الطريق الحلم بين منطقة الشمال والقصيم والموصل بين قبة وسامودة مرورا بالدهنا والثويرات والذي يقلص المسافة من 400 كيلومتر تقريبا إلى 100كم متر بين المسافتين قطع حاليا مرحلة مهمة ضمن الجدول الزمني حيث من المقرر تسليمه قبل اقل من سنة رغم كل الصعوبات والعوائق الجيولوجية التي واجهت مقاول التنفيذ الذي تفاجأ بها وكانت «الرياض» أول صحيفة طرحت مشكلة هذا الطريق وحوادث التيه عام 1419ه في عددها 10965 لأولئك المسافرين القادمين من أو إلى الشمال من القصيم والذين يحاولون اختصار المسافة إلى نحو تسعين كيلو مترا عبر الدهناء فيتيهون أو تتعطل بهم سياراتهم ثم يموتون في ظروف مختلفة حيث سجل العديد من الحوادث المبكية استعرضت الرياض بعضا منها بالصور وتابعت بعد ذلك حوادث فردية أخرى من هذا النوع تفاعل كثيراً معها المسؤولون وبعض الأجهزة المعنية فكانت المحرك الرئيسي لهذا الطريق. «الرياض» كانت قد خرجت إلى هناك قبل اسبوع وشهدت احدى أهم وأصعب مراحل التنفيذ وشاهدت العمل المباشر هناك والتقت مدير المؤسسة المنفذة والمهندسين والمشرفين حيث ذكر مقاول التنفيذ هزاع بن عايش اباالروس ان العمل يجري على قدم وساق من اجل استكمال العمل وفق الجدول الزمني رغم كل العوائق التضاريسية التي لم تكن متوقعة حيث تفاجؤوا بقطع صخرية شديدة الصلابة لا تفيد معها المعدات المعتادة مما اضطرهم إلى جلب معدات خاصة من أجل التغلب على المشكلة كذلك الرمال الزاحفة في الدهناء التي يضطرون في بعض المواقع إلى شق الأرض وإزاحة الرمال على عمق عشرة أمتار وذكر أبالروس مشيرا ان الطريق يقارب 95 كيلو مترا من قبة إلى سامودة وبحارتي مرور عرض 7,30 أمتار و(2,5) متر أكتاف من كلا الجانبين مع وضع طبقة القاعدة الترابية سماكة 30 سم على كامل عرض الطريق مع وضع طبقة إسفلت سطحية سمك خمس سنتيمترات لحارتي المرور والأكتاف. وأشار إلى ان قيمة العقد الأصلية 49,148813ريالا وان مدة التنفيذ التي بدأت في 8/10/1425ه مدتها 24 شهرا. ويذكر المهندس فواز ابو حلاوة ان الطريق يتخلله العديد من الأودية المعروفة على مستوى المنطقة بكبرها واتساعها ومنها شعيب السهل المشهور مما اضطرهم إلى عمل 16 عبارة صندوقية (كوبري) و34 عبارة أنبوبية مختلفة الفتحات مشيرا إلى أنهم قطعوا شوطا مهما نحو النهاية وسوف ينتهون قريبا من سفلتت الوصلة التي تم انجازها والمقدرة بما يقارب نصف المسافة. ويذكر الاستاذ جديع أبالروس والمراقب محمد مشعان العمار ان المؤسسة قد وفرت عشرات الوظائف للسعوديين من أهالي المنطقة المتمرسين في معرفة الصحراء مشيرين إلى ان العمل في الصحراء المقطوعة يتطلب خطة عمل معينة نظرا لشح وندرة مصادر الماء ومواد الردم وإيصالها وهو ما تم التغلب عليه في هذا المشروع. محمد العمار ذكر لنا نشاطا مؤقتاً طريفا يتمثل في أولئك الذين يأتون من بعيد لملاحقة المعدات في الصحراء أثناء العمل مما يضطرهم إلى التوقف احيانا وهم يلاحقونها لجمع حطب الارطى الذي تجرفه المعدات بكميات كبيرة. عدد من أهالي المناطق المجاورة عبروا عن فرحتهم بهذا الطريق الذي سيخدمهم ويخدم مدنهم وقراهم حيث التقت الرياض بالشيخ محمد بن عبد المحسن الفرم رئيس مركز قبج والذي قال ل«الرياض» لقد قطع هذا الطريق أهم وأصعب المراحل وهو طريق شديد الأهمية لسكان منطقة القصيم في الطريق إلى المقدسات الشريفة وتستفيد منه العديد من المناطق الاخرى مثل الرياضجنوب ومنطقة الحدود الشمالية والمنطقة الشرقية ولا شك انه سيخدم كل هذه المناطق ويقرب بينها المسافات ويخدم الحجاج القادمين منها ومن دول خليجية وعربية مجاورة وقال كون قبة ضمن أهم المستفيدين من هذا الطريق فانني بالأصالة عن نفسي ونيابة أهالي قبة وما يتبعها أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وحكومتنا الرشيدة وأشاد بدور الرياض في نقل واقع هذا الطريق قبل الموافقة عليه. واعتبره الاستاذ نايف الشيحان عضو المجلس البلدي بقبة الشريان المساعد لفك الاختناق عن طريق حفر الباطن الدولي ونبض الحياة لمنطقة القصيم عموما والاسياح وقبة خصوصا التي عانت منذ سنين من طريق مسدود يتوقف عند قبة وبقيت تلك الوصلة المهلكة طريقا للمغامرين الذين تغريهم قرب المسافة ومنهم من يصل ومنهم من تغدر به الصحراء التي هلك بها عشرات من أهالي قبة وغيرها لا زلنا نتذكر مآسيهم ونحفظ أسماءهم وأشار إلى ان هذا الطريق مع استكماله سيكون طريقا سياحيا هاما للمنطقتين الشمالية والوسطى ويخدم التجار والمزارعين وحجاج بيت الله وسيقرب المسافات بين كثير من المناطق والمدن. الشيخ سلطان بن ضاري الفرم قال نتقدم بخالص الشكر والتقدير لحكومة خادم الحرمين الشريفين التي لبت نداءات المواطنين بإنشاء هذا الطريق الحلم الذي سينهض بقرى وهجر لم تكن شيئا قبله ويلحقها بمصاف المدن الكبرى تجاريا وتطويريا . وقال مواطنون آخرون من أهالي قبة ومنهم المواطن سعود المثيب وسعود عبد المحسن الوصي وضاحي بن ثنيان الحربي وعبد الرزاق نهار الشمري بان قيام هذا الطريق سينعكس إيجابا على كل المدن والهجر التي مر بها أو غذاها والتي بدأت تصعد بها أسعار الأراضي وبدأ المواطنون والتجار التفكير في إنشاء مشاريع خدمية وتجارية مقدمين شكرهم وتقديرهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين وقالوا من حسن الحظ ان مقاول التنفيذ من أنظف المقاولين وأكثرهم قدرة ونزاهة وهو ما سوف يساهم في انجاز وتسليم المشروع وفق الفترة الزمنية المحددة.