يصف رجال الإطفاء والدفاع المدني العجوز الأمريكية مادالين لينديل بالشجاعة والجرأة والإقدام بينما تصر هي على أنها لم تفعل أكثر مما يمليه عليها الواجب، وتصف العمل البطولي الذي أقدمت عليه، عندما أنقذت حياة جارتها من الحريق، بأنه لا يستحق أن يُذْكَر أو تُشْكَر عليه. وكانت لينديل، وهي جدة يبلغ عمرها 81 عاماً، قد استحوذت على الإعجاب وحازت الإشادة والإطراء إثر قيامها بإنقاذ امرأة عمرها 67 عاماً وحملها إلى بر الأمان بعد أن نشب حريق واندلعت منه ألسنة اللهب في مجمع لإسكان المسنين والمسنات في مدينة هوبكينتون بجزيرة رود. ويتحدث فريد ستانلي رئيس فرقة الإطفاء في هذا الخصوص عن لينديل فيقول: «لقد كانت شجاعة، وبدت أصغر بكثير من عمرها عندما قامت بهذا العمل البطولي». وقد بدأت هذه القصة المثيرة حينما قامت غريس بريان، والتي تستخدم كمامة للتنفس، بإشعال لفافة من التبغ للتدخين، فاشتعلت النيران ونشبت في الكمامة، ثم اضطرمت ألسنة اللهب وامتدت إلى البساط والكرسي. وبدلاً عن أن تنجو لينديل بنفسها وتنفد بجلدها كما هو متوقع من مثلها في مثل هذه الحالات، أبت نفسها إلا أن تسحب معها جارتها بريان. فقد وضعت هذه الجدة الثمانينية يدي بريان حول عنقها ثم قامت بسحبها إلى خارج المجمع السكني لتنجو بها من موت محقق. وعندما بدأت عبارات الإطراء والثناء تنهال عليها من كل حدب وصوب، لم تلق بالاً لتلك العبارات وقللت تماماً من أهمية ما قامت به، مشيرة إلى أن المرء لا يفكر في مثل هذه الظروف إلا على غرار ما فعلت. ولما كانت لينديل تعمل قبل أربعين عاماً ضمن القوة الاحتياطية للدفاع المدني ومكافحة الحرائق، فلا غرو إذاً أن تفلح في إنقاذ جارتها بكل جدارة ومهارة. أما ستانلي رئيس فرقة الإطفاء، فقد أعرب عن إعجابه بما قامت به قائلاً: «لقد بدا وكأنها تعلم ماذا تعمل. فقد كانت مهتمة بمد يد العون لجارتها. لقد قامت بعمل عظيم».