تتمتع منطقة جازان بمقومات سياحية تختلف عن غيرها من مدن المملكة مما يجعلها واجهة سياحية لكثير من السياح، حيث تتمتع بتنوع جغرافي وطبيعة خصبة، فهي تحتوي على سلسلة جبلية شامخة تكسوها الخضرة والمزارع الغنية بالنباتات العطرية ومن أشهر جبالها الريث وبني مالك وفيفا، وشواطئ رائعة الجمال كالطرفة وبيش والشقيق والموسم بدأ يرسم ملامحهما الأمير محمد بن ناصر أميرا للمنطقة، والأمير سلطان بن سلمان رائدا ورئيسا للسياحة، ومنتجعات استشفائية كالعين الحارة ببني مالك والوغرة، وأودية تستقطب الزائرين كالخشل وقصي، أما إذا أردت الحديث عن لجب الذي يعد آية من آيات الله في الطبيعة وكذلك فرسان وما تحتويه من جزر بكر، كل هذه المنطقة تشهد إقبالا في عدد من الفعاليات والمهرجانات التي هندسها أمير التنمية بالمنطقة الأمير محمد بن ناصر، ومنها ستنطلق فعالياته نهاية الأسبوع الحالي وهو المهرجان الشتوي الرابع والذي يحتوي على فعاليات تتجاوز ال100 فعالية وتستهدف الشباب والعائلات من خلال تجهيز أكثر من مقر في الكورنيش الجنوبي في القرية التراثية بجازان. سحر الطبيعة جبال فيفا التي تقع جنوب شرق منطقة جازان وتشتهر بالمنازل الاسطوانية الفريدة من نوعها، وقد اهتم القدماء ببناء تلك المنازل وتفننوا في التصاميم الاسطوانية مما جعلها تراثا معماريا فريدا، كما اهتموا باختيار مواقع بناء هذه المنازل وذلك للحماية من الأخطار الطبيعية كالسيول والانهيارات الأرضية والحماية من الأخطار الحربية، فيكون المنزل في هذه المواقع مطلا على ما حوله، وكذلك مما يميز فيفا تلك المدرجات الزراعية التي تكسو الجبال خضرة وطبيعة خلابة حيث تشتهر بزراعة البن والنباتات العطرية. كما تشتهر المناطق الجبلية في هذه الفترة ببرودة الجو، حيث تعد أكثر برودة من منطقة عسير، باعتبارها أكثر ارتفاعا بل أن جبل طلان يعد الأعلى على مستوى المنطقة. العيون الحارة وتزخر منطقة جازان بمنابع العيون الحارة التي تعتبر مشافي للكثير من الأمراض الجلدية والروماتيزم، وهي مؤهلة لأن تستثمر في المنتجعات الصحية الطبيعية. وتأتي أهميتها لاحتوائها على مواد معدنية في شكل أملاح ومواد كيميائية مذابة ومن أهم تلك العيون العين الحارة ببني مالك وعين الوغرة وعين البزة وعين المدمع الحار، إضافة إلى الأودية والشلالات ومن أشهر أودية جازان وادي الخشل وادي لجب الذي يشهد إقبالا كبيرا من الزائرين للمنطقة ومن أبنائها وخاصة في أيام الإجازات. وادي لجب يعد وادي لجب واحداً من أهم المواقع السياحية وأبرزها بمنطقة جازان وقبلة سياحية يزورها عشرات الآلاف أن لم يكن مئات الآلف من السياح والزوار سنويا . ووادي لجب عبارة عن صدع وانكسار في الجزء الشرقي من جبل القهر زهوان التابع لمحافظة الريث التي تقع على بعد نحو 150 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من مدينة جيزان. ويرجع تاريخ ذلك الصدع «لجب» لعصر حدوث الانكسار الإفريقي حيث ظهرت جبال ناهضة ذات صخور شديدة الصلابة تختلف عما جاورها من الجبال من حيث التركيب الصخري واللون وهو ما يلحظه الزائر للوادي الفرق واضحا بين الجبال المطلة على وادي لجب من حيث كبر حجم صخورها واتساعها ونعومة ملمسها وقلة الأشجار بها مما يضفي نوعا من التميز على الجبل وتفردا واضحا من حيث الشكل بين الجبال المجاورة إليها ويجعلها محط نظر الزائر ومحل إعجابه. ويمتد وادي لجب على شكل أخدود أو صدع انكساري في الطرف الشرقي من جبل «القهر» بطول يصل لنحو 11 كيلو