تشتهر جبال فيفاء الواقعة في أقصى الشمال الشرقي لمنطقة جازان بالقرى الاثرية المتميزة والتي تناطح السحاب نظرا لارتفاعها الشاهق عن سطح البحر بحوالي تسعة آلاف قدم ونظراً لوعورة المنطقة الجبلية وصعوبة التضاريس بها أدى ذلك إلى عزلتها تماماً عن المؤرخين والباحثين قديماً قبل التنمية والطرق التي شقت الجبال الى قممها الشاهقة. وجبال فيفاء عددها (17) جبلاً يطلق عليها جميعاً اسم (فيفاء) وقد سكنها أهالي فيفاء قبل مئات السنين من الزمن وتعاقبوا على منازلها الحجرية التي تم بناؤها من الاحجار الصلبة التي يتم تقطيعها والبناء بها وهي ذات طابع معماري هندسي بديع قد لا يصدق أحد كيف يتم بناء تلك المنازل على ارتفاعات كبيرة فوق الصخور الصلبة وكيف تم حمل تلك الصخور التي تزن أطناناً من الأحجار ورفعها الى جدران المنازل الاسطوانية ويوجد في جبال فيفاء أكثر من خمسة آلاف مدرج أثري تم بناؤه قديماً لحفظ مياه الأمطار على أشكال اسطوانية وتتم زراعة أنواع الحبوب من الذرة والقمح والشعير وقرية (الخذفة) الواقعة في شرق جبال فيفاء تعد من أبرز القرى الأثرية في جبال جازان وهي في منطقة معزولة عن السكان تقع فوق صخرة كبيرة مرتفعة يصعب الوصول إليها الا عن طريق الحبال والسلالم، «الرياض» قامت بزيارة القرية من الجهة الشرقية وقمنا بالتقاط بعض الصور من موقع قريب، وحيث إنها مهجورة من مدة طويلة توجد بعض الأفاعي السامة بالقرب منها وداخلها وبعض الحيوانات المفترسة القريبة من الاودية المحيط بها مثل النمر العربي الذي سجل ظهوراً أكثر من مرة في وادي (ثربة) المجاور للقرية جعل معظم الناس يهجرونها ولا يحبون الذهاب إليها من فترة طويلة لذلك اصبحت موطنه. وقرية الخذفة تتكون من اربعة طوابق من الاحجار الصلبة والأخشاب القوية بجوار القرية تقع غرفة صغيرة قد تعرضت للسقوط يعتقد أنها للمواشي. القرية على شكل دائري اسطواني بها نوافذ صغيرة أعدت للحروب ولها منفذ واحد من الواجهة الشرقية، أما من الناحية الغربية فلا يستطيع أحد الصعود منه نظراً لوقوع القرية على صخور كبيرة الحجم. وتحدث ل «الرياض» المواطن يحيى بن موسى الخفشي الفيفي احد المهندسين المعماريين في مجال البناء بالاحجار ويعتبر من أفضل الماهرين في بناء المنازل القديمة في جبال فيفاء فقال إن قرية (الخذفة) مجهولة وقديمة جداً وتاريخها غير معروف وما زالت تقاوم الزمن رغم عمرها الطويل، وأنا أشك في وجود قطع أثرية داخل القرية وحولها واعتقد أنه لم يدخلها أحد منذ فترة طويلة نظراً لخوف الناس من الأفاعي السامة المشهورة فيها وايضاً يقال انها مسكونة (بالجن) حسب ما ذكر، ونريد من المختصين في قسم الآثار والمتاحف بالمنطقة أو من خارج المنطقة لزيارة القرية ومحاولة معرفة تاريخها وسوف نتعاون معهم في دخول القرية والبحث عن الآثار والقطع الأثرية الموجودة داخل القرية طبعاً بعد أخذ الإذن من أفراد القبيلة التي تخصهم هذه القرية في فتح القرية ودخولها. والمنطقة قديماً كانت تشتهر بالخوف والحروب مما جعل الناس يفكرون في بناء منازلهم فوق الصخور المرتفعة وعدم وجود نوافذ كبيرة حتى لا يتمكن أحد من الدخول الى المنزل وهم من الداخل يكشفون من بالخارج بكل سهولة لذلك هي عبارة عن قلعة حربية محصنة. وذكر يحيى موسى أنه وجود احجار صغيرة بيضاء في الجزء الأعلى من القلعة هي من صخور (المدو) توضع كزينة فقط وتستخدم في إشعال النار في القرية، حيث يتم ضرب الاحجار بعضها ببعض وتطلع منها شرارات تشعل النار قبل صناعة الكبريت قديماً.