منذ ذلك اليوم الذي طالعتنا فيه إحدى الصحف بخبر عن رغبة الحكومة الرشيدة في رفع عدد مناطق المملكة إلى 18 منطقة بدلاً من 14 منطقة - رغم نفيه في اليوم الذي تلاه - والأمل يحدو أهالي عدد من المحافظات أن يصدق الخبر ويصدر ما يؤكده إيماناً منهم بالحاجة الماسة إلى تلك الزيادة التي تتمشى مع السياسة الحكيمة التي تهدف إلى توفير كافة الخدمات وتسهيل جميع الإجراءات والوصول إلى المواطن أينما كان وتمتعه بحياة هانئة ومعيشة كريمة ومواصلة مسيرة النهضة والتطوير التي أخذت بها معظم المدن والقرى ولله الحمد.. ابتداءً من عهد المؤسس رحمه الله ومروراً بعهود الملوك الأوفياء سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله تعالى وحتى عهد الملك العادل ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله. وكان لهم ذلك وتحقق الأمل عندما صدرت موافقة المقام السامي على استحداث أربع مناطق اثنتان منها في منطقة الرياض وواحدة في المنطقة الشرقية وواحدة في المنطقة الغربية. ومنذ تلك الساعة المباركة التي تلي فيها خبر الموافقة وأهالي عدد من المحافظات التي حباها الله بميزات تؤهلها لأن تكون مناطق واعدة على أحر من الجمر في انتظار إعلان المناطق الجديدة على أمل لعل وعسى. وإن كانوا على يقين تام بأن محافظاتهم هي التي ستتحول إلى مناطق ثقة في ولاة الأمر حفظهم الله. ومنذ تلك الساعة راح المواطنون يخمنون ويتوقعون كعادتهم مما هيأ مناخاً ملائماً وأرضية مناسبة لمروجي الإشاعات ومثيري البلبلة بين الناس. فعاش أهالي بعض المحافظات قلقاً وإزعاجاً وصار (حديث المناطق) المسيطر على مجالسهم واختفت أحاديث الأسهم التي كانت مهيمنة منذ أشهر على أحاديث المجالس هنا وهناك... والحقيقة إن ما دفعني لكتابة هذه السطور هو ما سمعته في مجالس مدينتي (الدوادمي) التي حباها الله جملة من مؤهلات المناطق لا تخفى على أهل الشأن. وعجبت لأن كثيراً من الناس راح يتحدث في أمر ليس مجاله ولا من اختصاصه فبعضهم أرجف وهول الأمر وبلبل الناس عندما أطلق إشاعات مفادها الخوف الشديد من ألا تكون الدوادمي إحدى المنطقتين المزمع استحداثهما في منطقة الرياض. وكان عجبي كبيراً ودهشتي شديدة لأنني لم أجد لخوفهم ما يبرره ولا ما يسنده على أرض الواقع إذا علمنا أن القيادة الرشيدة والحكومة الحكيمة دأبت ولله الحمد على اتخاذ قراراتها بناءً على دراسات وإحصاءات دقيقة، وبناء على خطط استراتيجية بعيدة المدى وعميقة الأهداف نزيهة المقاصد، دون محاباة أو مجاملة على حساب مصلحة الوطن الوفي لقيادته والمخلص لأمته.. لقد سلكت الدولة وفقها الله في كل زمن ما يناسبه، ويتناسب وسياستها بعيدة المدى وبنظرة استشرافية للمستقبل غابت عن كثيرين، فبذلت في جميع أنحاء البلاد آلاف المليارات من الريالات، وأعطت بسخاء وأنفقت بلا من أو أذى، وحققت أهدافاً كنا نراها في وقتها ضرباً من الخيال بعيدة المنال فأصبحت اليوم وكأنها من المسلمات والبدهيات التي يفهمها البسطاء من الناس وهذه شهادة حق تملي علينا الأمانة الإدلاء بها كلما دعت الحاجة إليها. أتساءل كما يتساءل الكثيرون أين الذين يتحدثون في كل مجلس عن جملة الحقائق والمؤهلات التي تشفع لمحافظة الدوادمي لأن تكون منطقة واعدة؟ أين هم عن الموقع الجغرافي والاستراتيجي (وسط البلاد، ومتوسطة بين عدد من المحافظات، وبعدها عن العاصمة الرياض 320 كلم تقريباً). هل غابت عنهم الكثافة السكانية والزيادة المتنامية بسرعة كبيرة؟ فقد جاء في إحصاء السكان والمساكن لعام 1425ه أن عدد سكان محافظة الدوادمي (190,138) نسمة متبوئة بذلك المرتبة 24 من بين 118 محافظة وتأتي في المرتبة 3 بعد الرياض والخرج بالنسبة لمنطقة الرياض. أما المدينة فقد بلغ عدد سكانها (53,071) نسمة وتحتل المركز 38 على مستوى المملكة من بين 1240 مدينة وقرية والمركز 4 بعد الرياض والخرج والوادي بالنسبة لمنطقة الرياض. هل نسوا المطار الاقليمي وهل يظنون انه انشئ من اجل النقل فقط، أم أنه له أبعاداً استراتيجية اخرى تخفى عليهم؟ أين ذهبت المساحة الشاسعة (29,421) كلم2 التي شملتها كلها مشاريع التنمية ووصلت الخدمات فيها إلى كل مدينة وقرية - وهجرة بل إن كل شبر من هذه المساحة للتنمية فيه أثر واضح. الحركة التجارية النشطة والمتنامية بشكل ملفت للنظر؟ مقومات النمو والتطور السريع والشامل (مدني، زراعي، تجاري، صناعي، عمراني،.....). المواقع التاريخية والأثرية والتنوع البيئي إلى حد ما مما يشجع على قيام صناعة السياحة الواعدة مستقبلاً. قابلية مدينة الدوادمي للاستيعاب والتمدد في جميع الاتجاهات نظراً لطبيعة الأرض، البعيدة عن المناطق الجبلية والوديان المعيقة للتنمية العمرانية فعدد مخططات البلدية القائمة الآن (33) مخططاً. عدد من مراكز المحافظة مثل ساجر، نفي، والبجادية تضاهي في حجمها بعض المحافظات وقريباً منها أيضاً رفايع الجمش وعرجاء وعروى والشعراء. هل أضع بين أيديهم هذه الأرقام ليكفوا عن الحديث ويكتفوا بلغة الأرقام؟ أما علموا بأن هذه المحافظة يتبعها (111) مركزاً رسمياً ويضاف إلى ذلك حوالي 300 معرف رسمي وغير رسمي. هل لديهم علم بأن عدد طلاب وطالبات المحافظة حوالي (46) ألف طالب وطالبة، منهم أكثر من (15) ألف طالب وطالبة في مدينة الدوادمي؟ يشرف على تدريبهم إدارة الإشراف التربوي، وأربعة مراكز إشراف تربوي في كل من ساجر، نفي، الجمش، البجادية. وهل لديهم علم بأن عدد المؤسسات التعليمية في المحافظة (601) مؤسسة تعليمية حكومية وأهلية تشمل المدارس والمعاهد والكليات ورياض الأطفال، منها فقط (79) مؤسسة تعليمية في مدينة الدوادمي؟ وأن في المدينة وحدها خمسة بنوك قائمة واثنان تحت التشييد، وخمسة بنوك اخرى في انحاء المحافظة؟ دعوا المحافظة تتحدث عن نفسها فهناك 85 مستشفى ومركزاً صحياً ومستوصفاً حكومياً وأهلياً منها داخل مدينة الدوادمي 12 مستشفى ومركزاً صحياً ومستوصفاً حكومياً وأهلياً؟ و20 صيدلية منها 12 صيدلية في مدينة الدوادمي؟ دعوا المحافظة تتحدث عن نفسها فهي ليست بحاجة لأحاديث المجالس (1000) مسجد وجامع في المحافظة منها في مدينة الدوادمي (120) مسجداً منها (16) جامعاً. دعوا المحافظة تتحدث عن نفسها فهناك مديرية للزراعة يتبعها 6 وحدات زراعية وفي المحافظة 9 وحدات صحية منها اثنتان في مدينة الدوادمي وفي المحافظة 4 بلديات ومجمع قروي واحد وعدد من مكاتب البلدية. أين ثقة هؤلاء هداهم الله في ولاة الأمر وقد عودونا المبادرة تلو الأخرى في سبيل رفعة وتقدم بلادنا الغالية وتغليب المصلحة العامة على ما سواها؟ خاصة إذا ما علم أولئك المتصدرون للمجالس، بأن رفع محافظة الدوادمي إلى منطقة يخدم الهدف الذي من أجله جاء استحداث المناطق، كما حدده صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز. وفوق هذا كله هل غاب عن هؤلاء المتصدرين لأحاديث المجالس النظرة الثاقبة لأميرنا المحبوب أمير منطقة الرياض المبجل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي تابع ووجه وأشرف فكان مهندس النهضة المباركة الشاملة لمحافظات منطقة الرياض وكان حفظه الله ورعاه خير من يعرف لكل محافظة حجمها وشأنها ومقامها الذي يليق بها، تلك النظرة الثاقبة التي جاءت امتداداً لنظرة الموحد غفر الله له ولوالديه وأسكنهم فسيح جناته عندما أمر ببناء قصر لجلالته في مدينة الدوادمي، واضعاً بذلك اللبنة الأولى والمباركة لنهضة وتطور سريع شهدته الدوادمي مدينة ومحافظة. ختاماً: لماذا لا يترك أولئك المتحدثون في المجالس الأمر لأهله فهم أدرى وأعرف ولا يحيدون عن الحق بل هم أهل الحق وعن الحق دائماً وأبداً يبحثون.. حفظ الله لنا قادتنا الغر الميامين وأدام عزهم وأعلى شأنهم وجعلهم ذخراً للإسلام والمسلمين اللهم آمين.. اللهم آمين.