لا يخفى على أحد أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث من أهم برامج التطوير الحكومية بالمملكة العربية السعودية، كما يعتبر من أهم برامج التبادل الحضاري والثقافي على الإطلاق، علماً بأنه استفاد من البرنامج ما يزيد على 152 ألف مبتعث ومبتعثة حول العالم، كما أن الابتعاث مرحلة زمنية ينهل منها المبتعثون العديد من العلوم والتجارب والخبرات ليعودوا إلى وطنهم حاملين حقائب المعرفة والاجتهاد والطموح الذي يسعون إلى تحقيقه للمساهمة في بناء وطنهم الغالي. عندما كنت في أحضان وطني الغالي بدأت تراودني فكرة الانضمام إلى برنامج الابتعاث، عندها سألت نفسي: "ماذا أطمح أن أكون خلال السنوات القادمة؟".. وجدت نفسي أسأل وأخطط وأعمل على إكمال دراستي الجامعية التي حيل بيني وبينها بسبب ظروف مررت بها. عبدالعزيز الصوينع بدأت تجربتي في الابتعاث منذ صعودي الطائرة المتجهة إلى الولاياتالمتحدة الأميركية، وعند وصولي إلى بلد الغربة، هنا شعرت بحجم المسؤولية التي حملني إياها وطني -وأرجو أن أكون أهلاً لها-، ثم مضت الأيام سريعاً وأنا أردد كم أشتاق إليك يا وطني.. ذات يوم سألني أحد الأصدقاء: "ماذا يحتاج في فترة الابتعاث؟" أجبته: يجب أن تتحلى بالصبر، وتعتمد على نفسك بعد الله سبحانه، وتبذل قصارى جهدك في الحصول على أعلى الدرجات، وألا تدع اليأس والفشل ينالان منك، كما يجب أن تسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى تحقيق حلمك الذي تغربت من أجله، ولا تنسَ أن وطنك بحاجة إليك.. على الرغم من صعوبة الابتعاث والمشاق التي يواجهها المبتعثون؛ إلا أن الملحقية الثقافية السعودية بالولاياتالمتحدة الأميركية لها دور كبير في دعمهم وتشجيعهم وتقديم أفضل الخدمات لهم، ومن هنا أقدم شكري لمعالي الملحق الثقافي د. محمد العيسى الذي لا يتوانى جاهداً في متابعة أحوال المبتعثين والحرص على سلامتهم. وفي الختام أود أن أنوه إلى أن الابتعاث ليس لتطوير القدرات العلمية والمعرفية فحسب؛ بل هو يهدف أيضاً إلى تطوير المفاهيم الحضارية والثقافية كذلك، ومن أراد خوض غمار الابتعاث؛ فيجب عليه الاستعداد التام لكل المصاعب التي قد تواجهه، والتوكل على الله سبحانه وتعالى، والعمل الدؤوب؛ وبإذن الله يوما ما سيحقق ما يصبو إليه.