أوضح د.توفيق خوجة مدير المكتب التنفيذي لمجلس وزراء صحة الخليج أن سكان دول الخليج التي شهدت تغيرات واسعة في أساليب وأنماط المعيشة بسبب الرفاهية و.... ما تبعها من تزايد لمعدلات الإصابة بالأمراض المزمنة ومنها الداء السكري. هذا المرض يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعوامل خطورته والمتمثلة بالسمنة وقلة النشاط اليومي وزيادة السعرات الحرارية المستهلكة من قبل الفرد، إضافة إلى العامل الوراثي الذي يلعب دورا هاما ، وقد أفادت الإحصائيات والدراسات الوبائية المبكرة في بعض دول مجلس التعاون انتشار داء السكري بصورة وبائية جعلت منه خطرا صحيا على المستوى الوطني، فنسبة الإصابة قد تجاوزت 10% في العديد من دول المجلس هذا بالنسبة للإصابة بالداء السكري، أما معدلات الإصابة باعتلال إستقلاب السكر (وهي الحالات ذات القابلية للإصابة مستقبلاً) فقد تجاوزت نفس النسبة، وهذا يعني أن المجتمع مصاب أو سيصاب بالسكري بنسبة تزيد عن 20% وهذه النسبة مرتفعة جدا إذا ما قورنت بالدول الأخرى... وبيّن الدكتور خوجة أن دراسة صحة الأسرة الخليجية (1996م) قد أوضحت أن معدل انتشار مرض السكر بدولة الكويت هو 9.2% من السكان فوق سن 15 سنة، كما أوضح التقرير الأولى الصادر عن وزارة الصحة بدولة الكويت تحت عنوان "رصد عوامل الاختطار للأمراض المزمنة غير السارية" أن نسبة انتشار مرض السكري 16.7%، ولقد أثبتت الدراسات الوبائية التتابعية هذا الازدياد المطرد عبر السنين في المملكة العربية السعودية حيث ارتفعت من 2.2% في منتصف السبعينات إلى 4.9% بعد عشر سنوات ثم لتصل إلى 12.3% في منتصف التسعينات وصلت إلى 24% في عام 2004م . كما بينت الدراسة الوطنية لمرض السكري والتي أجريت مؤخرا في الإمارات العربية المتحدة على أن نسبة انتشار مرض السكري من النوع الثاني تبلغ 19.6% ، كما يوجد 15.2% من أفراد المجتمع لديهم اعتلالات في استقلاب السكر... وهذا يؤكد ما أوضحته اللجنة الخليجية لمكافحة الداء السكري أن ما بين خمس أو ربع مواطني دول مجلس التعاون إما مصابون أو سيصابون بالسكري خلال السنوات القليلة القادمة. إن أهمية هذا المرض لا تنبع من كونه منتشرا بصورة وبائية في المجتمع الخليجي، ولكن لارتفاع نسبة الإصابة بمضاعفاته المزمنة وهو ما رفع التكاليف الإجمالية لهذا الداء على المستوى الوطني. وأشار المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون أن داء السكري أرهق الخدمات الصحية بدول الخليج حيث أخذ حيزا لا يستهان به من الخدمات التي تقدمها المستشفيات ، ففي دراسة حديثة أجريت بمدينة الرياض اتضح أن 32% من المرضى المنومين بالمستشفيات مصابون بالسكري، وقد أدخلوا إلى المستشفيات إما لأسباب تخص السكري أو لمشاكل صحية ذات علاقة به كما أن معدلات مضاعفات السكري ومن خلال الدراسات المبدئية تؤكد تفاقم المشكلة . من ناحية أخرى ومن العوامل التي ساعدت في زيادة معدلات الانتشار لداء السكري النمو السكاني وتشيخ السكان، وزيادة عدد المرضى الذين يتم تشخيصهم نتيجة الاهتمام المتزايد بذلك المرض ولإجراء المسوحات الكبيرة في شتى بلدان العالم . وأكّد الدكتور خوجة بأنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة لمكافحة هذا الوباء فإن أكثر من 333 مليون أو (6.3%) من السكان سيصابون بهذا المرض بحلول عام 2025م كل ذلك سيؤدي إلى العبء الكبير على تكاليف الرعاية الصحية حيث وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية سيكون عدد المصابين بالمرض بنحو 370 مليون بحلول عام 2030م مما سيكلف ما بين 213 396 بليون دولار دولي بحلول عام 2025 م مما سيلتهم نحو 40% من الميزانيات الصحية للدول. وعليه فإن مرض السكري يعد من الأمراض الأكثر تكلفة سواء التكلفة المباشرة التي تقدر بنحو 6% من الميزانية الكلية في الدول المتقدمة اقتصاديا وتصل هذه التكاليف إلى 60 بليون دولار أمريكي في الولاياتالمتحدة، 16.94 بليون دولار في اليابان، 10.67 بليون دولار في ألمانيا وكذلك التكاليف غير المباشرة من جراء فقد عائل الأسرة والأشخاص المنتجين فيها والوقت المفقود وتأثير ذلك على الإنتاج