اشتبك المرشح الأوفر حظاً في السباق الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب مع منافسه جيب بوش في مناظرة عن الأمن القومي أمس الثلاثاء لكن الملياردير المثير للجدل نجا من أي انتقادات حادة من باقي المنافسين الذين أحجموا عن مهاجمته. وهاجم بوش -الذي تراجع التأييد له في استطلاعات الرأي- ترامب لافتقاره إلى العمق والجدية ووصفه بأنه "مرشح فوضوي" ماهر في اطلاق النكات لكنه ساذج في القضايا السياسية. وقال أن الحظر الذي اقترحه ترامب على دخول المسلمين الولاياتالمتحدة ليس جاداً. وتجنب خلال المناظرة منافسون جمهوريون آخرون منهم السناتور مارك روبيو من فلوريدا والسناتور تيد كروز من تكساس انتقاد ترامب وركزوا انتقادهم على الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك اوباما وهيلاري كلينتون التي تتصدر السباق الديمقراطي لانتخابات الرئاسة ووزيرة خارجية اوباما السابقة باتهامهما بالفشل في الحفاظ على أمن الولاياتالمتحدة. ووصف بوش (62 عاما) حاكم فلوريدا السابق اقتراح ترامب بقتل أسر مقاتلي تنظيم داعش المتشدد بأنه "محض جنون" وقال "دونالد رائع في إطلاق النكات لكنه مرشح فوضوي وسيكون رئيسا فوضويا."، واستطرد موجها حديثه لملياردير العقارات "دونالد لن تستطيع شق طريقك إلى الرئاسة بتوجيه الإهانات. الرئاسة لا تعني مهاجمة الناس والحط من قدرهم." وسارع ترامب (69 عاما) إلى رفض الانتقادات التي وجهها له بوش وقال "بطريقة بوش هذه لن نصبح عظماء من جديد" ودافع عن اقتراحه الخاص بالمسلمين. وقال ترامب "لا نتحدث عن العزل بل نتحدث عن الأمن. لا نتحدث عن الدين بل نتحدث عن الأمن. بلادنا خارج نطاق السيطرة." وحين شكا ترامب من أن محاوري شبكة سي.إن.إن التلفزيونية يحاولون تحريض باقي المرشحين على مهاجمته قال له بوش "هذا عمل شاق أن ترشح نفسك للرئاسة عمل شاق."، وسارع ترامب بالتكهم على بوش مشيرا الى تراجعه في استطلاعات الرأي "يا إلهي.. وأنت الرجل القوي يا بوش.. أنت تبتعد أكثر فأكثر وسريعا ستجد نفسك في آخر الصف." وهيمن ترامب الذي اقترح أيضا إغلاق مواقع على شبكة الانترنت يستخدمها متشددو داعش على الأسابيع القليلة الماضية من حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجري في نوفمبر عام 2016 بدعوته إلى فرض حظر شامل على دخول المسلمين إلى الولاياتالمتحدة في أعقاب المذبحة التي نفذها زوجان استلهما فكر داعش في الثاني من ديسمبر في سان برناردينو في كاليفورنيا وقتلا خلالها 14 شخصا. ونجح ترامب -ولم يبق سوى سبعة أسابيع على بدء أول سباق في ولاية ايوا- في تعزيز تصدره استطلاعات رأي الجمهوريين وان كان كروز قد تفوق عليه في بعض استطلاعات ايوا.