كشفت الدراسات الوبائية تزايد مرض السكري في المملكة عبر السنين وارتفاعه من 2.2% في منتصف السبعينيات إلى 9.4% بعد عشر سنوات ليصل الانتشار إلى 12.3% منتصف التسعينيات وإلى 24% عام 2004م ليسجل 25% حالياً. وقال د. توفيق خوجة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول التعاون الخليجي إن مرض السكري أرهق الخدمات الصحية بدول الخليج، وهو يأخذ حيزاً لا يستهان به من الخدمات التي تقدمها النظم الصحية بمختلف مستويات الرعاية الأولية والثانوية والمتخصصة. وأضاف أن خطورة هذا المرض لا تنبع من كونه منتشراً بصورة وبائية في المجتمع الخليجي، ولكن لارتفاع نسبة الإصابة بمضاعفاته المزمنة، وهو ما رفع التكاليف الإجمالية لهذا الداء على المستوى الوطني، وتتوقع منظمة الصحة العالمية بازدياد العبء الكبير على تكاليف الرعاية الصحية بحلول عام 2030 ما سيلتهم نحو 40% من الميزانيات الصحية الضخمة للدول. وأوضح د. خوجة أن داء السكري يصيب حالياً أكثر من 382 مليون نسمة في أنحاء العالم، وبحلول عام 2035م سيكون هنالك نحو 592 مليون مصاب، وفق الإحصائيات الصادرة عن الاتحاد الدولي للسكري، مشدداً على ضرورة تضافر الجهود لمواجهة السكري ومضاعفاته. وأفادت الإحصائيات والدراسات الوبائية المبكرة في بعض دول الخليج انتشار داء السكري بصورة وبائية جعلت منه خطراً صحياً على المستوى الوطني، فنسبة الإصابة بهذا المرض جاوزت 20% في عدد من دول المجلس، أما معدلات الإصابة باعتلال استقلاب السكر وهي الحالات ذات القابلية للإصابة مستقبلاً فقد تجاوزت نفس النسبة، وهذا يعني أن المجتمع الخليجي مصاب أو سيصاب بالسكري بنسب مرتفعة جداً إذا ما قورنت بالدول الأخرى، وأكدت الدراسات والمسوحات العلمية الحديثة على تفاقم المشكلة، حيث تراوحت نسبة الإصابة بداء السكري بين 14.7% و24% في دول مجلس التعاون.