مترا تقريبا متجها من الشمال إلى الجنوب ليتقابل هذا الصدع بعد 3 كيلو مترات بصدع آخر يمتد لمسافة كيلو مترين. ومما يزيد الوادي جمالا ما يتوافر به من عيون وينابيع وجداول وشلالات دائمة الجريان يمتزج صوت خرير مياهها مع أصوات العصافير والطيور المغردة في بطن الوادي ووسط أشجاره ليبادلها الوادي رجع الصدى عندما تطلق أصواتها بين جنباته الصخرية الشاهقة في الارتفاع. ليستمتع الزائر بعد كيلومترين فقط بالصخور والمياه التي تجري على مدار الساعة وأحواض السباحة الطبيعية ذات المياه المتجددة التي توفر المكان المناسب للسباحة للكثير من مرتادي الوادي. شواطئ جازان يمثل بحر جازان حكاية المكان والزمان، فما يميز المنطقة وجود العديد من الشواطئ البكر التي تمتاز بأجوائها المعتدلة مما يجعلها مقصدا للراحة والاستجمام والاستمتاع بالأجواء الربيعية البحرية بالإضافة إلى جزر كشاطئ المرجان والكورنيش الشمالي بجازان والطرفة وبيش والشقيق والسهي والموسم، وهذه الشواطئ تعد بكرا فهي لا تزال تنتظر يد الفنان الذي يجسد ملامحها لتبدو للزائر في كامل رونقها. فرسان ومتعة السياحة تقع فرسان غرب مدينة جازان، وتتكون من أرخبيل من الجزر المتقاربة من بعضها، وتبعد هذه الجزيرة عن مدينة جازان حوالى 40 كيلو مترا تقريباً، وتقع في القسم الجنوبي الشرقي للبحر الأحمر، وتبلغ مساحتها حوالى 600 كيلومتر مربع، حيث تضم مجموعة كبيرة من الجزر الأخرى ليصل تعداد جزر جزيرة فرسان إلى 84 جزيرة تقريباً ويصل طول شواطئها حوالى 216 كيلو مترا وتعد فرسان (فرسان الكبرى) هي أكبرها من حيث المساحة والتواجد السكاني، حيث أن مساحتها تصل الى حوالى 369 كيلومترا مربعا تقريباً، ويبلغ طول الجزيرة من طرفها في الجنوب الشرقي إلى طرفها في الشمال الغربي حوالى 70 كيلومترا تقريباً. وتأتي السقيد، والمسماة بفرسان الصغرى، في المرتبة الثانية من حيث المساحة والتواجد السكاني، حيث تبلغ مساحتها حوالى 109 كيلومتران مربعة تقريباً. ومن أهم الأماكن السياحية داخل تلك الجزر منطقة عبرة، وهي منطقة ساحلية تمتد لعدة كيلومترات تقع في الجنوب الغربي من فرسان يقصدها سكان الجزيرة لصيد السمك وهذه المنطقة هي المكان المفضل للرحلات بالنسبة لهم إضافة إلى كونها منطقة صالحة للتخييم مثلها مثل باقي سواحل الجزيرة، وقرية المحرق هي أقرب قرية من سواحل عبرة. كما يوجد ساحل جنابة، أكبر خلجان جزيرة فرسان وأكثرها وفرة من حيث الأحياء المائية.. ومنطقة القندل في شمال فرسان.. وساحل العشة الواقع في جنوبها وهو من أجمل سواحل الجزيرة من حيث نظافة رمالها وصفاء مائها. آثار جازان كما يميز منطقة جازان انتشار الآثار بشكل ملحوظ في مختلف أنحاء محافظاتها، ومن أهم هذه الآثار القلعة العثمانية وهي أحد المباني الأثرية بجزيرة فرسان وأحد رموزها، وتقع في شمال الجزيرة، بين فرسان وقرية المسيلة، على مرتفع يمنحها موقعاً إستراتيجياً لأنه يطلّ على عموم بلدة فرسان، وهي مبنية من الحجارة والجص والموجودة خاماته بكثرة في الجزيرة، وسقفها مصنوع من جريد النخيل الموضوعة على أعمدة من قضبان حديدية. وهناك عدد من المباني دائرية أو مستطيلة الشكل تقع في جنوب بلدة فرسان في منطقة تسمى بالعرضي. ومنزل الرفاعي وهو من المباني الرائعة ولعل أروعها من حيث التصميم وجمال نقوشها وهو منزل لتاجر اللؤلؤ أحمد منور رفاعي يرحمه الله والذي يعد تحفة حقيقية في مجال الفن المعماري القديم حيث يعكس الثراء والترف بفرسان أيام ازدهار تجارة