توصل أمس المفاوضون في اجتماعات منظمة التجارة العالمية إلى اتفاق جديد يهدف إلى دعم التجارة العالمية وإلغاء الحواجز أمامها فى ختام ستة أيام من المساومة الصعبة والمريرة فى اغلب الاحيان. وأعلن رئيس منظمة التجارة العالمية ووزير تجارة هونج كونج جون تسانج رسمي التوصل الى الاتفاق قبل ساعات قليلة من انتهاء الموعد النهائي للمباحثات في منتصف الليل. وأعربت كوبا وفنزويلا عن بعض التحفظات إلا أن الدولتين اعلنتا انهما لاتعرقلان التوصل الى اتفاق نهائي. ووافق الوزراء في التجمع الذي شارك فيه مندوبون من 149 دولة على الاعلان الوزاري المكون من 11 صفحة الذي يحدد إجراءات توسع تجارية جديدة تتخذها الحكومات. ومن بين التعهدات الرئيسية التزام كافة الاعضاء بإلغاء كافة أشكال الدعم المالي على الصادرات الزراعية بحلول عام 2013. ويغطي التعهد برامج مساعدات صادرات الاتحاد الاوروبي وأيضا إئتمانات التصدير الامريكية وبعض برامج المساعدات الغذائية التي ينظر إليها بأنها مشوهة للتجارة. وقد سيطرت هذه المسألة على اجتماعات هونج كونج لكن الاتحاد الاوروبي ظل لأيام يعارض المطالب بضرورة أن يكون هناك موعد قاطع للتوقف عن برامج مساعدات التصدير وهو عام 2010 قائلا إنه يريد خطوات موازية من جانب الولاياتالمتحدة. ووافق أعضاء منظمة التجارة العالمية أيضا على إجراءات تجارية خاصة لدعم صادرات الدول الاقل تقدما ومساعدة مصدري القطن الافارقة ليستطيعوا مسايرة منافسيهم الامريكيين. وقال تسانج في الجلسة المكتملة للاجتماع «أشعر بشيء عظيم.لقد أقتربنا أكثر مما كان يبدو محتملا قبل اسبوعين». وقال المدير العام لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي الذي توسط في الجهود التي بذلت للتوصل الى اتفاق اللحظة الاخيرة إن مباحثات التجارة العالمية قد اكتسبت زخما كبيرا . وقال إن 60 في المئة من الارضية المطلوب إنجازها لتحقيق الاتفاق النهائي في نهاية عام 2006 قد تم تغطيتها. وقال لامي «هذه الطاقة السياسية الجديدة نحتاجها بشدة» مضيفا أن أعضاء المنظمة يجب أن يعملوا بسرعة عالية العام المقبل. وكان اعضاء الوفود في هونج كونج قد عملوا تقريبا بشكل متواصل لمدة ستة أيام للتوصل إلى الاتفاق المنتظر منذ وقت طويل. واتسمت المناقشات في البداية بتبادل الاتهامات وتوجيه أصابع الاتهام. وتعرض الاتحاد الاوروبي لهجوم متكرر بسبب برامج المساعدات الزراعية بينما تعرضت الولاياتالمتحدة لاتهام بعدم القيام بجهود ملحوظة لمساعدة مصدري القطن الافارقة. ودفع الجو غير الودي في المؤتمر المفوض التجاري الاوروبي بيتر مندلسون إلى التحذير في أحدى المرات بأن المباحثات تتجه إلى اتجاه مثير للقلق. إلا أن الحالة المزاجية السائدة في المؤتمر تغيرت في اليوم الخامس من الماراثون بعدما توصل لامي إلى صيغة للبيان الوزاري وطالب بأن تبدأ المفاوضات بشكل جدي.