أطلق المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون تحذيرا لجميع دول الخليج، خصوصا المجتمع السعودي، من تزايد نسب داء السكري النوع الثاني بين أفراد المجتمع، بعد ملاحظة أن النسب بدأت تتجاوز الأرقام الفلكية، داعيا لتفعيل برامج التوعية بالأمراض المزمنة واستمرارها على مدار العام. وأوضح ل(عكاظ) المدير العام للمكتب البروفيسور توفيق بن أحمد خوجة، أن الإحصائيات والدراسات الوبائية المبكرة في بعض دول الخليج أفادت أن انتشار داء السكري بصورة وبائية جعل منه خطرا صحيا على المستوى الوطني، وقال: إن نسبة الإصابة بداء السكري تجاوزت 28% في العديد من دول المجلس، أما معدلات الإصابة باعتلال استقلاب السكر (وهي الحالات ذات القابلية للإصابة مستقبلا) فقد تجاوزت نفس النسبة، وهذا يعني أن المجتمع الخليجي مصاب أو سيصاب بالسكري بنسبة تزيد عن ذلك وهذه النسبة مرتفعة جدا إذا ما قورنت بالدول الأخرى. وبين أن الدراسات الوبائية أثبتت هذا الازدياد المطرد عبر السنين في المملكة، حيث ارتفعت من 2.2% في منتصف السبعينات إلى 4.9% بعد عشر سنوات ثم وصلت إلى 12.3% في منتصف التسعينات و24% عام 2004م، ومنذ عام 2006م إلى الأن وصل معدل الانتشار إلى 28%. وأشار إلى أن من العوامل التي ساعدت في زيادة معدلات الانتشار لداء السكري النمو السكاني والطفرة الاقتصادية، وارتفاع معدلات السمنة وزيادة الوزن وقلة النشاط البدني والأنماط الغذائية غير الصحية، وزيادة عدد المرضى الذين يتم تشخيصهم نتيجة الاهتمام المتزايد بذلك المرض ولإجراء المسوحات الكبيرة في شتى بلدان العالم. واختتم خوجة قائلا: السكري من الأمراض ذات الارتباط الوثيق بالعوامل المحيطة بنا وفي مقدمتها نمط الحياة غير الصحية والمتمثلة بالسمنة وقلة النشاط اليومي، كما أن العامل الوراثي يلعب دورا أساسيا، وأصبح داء السكري من الأمراض ذات الانتشار الواسع على مستوى دول العالم، واعتبرت منظمة الصحة العالمية داء السكري من الأمراض التي بلغت حد الخطورة، ودعت الدول الأعضاء لاتخاذ الإجراءات العاجلة للحد من انتشاره وذلك عبر إطلاق برامج المكافحة الأولية للمرض والثانوية لمضاعفاته الحادة والمزمنة.