هل اصبح التحليل التحكيمي ضحكاً على الذقون وانتقاء للاخطاء التي تناسب المحلل والمذيع والضيوف، ولا تثير الاحتقان ضدهم من بعض الأندية وجماهيرها؟، المتتبع لبعض البرامج والمحللين الذين يستحقون وصف (أي كلام) عطفا على تزييفهم للحقائق وتاريخهم المليء بالشواهد السلبية يجد أنهم اتخذوا التحليل وسيلة للبقاء في الصورة والتكسب المادي وأن تحليل الاخطاء لدى من يسمون انفسهم خبراء لا يختلف عن قرارات الحكام في مباريات كرة القدم، فهم متناقضون في كل شيء، من الممكن أن يعلقوا على حالة على انها صحيحة وتستحق ركلة جزاء او عدم احتساب هدف او الغاءه، بينما في حالات ومباريات أخرى يلتزمون الصمت او يأتون بتحليلات مضحكة (متفقا عليها قبل بداية التحليل)، تكشف جهلهم أن لم يكن تعمدهم الهروب عن قول الحقيقة وخشية طرف معين. العالمي سعد كميل وحده من يقدم الصورة كماهي لا رتوش ولا تضليل ومحاولة تمييع وخوف من أحد، ولا غرابة في ذلك فهو الحكم العالمي والخبير في شؤون القانون، والحكم الذي حفلت مسيرته بالكثير من التميز، ما يؤكد ضرورة انتقاء المحللين مثل ماهي اهمية انتقاء الحكام الذين يقودون المواجهات الكروية المهمة فيطبقون القانون كما هو. والمصيبة عندما يحلل اخطاء حكام كبار لهم باع طويل في ملاعب كرة القدم، حكم اعتزل وهو لا يحمل في تاريخه الا الفشل في مباريات عادية وغير تنافسية فما بالك باللقاءت المصيرية، هذه النوعية هي من فتح لهم الفضاء ابوابه فمن الممكن ان يحللوا اداء حكم يقود مواجهة برشلونة والبايرن في دوري ابطال اوروبا والبرازيل والارجنتين في تصفيات امريكا الجونبية وايطاليا وانجلترا في بطولة القارة، والنزول الى مستوى مباريات حوارٍ، ليس لديهم مانع المهم ان تفتح لهم الابواب حتى يعبروا عن تناقضات وجهل وفشل في فهم القانون ( أو هم يتعمدون تجاهل الحقيقة) فيزيدون بجهلهم المتابع جهلاً وحيرة بسبب كمية التناقضات والمجاملات، والمؤسف عندما تكون التحليلات وفق الميول والاهواء والرسائل التي تصل السيد "الخبير" فينتفض ويتعرش ويظن انه أتي بالحقيقة كاملة، ويتمتم بعبارات تكشف نواياه قبل أن تكشف الاخطاء، ولم يعلم ان المتابع الذكي يدرك مغزى تحليلاته وانتقائته لبعض اللقطات باتفاق مع المذيع. هذا ظلم للتحكيم وغش للرياضة وضحك على القانون، ولا غرابة في جهلهم فبعض البرامج التي تستضيفهم هي مصدر التعصب والجهل، ومن الطبيعي أن تكون مرتعا خصبا لهم فينفذوا سموم تحليلاتهم الخاطئة بين الرياضيين فيزيدون الاحتقان، ويشحنون الاجواء، والمضحك جدا أنهم ينعتون انفسهم ب"المحللين الحصريين"، وبالفعل التضليل والتدليس حصرا عليهم وهم حصرا عليه، لذلك طبيعي جدا أن تغيب الحقيقة ويموت قانون التحكيم ويسقط نصا وروحا بوجود هؤلاء.