اللؤلؤ.. وبيت الجرمل على ساحل جزيرة قماح، ويقال إن الألمان قاموا ببنائه كمستودع للأسلحة والذخيرة نظراً لموقع الجزيرة الاستراتيجي.. وقلعة لقمان أو جبل لقمان كما يسميها أهالي فرسان وتقع على يسار الطريق المتجه إلى قرية المحرق وهو عبارة عن مرتفع مكون من مجموعة من الصخور مربعة الشكل تقريبا وتدل على أنها أنقاض لقلعة قديمة.. وقرية القصار التي تعد من القرى التراثية القديمة في جزيرة فرسان، وتحتوي على أكثر من أربعمائة منزل من البيوت الحجرية والطينية القديمة، وأطلال بقيت صامدة في وجه الزمن. وكذلك من الآثار الشامخة في مدينة جازان «القلعة الدوسرية»، والتي تقع في وسط مدينة جازان على جبل متوسط الارتفاع، يمكن لمن فيها رؤية كافة أحياء المدينة والتمتع بمشاهدة شواطئها الجميلة وحتى المراكب في عرض البحر، وعن تاريخها فلا يعرف بالتحديد تاريخ بنائها، لكن الأرجح أن تاريخ إنشائها يعود إلى النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري، وفي الستينيات من القرن الماضي اتخذتها الحكومة السعودية مقرا للقوات المسلحة المقيمة في جازان. كما توجد بيوت الأدارسة بصبيا، ومسجد القبب بأبو عريش، وقلعة الحمى وقصر أبو مسمار بالجهو بمركز الشقيري. مهرجانا المانجو والحريد كما تنفرد منطقة جازان عن مثيلاتها من المدن بعدد من المهرجانات، حيث تعتبر محافظة أبو عريش وصبيا وبيش أكثر محافظات المنطقة إنتاجاً لأنواع الفواكه الاستوائية ومنها فاكهة المانجو، حيث بدأ مشروع التنمية الزراعية في أبو عريش تجاربه في هذا المجال منذ عام 1972م في مشاتل المشروع على فواكه المانجو، حتى ثبت إمكانية نجاح أنواع الفواكه الاستوائية بالمحافظة، وتنتج المزارع في أبو عريش كميات هائلة من فاكهة المانجو، حيث يصل انتاج المزرعة الواحدة إلى أكثر من 10أطنان يومياً وتعرف فاكهة المانجو بأنها فاكهة الأربعة الأشهر إلى الخمسة الأشهر في منطقة جازان والتي يبدأ إنتاجها مع بداية فصل الصيف ويبلغ عدد أشجار المانجو المزروعة في منطقة جازان نحو “450” ألف شجرة وتتراوح أعمارها من 1- 18 سنة ويبلغ عدد مزارع المانجو قرابة 2000 مزرعة تنتج هذه الفاكهة بكميات وأصناف مختلفة في المذاق ويشارك في مهرجان المانجو معظم أصحاب مزارع المانجو ويقومون بعرض منتجاتهم في مكان مخصص من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار ويستمر طيلة أسبوع كامل. كما تحتفل جزيرة فرسان الحالمة بمهرجان صيد الحريد الشعبي وهو من المواسم الشعبية السنوية الهامة الذي يحظى باهتمام ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، كما يحظى هذا المهرجان بحضور ومتابعة كافة أهالي الجزيرة وإقبال كبير من السياح من داخل المنطقة وخارجها. المهرجان الشتوي وتمتاز منطقة جازان باعتدال مناخها في فصل الشتاء، مما يجعلها مشتى لعدد من العائلات التي تحضر الى منطقة جازان هربا من البرودة الشديدة التي تعاني منها العديد من المناطق المجاورة، مما جعل القائمين على السياحة في منطقة جازان يقررون إقامة مهرجان يحتوي على العديد من البرامج والفعاليات خلال هذه الفترة، وينطلق المهرجان الشتوي الرابع يوم غد الأربعاء برعاية من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، وسيكون الحفل مساء يوم الخميس، وسوف يشارك فيه الفنانان محمد الزيلعي وإبراهيم عباس، وقد أنهت كافة اللجان استعداداتها لاستقبال الزائرين في القرية التراثية التي تشتهر بالتراث والأكلات والملابس الشعبية.