في كل بلاد الدنيا، تتحول المناطق التاريخية إلى اقتصاد حقيقي، تقوم عليه استثمارات هائلة توفر عائدات عالية، وفي مدن أقل ثروة أثرية ومكانة تاريخية من مهبط الوحي ومنطلق الرسالة مكةالمكرمة، أصبحت ملامح التاريخ موطن لجذب استثمارات قومية ومدارس مفتوحة للثقافة والمعرفة ومظلة آمنة لواقع تلك المناطق. ولعل واقع جبل حراء وجبل ثور اللذان يشهدان تردد قوافل المعتمرين من الخارج دون اكتراث الكثير منهم لوعورة الطرق الجبلية، يتطلب سرعة تدخل الجهات المعنية لقطع دابر تجاوزات الوافدين، وأيدي العبث التي طالت المواقع بالكتابات العشوائية في ظل غياب الرقابة على قمة نزول القرآن الكريم وقمة أخرى احتضنت نبي الأمة صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر الصديق أثناء الهجرة. واقع تلك المواقع لا يواكب الحراك الحكومي المدهش لتنمية قبلة العالم مكةالمكرمة حيث أصبحت بثورا في وجهها الطاهر فالبيع من خلال أكواخ الصفيح وبأسعار نارية وانتشار واضح للنفايات وغياب متواصل للرقابة الأثرية والصحية وتشويه مزعج للأثر ومتسولون وافدون وبسطات أرضية وافدة. ويشير مرشدون متخصصون أن ثمة خمس فرص استثمارية تقوم على قمم مكةالمكرمة التاريخية تتمثل في إنشاء عربات معلقة للنقل وأكشاك بطراز تاريخي لتقديم الوجبات والمشروبات واستراحة للجلوس ومطاعم على محطات الطريق ومركز تاريخي معلوماتي وإرشادي سياحي ومطلات للتصوير والتوثيق وشاشات علمية لعرض المعلومات التاريخية بأكثر من لغة حية. كتابات على أعلى قمة جبل النور توثيق المعتمرين بالصور غار حراء واهتمام بزيارته من قبل المعتمرين حيل التسول في كل مكان