في قلب واحات القصيم الغناء وبالتحديد على ضفة الضلع الغربي لدائري بريدة يتربع الحرم الجامعي لكليات القصيم الأهلية بين كثبان رمال تحيط بها النخيل، وهذا لعمري موقع متميز لطالما نشدناه لجامعاتنا السعودية، لأن الحرم الجامعي بمكتبته ومستشفاه تحتاج لهدوء وجو عليل وفي متناول سكان المنطقة ليستمر اليوم الجامعي طوال النهار، بدلاً من ضرب أكباد الإبل للوصول إليه كما هي عليه الحال في كثير من جامعاتنا. جاءت هذه الكليات في وقت ملح وكاستجابة لحاجة سوق العمل إلى متخصصين في طب الاسنان، والى خبراء في الحاسوب وحاجة ملحة إلى كوادر علمية تجيد اللغة الإنجليزية كأداة لنقل آخر ما توصل إليه الآخرون وكوسيلة لمسابقة الآخرين في هذا المضمار، بانطلاقة من ارضية صلبة وطموحات واعدة. فهذه الثلاثية من التخصصات من بداية خطوات هذه الكليات المتفائلة بقيادة سعادة الدكتور فهد الفلاج والذي يملك قدرة إدارية فائقة وقد مزج بين الأصالة والتجديد انعكس ذلك على اختياره الموفق لكوكبة من القدرات العلمية والإدارية يعملون على تسيير عجلة هذه المركبة. إننا لا نملك إلا أن نشكر الله أولاً لتحقيق هذا الحلم شاهداً للعيان، ثم نثني بالشكر لسمو أمير القصيم والذي بارك هذه الخطوة منذ أن كانت فكرة وسقاها بمتابعة شخصية من سموه، حتى غدت شجرة مورقة تزداد تفرعاتها كلما وجدت تشجيعاً منه. وعقد من النياشين نعلقه على صدور من آلوا على أنفسهم إلى أن يدخلوا هذا المشروع والذي لا يخلو من المخاطرة، وإن كان هدفهم العلمي والوطني قد أنساهم نسبة المخاطرة حسب ما سمعته من أحد المساهمين وأيضاً كما هو واضح من تواضع تكاليف الدراسة المادية!!. فلله درهم كيف ترجموا حبهم لبلدهم وتلبية حاجة أبنائه إلى قنوات علمية تأخذ بأيدي شبابنا إلى حقل المشاركة الفعالة بدلاً من رشق ضيق الفرص بالتهم! إنني أعتبر كليات القصيم الأهلية بقدر ماهي استجابة وطنية وحاجة ملحة هي ايضاً عنوان للتلاحم بين السعودي والمقيم، ففي الأمس كنا نفقد خبرات علمية لمتعاقدين تركوا البلد ونحن بحاجة ملحة تحت ضغط ضيق الفرص العلمية امام ابنائهم وبناتهم، وهاهي هذه الكليات تفتح ذراعياً لهذه الشريحة. كما لا يفوتني في ذيل هذا المقال أن أقترح على مجلس هذه الكليات بأن يفتح المجال لغير السعوديين من خارج المملكة، فهذا الأمل يعتبر هاجساً للألف من الشباب المسلم ممن يحلم بأن يدرس في بلد الحرمين! وأخيراً أعلنها مدوية أن أقل الإيمان أن ندعم هذا الصرح العلمي بالتشجيع والإشادة سائلاً العلي القدير أن يوفق القائمين عليه إلى تتابع النجاحات وأن يكون هذا الصرح عقد يزين عروس القصيم، وخطوة تحتذي بها بقية مدن مملكتنا الحبيبة والتي لم تحظ بمثل هذا الغرس المبارك. ٭ رئيس قسم الجغرافيا بجامعة القصيم