اعرب الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي عن دهشته لردود الافعال الاوروبية الواسعة على تصريحات رئيس الجمهورية محمود احمدي نجاد على هامش مؤتمر القمة الاستثنائي لمنظمة المؤتمر الاسلامي في مكةالمكرمة. وقال آصفي ان بعض البلدان والاوساط الغربية تقدم تفسيرات مغلوطة لتصريحات الرئيس احمدي نجاد.. وأوضح ان احمدي نجاد اشار في تصريحاته الى ان اوروبا ظلمت اليهود واذا ارادت تعويضهم فإن عليها الانفاق من جيبها وهذه ليست قضية جديدة لكن الاوروبيين يريدون التمويه على اصل الفكرة. وبين ان بلدان العالم لديها وجهات نظر مختلفة لكن العجب في عدم تحمل الاوروبيين لوجهات نظر الآخرين. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بأن على الاوروبيين ان يقبلوا بهذه الافكار ولا ينبغي ان تمتلك (اسرائيل) الحق باظهار نفسها بأنها الجانب المظلوم دائما وتختلق الذرائع لتأجيج النيران في المنطقة. على ذات الصعيد قال عاموس جلعاد كبير واضعي الخطط الاستراتيجية والامنية بوزارة الدفاع الاسرائيلية إن بلاده لا تستبعد عملا عسكريا ضد البرنامج النووي لإيران ولكنها تفضل حاليا ان تترك الفرصة كاملة أمام الضغوط الدبلوماسية الاجنبية على طهران. وتحدث جلعاد بعد ان ذكرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية ان رئيس الوزراء ارييل شاورن وضع القوات المسلحة في حالة استعداد لشن هجوم في مارس / اذار على مواقع تخصيب اليوارنيوم في ايران. ونفى جلعاد وجود مثل هذه الخطة ولكنه ذكر ان (اسرائيل) قد تفكر في نهاية الامر في عمل عسكري ضد ايران مشابه لقصف مفاعل النووي العراقي في عام 1981. وصرح جلعاد لراديو (اسرائيل) «من غير الصواب ان تنفي دولة تواجه مثل هذا التهديد انها ستدرس بديلا اخر (غير الدبلوماسية). لا يمكن الجزم مسبقا باستبعاد اي بديل في المستقبل». وتابع «ولكن في ضوء خطة محددة كالتي عرضت ببراعة في المقال.. يمكن ان اقول انها غير صحيحة». وايران رابع اكبر منتح للنفط في العالم وتقول ان برنامجها النووي يهدف لتوفير احتياجاتها من الطاقة فقط. وتعهدت بالرد على اي هجوم اسرائيلي التي يعتقد ان الدولة الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية في الشرق الاوسط. وساند مسؤولون اسرائيليون جهود الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي لوقف تخصيب اليورانيوم في ايران وهي خطوة رئيسية لانتاج اسلحة نووية. غير ان اسرائيل حذرت من ان ايران ستمتلك بحلول مارس قدرات لانتاج قنبلة بمفردها. وتصاعدت التوترات بين ايران و(اسرائيل) بعد ان دعا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في اكتوبر تشرين الأول لمحو الدول اليهودية من على الخريطة. وفي وقت لاحق قالت ايران ان التصريحات التي اثارت ادانة عالمية لا تمثل تهديدا. واشار بعض المحللين السياسيين الاسرائيليين إلى تصاعد نغمة الكلام المعادي لايران قبل الانتخابات العامة التي تجرى في 28 مارس/ آذار. وفي وقت سابق من هذا الشهر دعا بنيامين نتنياهو ابرز المرشحين لقيادة حزب الليكود اليميني في مواجهة حزب كديما الذي يتزعمه شارون الاكثر ميلا إلى الوسط إلى عملية «جريئة» ضد ايران على غرار الهجوم على مفاعل اوزيراك. وابتعد شارون بوضوح عن اقتراح شن هجوم بشكل مباشر وحين سئل عن امكانية هذا البديل سواء بالنسبة لاسرائيل او قوى اجنبية قال «القدرة موجودة». غير ان محللين مستقلين يشيرون إلى ان المنشآت النووية الايرانية على عكس عديدة ومتناثرة ومحاطة بقدرات دفاعية جيدة وهو تحد رئيسي إذا ما قررت (اسرائيل) ان تشن هجوما من جانب واحد. وقال خبير الشؤون الدفاعية الإسرائيلي ريئوفين بيداتسور لراديو الجيش «اعتقد ان هناك ادراكا لعجز قوتنا الجوية امام ايران. يمكن ان ينتهي الحال بتملك ايران اسلحة نووية وينبغي على اسرائيل ان تتعامل مع هذا الواقع الجديد». من جهتها أكدت بعض مصادر الإعلام الروسية أن (إسرائيل) تعد العدة جديا للقيام بعمليات عسكرية تهدف قصف المنشآت النووية الإيرانية كما سبق أن فعلت مع المفاعل العراقي وأن القرار قد اتخذ مبدئيا وينتظر تحديد الوقت المناسب والذي يرجح أن يكون بداية ربيع عام 2006. وأوضحت هذه المصادر أن القوات الإسرائيلية بدأت ترسم الخطط والاحتمالات بهدف قصف المنشآت السرية التي تقوم بتخصيب اليورانيوم في الأراضي الإيرانية مشيرة إلى أن هذه الضربة الجوية قد يرافقها نشاط من القوات البرية (!!) ويرجح أن تتم قبل نهاية مارس آذار القادم. وتنطلق المصادر التي أبرزت هذه الاحتمالات في تقديرها من أن هذه الفترة ستشهد تقديم مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لتقريره عن البرامج النووية الإيرانية وبالتالي سيكون المجتمع الدولي من جهة معبأ ضد إيران وتشددها وبنفس الوقت فإن هذه الفترة ستكون الحد الفاصل الذي قد تستطيع إيران بعده الحصول بالفعل على اليورانيوم المخصب لصنع صواريخ نووية هذا ناهيك عن أن الإسراع في تنفيذ مثل هذه الضربات يمليه التعاون بين موسكووطهران في مجال التقنيات العسكرية وتقديم منظومات صاروخية روسية متطورة للدفاع الجوي وربما رغبت (إسرائيل) في أن تنفذ هذه المهمة قبل أن تستطيع إيران الحصول عمليا على هذه الصواريخ في الخدمة الميدانية. من جهة ثانية لم تهدأ التعليقات والتصريحات الروسية التي انصبت كالحمم على تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمد نجادي المناهضة (لإسرائيل) وخاصة في أجهزة الإعلام المتعاطفة مع (إسرائيل) والتي رأت أن وضع الملف النووي الإيراني ازداد تعقيدا وأن صفقة الصواريخ الروسية إلى طهران لم تأت في وقت مناسب وعموما أن الرئيس الإيراني أحرج موسكو والقيادة الروسية أمام العالم. وأعلن رئيس اللجنة الدولية في البرلمان الروسي قسطنطين كوساتشوف أن تصريحات الرئيس الإيراني تستدعي الأسف وأنها تجافي الحقائق التاريخية فيما ذهب السيناتور الروسي ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ أبعد من ذلك حيث لم يوفر الغمز والسخرية مشيرا إلى أن هذه التصريحات تعتبر عادية إذا ما قورنت بتصريحات الرئيس الإيراني السابقة والتي يدعو فيها إلى إزالة (إسرائيل) من الوجود ويلفت النظر بشكل خاص كثرة المحامين الذين يودون الدفاع عن (إسرائيل) في أجهزة الإعلام الروسية في كل مناسبة وأحيانا بدون مناسبة.