بعد كارين هيوز «المعينة حديثاً» كوكيلة لوزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الدبلوماسية العامة المقربة من الرئيس بوش والتي زارت المملكة في بداية شهر اكتوبر الماضي والتقت بخادم الحرمين الشريفين وعدد من المسؤولين كما أتيحت لها فرصة الالتقاء ببعض السعوديات، وصرحت بعد عودتها أن الرئيس بوش استمع باهتمام كبير لحديثها، كما انها اجتمعت إلى أركان الإدارة الأمريكية، وكان مما صرحت به هو «أن الأمريكيين لا يعرفون أن الشعب السعودي يشعر بأنه مهدد بالإرهاب بالقدر الذي يشعر فيه الأمريكيون أنفسهم بتهديد الإرهاب ومواجهة التهديدات الإرهابية». يأتي تصريح أعضاء وفد الكونغرس الأمريكي الذي زار المملكة وهم: السيناتور شاك هايجيل وتوم كاربير والنائبة أيلين توسشر بعد لقائهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو وزير الخارجية، وذلك خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء 1/12/2005م بمبنى السفارة الأمريكية بالرياض مشيرين فيه «وفقاً لعكاظ 2/12/2005م» لوجود فجوة وسوء فهم من قبل بعض أعضاء الكونغرس وبعض فئات الشعب الأمريكي عن العلاقات مع السعودية بسبب نقص المعلومات، وهكذا تتوالى مثل هذه التصريحات المهمة، فكيف نجسر هذه الفجوة بيننا؟. لقد صرحت السيدة هيوز «وفقاً لجريدة الشرق الأوسط 7/10/2005م» بأن الحكومة الأمريكية لا تستطيع أن تتحكم في مضامين وسائل الإعلام لأن الصحافة الأمريكية حرة ولا تملكها الدولة، وبالتالي لاعتراف بوجود المصالح الاستراتيجية المشتركة وعمق الصداقة والمنافع والاحترام المتبادل بين الولاياتالمتحدة والمملكة حكومة وشعباً إلا انه لا يمكن إنكار وجود خصوم للمملكة هناك من المتطرفين أو ممن لديهم انطباعات خاطئة بسبب مادتهم الإعلامية المخالفة لواقعنا. ومع تقدير الجهود القائمة من طرفي المعادلة وما حققته زيارة خادم الحرمين الشريفين الأخيرة لأمريكا من نتائج ممتازة، لكن يستحسن تعزيز التواصل واستمراره وتوسيع دوائره بين القيادتين والشعبين على كافة المستويات، والعمل على تبادل الزيارات والخبرات، وزيادة برامج التبادل الثقافي والتجاري، وبناء جسور من الحوارات والفهم المتبادل وتعزيز برامج دراسة اللغة والتوسع في برامج الابتعاث والمنح الدراسية، ومع ما تقوم به السفارة السعودية بواشنطن في إقامة حملة علاقة عامة تكشف الحقيقة من خلال وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى وتوجيه الدعوة للمشاهير منهم، وفي مقدمتهم صناع القرار بالكونغرس الأمريكي والإعلاميون من مقدمي البرامج المتلفزة وكتاب أعمدة الصحف ومديري كبرى الشركات والجامعات الأمريكية لزيارتنا خاصة في المناسبات الوطنية والمهرجانات المتنوعة والمعارض والمؤتمرات والندوات المختلفة وتشجيع الحوار مع الأمريكيين واستثمار كل الوسائل الممكنة بما في ذلك المبتعثون السعوديون في الولاياتالمتحدة وتوظيف شبكة الانترنت لإبراز النهضة السعودية الشاملة وشرح موقف المملكة الحازم - الذي يجهله بعض المسؤولين وكثير من أفراد الشعب الأمريكي - لمحاربة الإرهاب والفكر المتطرف، واستمرار دعوتها للحوار والتسامح والتفاهم بين مختلف الثقافات والحضارات واحترام الآخرين وعدم التدخل بشؤونهم الداخلية، وتعزيز علاقات حسن الجوار، وتبنيها لدعوات السلام الاقليمي والعالمي من خلال مبادرات السلام التي تطرحها أو تدعمها، والاهتمام بالقضايا الإنسانية، وحرصها على استقرار الاقتصاد العالمي، ودعم المنظمات الدولية، ومساعدة الدول النامية والفقيرة والمنكوبة إلى غير ذلك من المواقف السعودية المشرفة في المحافل الاقليمية والدولية.