في الصباح طرق باب بيتي صديقي حسان، فدخل ورشف العصير المانجو وأخذ بعض الخبز المدهون بزيت السمسم ثم اخذت اجمع الخبز، فقال لي: اخي غسان، هناك افواه جائعة تحت هذا الخبز، فقلت من هم؟ سوف أهديه لهم، فقال: تلك، انها طيور الحمام المرفوف بأجنحته، اسمح لي ان اقطعه قطعاً صغيرة بحجم حبوب الفول أو أصغر، ثم اسكب عليه الماء لأنه يابس، واتركه داخل الماء عشر دقائق أو ربع ساعة. والآن سوف نساعد لنثره على اوراق الكرتون والآن انظر الى الحمام لقد جاء ليأكل هذا الخبز اللين. اخي افعل الخير دوماً فإنها تشرح الصدر وتغمر القلب بالمحبة فقلت له: من اليوم هذا سوف اجمع الخبز البائت من يوم ويومين، سأصنع به كما صنعت، فقد دللتني على طريقة جميلة، فيها الاجر والثواب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (في كل كبد رطبة أجر) وكنت قبل هذا اجمعه في صناديق لعل اصحاب الماشية والاغنام يأخذونه، وفي الغالب يخرب اما الآن فسوف يكون للطيور الجائعة. اخي الكريم: انظر الى الحمام، واسأل اصحابه ماذا تفعلون ببقايا الارز؟ فإن قال لك: الى سلة المهملات. فقل له: افلا جمعته واهديته لمربي الطيور، الدجاج والحمام فإن قال: اين هم؟ فقل له: هذا دورك أنت، ابحث عنهم، شارك في البحث عنهم اطعمه للطيور. (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) لا تتوقع نزول بركات من السماء من امطار وغيث عميم، ما دام الجميع لا يشعرون بالنعمة ولا يهدونها للأفواه الجائعة من انسان وحيوان.