يحتفل عامل محطة الوقود البنغالي محمد حبيب الرحمن بعيد الفطر على طريقته الخاصة، فالعامل الذي اعتاد استنشاق رائحة «البنزين» التي تتصاعد كلما زود خزانات المركبات به، وصل المملكة قبل نحو تسع سنوات، ويتواصل مع ذويه عبر الهاتف، كلما شعر بالحنين والشوق إليهم. وقال حبيب الرحمن «عقدت صداقة مع الشمس والقمر حين وصلت إلى المملكة، فأنا أعمل في المحطة أكثر من 12 ساعة يوميا، ما يجعلني أقضى أجزاء من الليل والنهار فيها»، مبينا أنه ينتظر عيد الفطر المبارك لبعث رسائل التهنئة إلى عائلته حيث يمضي اليوم عامه الثالث دون أن تكتحل عيناه برؤيتهم. ورأى أن العيد بالنسبة له سيكون كأي يوم تقليدي، إذ سيكتفي برؤية بهجة العيد في نظرات العابرين دون أن يتلمّسها بشكل مباشر فالرزق يتطلب المشقة والإصرار والعزيمة، لكنه يرغب في زيارة كورنيش جدة الجديد الذي سمع عنه كثيرا دون أن يراه. ويؤكد حبيب الله أنه يجابه قسوة العمل بالابتسامة، ويتمنى أن يغادر إلى بلاده للاستمتاع بالعيد المقبل ليعود بعد ذلك للعمل من جديد بنشاط وحيوية. إلى ذلك، بين زميله محمد حنيف أنهم لا يجدون وقتا للاسترخاء، فالعمل في المحطة يأخذ منهم جل وقتهم، موضحا أنهم سيقضون أيام العيد بين صناديق الوقود وأمام شاشة التلفزيون لمتابعة أخبار بلادهم، ويسعى بحسب قوله إلى أن يأخذ إجازة قريبة لزيارة العاصمة المقدسة وأداء مناسك العمرة والارتواء من ماء زمزم. ويقف رشيد عبدالحي وهو يعد حصيلة نتاج العمل قبل صلاة الظهر وفي أذنيه سماعة يستمع من خلالها إلى القرآن الكريم، موضحا أنه التحق بالعمل منذ ثمانية أشهر. وقال عبدالحي: ضغط العمل متواصل وكبير في محطة الوقود خصوصا في مثل هذه الأيام وأضطر أحيانا إلى العمل لأكثر من 13 ساعة متواصلة. ويوضح رشيد أنه اقتنص بضع دقائق من عمله ليذهب لشراء ملابس جديدة تزامنا مع عيد الفطر، مبينا أنه سيذهب إلى صلاة العيد غير أنه لن يكون بمقدوره الغياب عن عمله كثيرا، الذي يبدأ من السادسة صباحا وحتى صلاة المغرب، واعتبر بأن الغربة أثرت فيه كثيرا لأنه لم يتعود عليها إذ تعد هذه المرة الأولى التي يتغرب فيها عن أهله خارج بلاده.