دعوني فقد هامَ الفؤادُ بحبِّهِ وما منيتي إلا الحياةُ بقربهِ أيا وطني تفدي ترابَك أنفسٌ تجودُ بلا خوفِ المماتِ وخطبهِ لا أجدُ منبراً مناسبِا تعتكزُ عليهِ أبجديّتي سوى بعض حروفٍ تتراكم كالطوفان على عتبة فمي ولا تجدُ لها ضِفافا تستقرّ فيه، فالحديث عن هذا الوطَن المَجيد معادلَة صعبَة تستعصي الحلّ وحينَ أنوي تداوله كمادة مناسبَة للرِواء والإرتواء..! أشعر أنّي قاب قوسين أو أدنَى من ضَوء.. أشعر بأني أتحدث عنه بغيرة كل مسلم على مشاعره المقدّسة بثورة كل عقل على موطنهِ الأمّ ببصيرة كل قائد محنّك على ادارة أزماته ودحر كل عقبة قد تحول دونه ودون سلامته بحميّة كل جنديّ على أرضه من أيدي عابثَة غشيمة تحيكَ له في الخَفاء ما يشوّش أمنه وطمأنينتهُ. إن هذا الوطن جزء لا يتجزء منّا وعلينا أن ندافع عن ممتلكاته بكل ما أُوتينَا من قوّة وبكل ما بيأدينا من عَزم، ولسنا مجبورين على ذلك بل حبّا وكرامة له، فقد أعطانا كثيراً من دونَ مقابل جازَف بدمائه ليرفع راية اسلاميّة محضة ونحن نائمون بسلام، وكأن لسان حاله" (اكتحلوا بالطمأنينَه فأيّم الله لن يمزّق حريتكم شيطان آثم، ولن ينغّص سكّر أيامكم حموضَة باطل). إن المملكة العربية السعودية غنيّة عن التعريف، بعيدة كل البعد عن الأقاويل المعلّبة والشعارات الإرهابية المدبلجة لكنّها وبكل ما أُتيت من رجال تحاول أن تذرُ رماد الفتنَة التي تتلهف لها الأفواه الوحِلة، إنها في طور مرحلة عسيرَة وليالٍ قد تكلّست بجير الطوائف السياسية ولُعاب الأحزاب الدينيّة، لذا هي بحاجة لنا الآن أكثر من أي وقت سابق، بحاجة أولا أن نعتزّ بهويتنا الوطنيّة على كل أرضٍ وفي كل محفل، أن نوحّد الصفّ فلا نتطاحن فيما بيننا على صغائِر الأحداث وترّهات الأمور، أن نحذو حذو أسلافنا في استظهار الخير مهما كانت كلفته ودحر الشرّ ولو كان في ذلكَ تضحية غالبيتنا. أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يحفظ هذا البلد وأن يديمَ عليه أمنهُ وإيمانه وأن يسدد رأي ولاة أمرهِ إلى ما فيه خير للإسلام ونفعٌ للمسلمين. * معلمة - عضو لجنة فطن