تمكنت امرأة كسيحة من قطع مسافة ألفين وثمانمئة ميل بدراجة هوائية كانت تحركها بيديها. فقد انضمت آن كرومير، وهي امرأة مصابة بشلل في النصف السفلي من جسمها وتقطن في اديسون بولاية نيوجيرسي ويبلغ عمرها 55 عاماً، إلى ستة أشخاص آخرين انطلقوا من كالسي بمنطقة مين قرب الحدود الكندية قاطعين المسافة حتى كي وست بولاية فلوريدا في رحلة ريفية لراكبي الدراجات الهوائية وراغبي السفر للنزهة سيراً على القدمين، سالكين طرقاً وعرة وقاحلة عبر بقاع غير آهله. وقد استغرقت الرحلة خمسة وثلاثين يوماً عبر خمس عشرة ولاية، بالإضافة إلى منطقة كولومبيا. وركبت آن مع زوجها مايك على متن دراجة هوائية مصفحة خصيصاً، وهي دراجة ترادفية ذات مقعدين أحدهما خلف الآخر، حيث كانت آن جالسة على المقعد الأمامي، وتساعد في تحريك الدراجة وتسييرها بتشغيل زند تدوير باستخدام يديها بينما جلس الزوج على المقعد الخلفي وظل يحرك الدوَّاسة بقدميه. وتحدثت آن قائلة: «يمكن لكل شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة أن يخرج ويحقق إنجازاً». أما زوجها مايك، فقد أدلى بدلوه قائلاً: «إن قطع المسافة الممتدة على طول الساحل بأكمله ركوباً على دراجة لأمر يندرج حقاً تحت باب أشياء لا تصدًّق». وكانت آن المولعة بركوب الدراجات منذ الصغر قد أصيبت بالشل النصفي (من ظهرها إلى أسفل جسدها بما في ذلك رجليها) في عام 1992م عندما انعطفت سيارة إلى اليسار أمام دراجتها الهوائية، وكانت وقتها ترتدي خوذة أسهمت في إنقاذ حياتها. ولعل التفاؤل هو الذي ظل يشعل قناديل الأمل في حياتها. وقد وصفها زوجها مايك بقوله: «إن آن تود أن تظل في لياقة بدنية جيدة بقدر الإمكان إلى أن يحين وقت يتمكن فيه الأطباء من إصلاح ما أفسده المرض من حبلها الشوكي بحيث يتسنَّى لها المشي». وأردف قائلاً: «إنها تحتاج لانقاص وزنها وزيادة قوتها، تحتاج لخفض أحمال ما ينوء به جسمها من دهون وشحوم ورفع قوة احتمالها واحتمالات قوَّتها، وهي تأمل أن يأتي يوم يكتشف فيه الأطباء طريقة لعلاج إصابات النخاع والحبل الشوكي ولكنها سوف لن تجلس وتنتظر وتقف مكتوفة اليدين».