وهو يمارس ألعاب الحاسب الآلي، كدأب اقرانه. وتتحدث عنه والدته فتقول ضاحكة: «إنني واقعة تحت تأثير ابني ونفوذه، كما انني استمع لجميع الاغاني من مختلف المطربين والفرق الغنائية». ويشار إلى أن الملكة رانيا معجبة بصفة خاصة بفرقة «كولدبلاي» فضلاً عن انها تعشق تصاميم الازياء وأحدث الصيحات في عالم الملبوسات. وقد ولدت الملكة رانيا في الكويت لأب، هو فيصل ياسين الذي يعمل طبيب اطفال ويبلغ عمره 71 عاماً، وأم هي الهام. ولها اخت كبرى اسمها دينا ويبلغ عمرها 38 عاماً وتعمل ادارية بإحدى المدارس، وأخ اصغر منها هو مجدي البالغ من العمر 34 عاماً، ويدير شركة استثمارية في مجال تقنية المعلومات بالعاصمة الاردنية عمان. وقد نزحت الاسرة من موطنهم في الضفة الغربية بالاراضي المحتلة الى الكويت قبل فترة وجيزة من حرب حزيران 1967م. ودأبت العائلة على زيادة ارض الاجداد في الضفة الغربية من حين لآخر، مما ساعد الملكة على تكوين مفاهيمها ورؤاها التي تحملها حالياً. وقد عملت على تحري اقصى درجات الحيطة والحذر وهي تحاول الجمع بين متطلبات الاصالة والمعاصرة، حيث حرصت على مراعاة التوازن على مستوى حياتها الزوجية التي امتدت حتى الآن لاثنتي عشرة سنة، وهي نفسها تمثل دليلاً باهراً على المزاوجة الفريدة بين التقليدية والحداثة، وقالت إنها درجت على اتباع نظام يظل بموجبه جلالة الملك موجوداً مع الاطفال في حالة غيابها والعكس صحيح. وبعد أن حصلت رانيا على درجة في ادارة الأعمال من الجامعة الأمريكية بالقاهرة وعملت في بنك سيتي بانك، تغيرت حياتها وانقلبت رأساً على عقب في يناير 1993م عندما حضرت حفل عشاء أقامته الأميرة عائشة اخت الملك عبدالله، والذي كان وقتها ضابطاً في الجيش، حيث تحدث عن لقائه بها قائلاً إنه حب من أول نظرة. وبعد خمسة اشهر من هذا اللقاء، تم عقد القران. وتقول رانيا إنها كانت تصطحب الملك عبدالله إلى المطاعم وحضور افلام السينما كما انها تقوم بنفسها بإحضار أطفالها من المدارس حيث كانت المسائل والدواعي الامنية تتذيل قائمة اهتماماتها وأولياتها كما تقول. وفي هذه السياق تصف الملكة رانيا زوجها الملك عبدالله بانه جذاب جداً ومنفتح جداً يتمير برجاحة العقل كما أنه يتمتع بمهارات جيدة في الطبخ. وقد اعتلى الملك عبدالله البالغ من العمر 43 عاماً سدة الحكم فجأة حيث تم تنصيبه ملكاً بعدما قام والده الراحل الملك حسين بتغيير مسار التوارث في عام 1999 قبل فترة وجيزة من وفاته متأثرا بالسرطان. يذكر أن ام الملك عبدالله هي الأمير منى، الزوجة الثانية للملك الراحل حسين. وتقول رانيا انها تعتمد على خلفياتها الخاصة وتجاربها السابقة في التواصل مع مواطنيها رجالاً ونساء، ولا سيما الشباب منهم، حيث وصفت نفسها بأنها نتاج مجتمعها. وهي متفانية بصفة خاصة في مناصرة ربات البيوت. كما أنها من انصار حقوق النساء، ومن المدافعين المفوهين عن حقوق الأطفال من ضحايا سوء المعاملة. وتصفها صديقاتها وزميلاتها بأنها «مثال يحتذى للأسر الملكية الحديثة». وقد استخدمت رانيا مؤسسة نهر الاردن لإقامة أول مركز للتصدي لإساءة معاملة الاطفال وتقديم القروض الميسرة للنساء لكي يباشرن انشطتهن التجارية الخاصة. وتركز رانيا على الوياتها المتمثلة في الموازنة بين متطلبات الحياة العائلية ومقتضيات الحياة العملية. ولاجل هذا فهي لم تتمكن من المشاركة في حفل زفاف الأمير تشارلس وكاميلا لأن ابنها الأمير هاشم كان لا يزال في مرحلة الحضانة وكان لابد لها من أن تتعهده بالرعاية والعناية الحقة. كانت تقول ان تحقيق التوازن في هذا الخصوص امر يتطلب براعة فائقة.. (عن مجلة بيبول)