تحدث معالي مدير جامعة الملك سعود لقناة المجد ضمن برنامج ساعة حوار في العديد من الأمور ذات العلاقة بجامعة الملك سعود، وقد التقطت بعض ذلك الحوار، فجعلته محور هذا المقال. معالي مدير جامعة الملك سعود ينفي وجود ظاهرة هجرة أعضاء هيئة التدريس للعمل خارج الجامعة، طبعاً دون أن يقدم لنا أرقاماً محددة في هذا الشأن. قد أوافق معاليه بخصوص جامعة الملك سعود، إذا حسب الموضوع بعدد أعضاء هيئة التدريس المعارين لجهات خارج الجامعة، لكن الواقع أن جامعة الملك سعود تقوم بإجراء عقود استشارية تفرغ أعضاء هيئتها التدريسية جزئياً أو بالكامل للعمل لدى جهات أخرى دون أن تسجل تلك الاستشارات كنظام إعارة ودون أن يفقد عضو هيئة التدريس صفته الوظيفية بالجامعة، وبالتالي فإن تلك العقود لاتظهر ضمن الإحصائيات الرسمية. إضافة إلى ذلك فإنه وبحكم وجود الجامعة في مدينة كبيرة كالرياض فعضو هيئة التدريس ليس بحاجة إلى اللجوء لنظام الإعارة فكل ما عليه هو طلب العمل كمستشار غير متفرغ ولن يسأله أحد بعد ذلك إن كان يعمل كمستشار غير متفرغ أو مستشار متفرغ، هذا إن لم يعمل عضو هيئة التدريس لدى جهة خارج الجامعة دون موافقة الجامعة على الورق الرسمي.. بمعنى أخر ربما تكون الهجرة الرسمية عبر نظام الإعارة لاتمثل ظاهرة لدى جامعة الملك سعود، لكن الهجرة الخفية أو التسرب لدى أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود تمثل ظاهرة... الإشكالية المقلقة هنا ليست في كسب عضو هيئة التدريس، فأنا أحدهم لا أستطيع العيش بشكل مريح دون دخل إضافي من خارج الجامعة، لكن في أن نحاول إنكار وجود ظاهرة الهجرة أو التسرب أو تحويل العمل الأكاديمي إلى عمل ثانوي بالنسبة لعضو هيئة التدريس، حتى لانطالب بإصلاح بيت الجامعة من الداخل... في موضوع زيادة الراتب كان مصدر انزعاج أعضاء هيئة التدريس تهميش معالي مدير الجامعة لمطلب زيادة رواتب أعضاء هيئة التدريس، حيث أجاب بأن كل إنسان يبحث عن زيادة فلوسه، ثم تحدث عن البدلات والاستشارات، ومعاليه يعلم بأن تلك الاستشارات والبدلات لاتمثل أساساً مطمئناً لعضو هيئة التدريس، فهي غير ثابتة وغير متكافئة للجميع، وليس أدل على ذلك مثالاً ، بدل الحاسب الآلي الذي توقف جامعة الملك سعود صرفه تارة وتعيده تارةً أخرى. لقد كانت مبررات معالي مدير جامعة الملك سعود حول عدم الحاجة لزيادة رواتب أعضاء هيئة التدريس غير مقنعة، ولكم تمنى أعضاء هيئة التدريس لو كان معاليه في صفهم متبنياً ومتفهماً لقضاياهم الملحة، وأبرزها ضرورة تحسين أوضاعهم وهي الضرورة التي اعترف بها معالي وزيرالتعليم العالي وأمر بدراستها صاحب السمو الملكي ولي العهد - حفظه الله -. تقديري لمدير جامعة الملك سعود، حيث اختلاف الرأي لايجب أن يفسد الود الذي أكنه لمعاليه، وهو مدير الجامعة الأم التي تخرجت فيها وأدين لها بالشيء الكثير.