تحتفي دول العالم السبت المقبل باليوم العالمي للسكري الذي يحمل هذا العام عنوان "الغذاء الصحي والسكري" وسط مخاوف من تقديرات الاتحاد الدولي للسكري التي كشفت عن إصابة أكثر من 382 مليون نسمة في العالم بداء السكري، وترتفع أعدادهم بحلول عام 2035م إلى 592 مليونًا. وأوضح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور توفيق بن أحمد خوجة أن داء السكري أرهق الخدمات الصحية في دول الخليج وأخذ حيزاً لا يستهان به من الخدمات التي تقدمها النظم الصحية بمختلف مستويات الرعاية الأولية والثانوية والمتخصصة، مفيدا أن الإحصائيات والدراسات الوبائية المبكرة في بعض دول الخليج أكدت انتشار داء السكري بصورة وبائية جعلت منه خطرا صحيا على المستوى الوطني. وأكد أن مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ومكتبه التنفيذي كان حريصاً على التصدي لهذا الداء منذ وقت مبكر حيث وقع معالي وزراء الصحة بدول المجلس خلال مؤتمرهم الثالث والستين على "الإعلان المشترك حول الداء السكري" واعتماده كالتزام لتحسين الصحة العمومية والتصدي لمشكلة الداء السكري تضمنت نقاط الإعلان على عدد من الجوانب منها وضع التصدي لمشكلة الداء السكري على قمة أولويات القضايا الصحية. وأضاف : إن نسبة الإصابة بالسكري، ومعدلات الإصابة باعتلال استقلاب السكر (الحالات ذات القابلية للإصابة مستقبلا) في دول الخليج تجاوزت 20%، ما يعني أن المجتمع الخليجي من المجتمعات المصابة أو التي ستصاب بالسكري بنسب مرتفعة جدًا إذا ما قورنت بالدول الأخرى. وذكر أن أهمية هذا المرض لا تنبع من كونه منتشرا بصورة وبائية في المجتمع الخليجي، ولكن لارتفاع نسبة الإصابة بمضاعفاته المزمنة وهو ما رفع التكاليف الإجمالية لهذا الداء على المستوى الخليجي، وتتوقع منظمة الصحة العالمية ازدياد العبء الكبير على تكاليف الرعاية الصحية بحلول عام (2030) مما سيلتهم نحو (40%) من الميزانيات الصحية الضخمة للدول. ونوه بالجهود الحثيثة التي تبذلها وزارات الصحة بدول مجلس التعاون خلال الآونة الأخيرة لتنفيذ الخطة الخليجية لمكافحة داء السكري، والعمل على إعادة صياغة الاستراتيجيات الخاصة بالخطة الخليجية التنفيذية لمكافحة داء السكري بما يتواكب مع المستجدات العالمية ووضع الخطط التنفيذية اللازمة للأولويات كمرحلة أولى من الخطة الخليجية. وشدد الدكتور توفيق خوجة على أن مكافحة داء السكري يتطلب تكاتف وتعاون جميع القطاعات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني ، والعمل على إحداث التغيير في الفكر والوسائل والآليات الرامية لرفع الوعي الصحي المجتمعي عن هذا المرض وتقليل فرص الإصابة به وخفض مضاعفاته، ومشاركة الوزارات والقطاعات العلمية والأكاديمية والجمعيات الأهلية في هذه الخطوة لإحداث التغيير المنشود للأفضل. وسيتم خلال اليوم العالمي للسكري تكثيف جهود الوعي بداء السكري ومضاعفاته وأهمية التحكم به وكيفية الوقاية منه والتعريف بحجم المشكلة وأهميتها تجاوباً مع نداء منظمة الصحة العالمية والاتحاد العالمي للسكري وإلى إذكاء الوعي العالمي بهذه الجائحة.