لا يزال الاقبال على مراكز الانتخابات البلدية التي بدأت في العاشر من شوال بالنسبة لمحافظات منطقة الرياض دون المستوى المتوقع. وهذا ما أصاب البعض ممن علقوا آمالا كبيرة على هذه الخطوة المباركة نحو الاصلاح الاداري، بخيبة أمل خاصة عندما لم تبادر الفئات المتعلمة والمثقفة للتسجيل في سجلات قيد الناخبين ليكون في ذلك حث للآخرين وقدوة لهم. ففي محافظة الدوادمي - على سبيل المثال - المترامية الأطراف والمكتظة بالسكان هناك «11» مركزا انتخابيا لم يتجاوز عدد المتقدمين اليها خلال الأيام الأولى «3500» ناخب رغم انقضاء أغلب المدة المحددة لهذه المرحلة والتي هي في الحقيقة مرحلة هامة جدا، اذ ان ما بعدها متوقف عليها فالمسجلون في قيد الناخبين هم من سينتخبون «15» عضوا لخمسة مجالس بلدية على مستوى المحافظة وذلك في كل من: الدوادمي (4 أعضاء)، ساجر (3 أعضاء)، البجادية (3 أعضاء)، نفي (3 أعضاء) والجمش (عضوان) واذا اضفنا الى هذا العدد (15) عضوا آخرين سيتم تعيينهم فإن عدد اعضاء المجالس البلدية على مستوى المحافظة سيرتفع الى (30) عضوا مما يعني ان محافظة الدوادمي تحظى بأكبر عدد من أعضاء المجالس البلدية على مستوى منطقة الرياض، وهذا ما ينبغي لأهالي المحافظة أن يتنبهوا له ويدركوه جيدا فلا يتأخرون عن التسجيل في قيد الناخبين وعليهم ان يكونوا عند حسن الظن بهم وفي مستوى الحدث، فالعدد الذي نسمع عنه لا يدل على تجاوب المسؤولين مستقبلا الى زيادة المساحة المتاحة للمشاركة الشعبية في صنع القرار، وهنا تبرز اهمية دور المعول عليهم دفع المركبة الى الامام من أصحاب الفكر النير والعقل الرشيد والرأي السديد ليبدأوا بأنفسهم ثم من تربطهم بهم رابطة أيا كان شكلها أو نوعها للتفاعل مع هذا المشروع الذي يعتبر خطوة أولى في طريق الاصلاح المنشود المؤدي إلى تفاعل المواطن ومشاركته بدافع ذاتي في التخطيط والبناء وتحمل المسؤوليات الجسام مما سيقود الى المساهمة في صنع القرار الذي يمس حاضر ومستقبل الوطن والمواطن وكل من يعيش على تراب هذا البلد المبارك إن شاء الله تعالى. وهذا لا شك يحملنا جميعا امانة كبيرة ومسؤولية عظيمة لا بد وان نستشعر حجمها الديني والوطن ونعمل بكل ما لدينا من عوامل النجاح للاسهام في نجاحها، ونقدر لولاة الأمر اتاحتهم هذه الفرصة للمشاركة في مشوار البناء الحضاري والنهضة المباركة ليقودنا ذلك فيما بعد الى ممارسة التجربة في مشاريع أخرى مشابهة. وتطبيق مبدأ الشورى الذي جاء به الاسلام قبل أربعة عشر قرنا. ويجب على سكان محافظة الدوادمي ادراك أن المحافظة عامة ومدينة الدوادمي على وجه الخصوص مقبلة - باذن الله - على مرحلة سريعة وكبيرة من الازدهار والتطور والنهضة والتقدم، الامر الذي يضاعف المسؤولية الملقاة على عاتق كل مخلص لتغليب المصلحة العامة قبل كل شيء، وتغييب ما سوى ذلك، والتصويت للمرشح الذي هو أهل للثقة ويملك من الكفاءة والقدرة على العطاء والعمل، ما يشفع لمنحه الصوت، بعيدا عن العواطف أو العلاقات الشخصية والمصالح الذاتية، واحتساب الأجر على هذا العمل عند الله سبحانه وتعالى.