الآثار والمواقع الإسلامية الأثيرة والمحببة تأخذ عقول بعض المعتمرين، وينتقل الكثيرون منهم إلى قمم وسفوح جبال مكةالمكرمة وبطاحها، فهم لا يتركون موقعا أو أثرا إسلاميا إلا وزاروه ووثقوا وسجلوا زيارتهم للتاريخ عبر كاميرات الفيديو وعدسات الهواتف النقالة. وتشتهر أم القرى بكثرة جبالها، حيث تتصف بأنها منطقة جبلية، ونظرا لكثرة الجبال حملت بعضها أسماء تعرف بها في الحال، فهي إما تنسب إلى أشخاص عاشوا عليها، وإما لوقوع حوادث إسلامية وتاريخية فيها، ومن هذه الجبال، جبل النور وقيمة الجبل تأتي من ارتباطه ب«غار حراء» المكان الذي كان يتعبد فيه سيد الخلق محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وما زاد في خصوصيته وأهميته لدى المسلمين أنه الموضع الذي استقبل فيه الرسول أول تكليف إلهي بالنبوة. فهو مهبط الوحي القرآن الكريم، ويقبل الزوار والمعتمرون وقاصدو بيت الله الحرام لمشاهدة غار حراء، لاستشعار الذكرى، وعبق المكان، وهو أيضا المكان الذي نزل فيه سيدنا جبريل عليه السلام، بأول تنزيل من القرآن الكريم. أنوار النبوة يقع جبل النور شمال شرق المسجد الحرام، ويطل على طريق العدل وقد سمي بالاسم لظهور أنوار النبوة فيه، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلو فيه بنفسه للتعبد قبل البعثة في غار حراء. ويبلغ ارتفاع الجبل 642 مترا، وينحدر انحدارا شديدا من 380 مترا حتى يصل إلى مستوى 500 متر، ثم يستمر في الانحدار على شكل زاوية قائمة حتى قمة الجبل، وتبلغ مساحته خمسة كيلومترات و250 مترا مربعا. فهو فريد الشكل والصورة، وفي أعلى قمة الجبل يظهر بوضوح التجويف الجبلي الكبير، أو الغار الذي اعتكف فيه الرسول وانطلقت منه الرسالة. وعبر فتحة صغيرة على شكل نافذة بهذا الغار تشاهد الكعبة المشرفة والمسجد الحرام، يستطيع من هو على قمة الجبل مشاهدة أم القرى بكاملها. تشكيل صخري غار حراء عبارة عن فجوة بابها باتجاه الشمال، طوله أربعة أذرع، وعرضه ذراع وثلاثة أرباع الذراع، يتسع للرجل البدين، ويقف فيه الرجل الفارع، ويتسع لبضعة رجال يصلون ويجلسون، والداخل للغار يكون متجها للكعبة مباشرة ويتسع الغار لخمسة أشخاص جلوسا وارتفاعه قامة متوسطة. ويشرف جبل النور على أباطح مكة، ويبعد عن المسجد الحرام نحو 10 كيلومترات، وهو متميز بتشكيله الصخري الذي لا تخطئه أعين القاصدين، خصوصا المتجهين إلى مدينة الطائف عبر طريق السيل الكبير. ويقع غار حراء الذي شهد نزول الوحي على النبي قرب قمة جبل يبلغ ارتفاعه 642 مترا على مشارف مدينة مكةالمكرمة، ورغم صعوبة ارتفاعه ومشقة الصعود إليه، إلا أن هناك مجموعات من الزوار والمعتمرين رغم حرارة الجو يصرون على صعود الجبل والاستمتاع بمشاهدة مكةالمكرمة. ساعة ونصف للصعود إسلام نور يقول: «نجحت في الصعود إلى أعلى الجبل في حوالى الساعة ونصف الساعة، صعدت إلى هنا للتأمل والذكرى . دراسة منطقة خدمات الزوار طالبوا بالاهتمام بالجبل خاصة مسالك الصعود والهبوط وتخصيص مرشدين يتحدثون لغات متعددة، وكتيبات تحمل معلومات مهمة عن أحداث الجبل. إلى ذلك وطبقا لمعلومات حصلت عليها «عكاظ» أن هناك دراسة لإيجاد منطقة خدمات أسفل كل جبل تتضمن توفير متخصصين في الجانب السياحي والإرشادي والتوعوي، فضلا عن إنشاء مراكز حضارية تحكي تفاصيل الأحداث المرتبطة بكل موقع أثري أو جبل من جبال مكةالمكرمة المشهورة والتعريف الصحيح بها، ومن ضمن المشاريع التي سوف تشهدها العاصمة المقدسة إصدار خرائط إرشادية مطبوعة وإلكترونية على تطبيقات الأجهزة الذكية، بحيث يستطيع الزائر التجول في مكةالمكرمة دون أن يتعرض للضياع، على أن توزع الخرائط مجانا.