ظل الشباب لأعوام طويلة يعاني كثيراً في الجانب الدفاعي وباتت الأرقام المسجلة في مرماه خلال المواسم الأخيرة على وجه التحديد مخجلة بل ومؤرقة لأصحاب القرار داخل النادي العريق سواء القائمين على الجهاز الفني أو الإداري بل وحتى الجماهير التي كانت تنتظر في كل مباراة كماً من الأهداف من مختلف الاتجاهات، أصبح الوصول لمرمى وليد عبدالله سهلاً للغاية والفرص مواتية لكل من أراد أن يتزود بعدد من الأهداف على مستوى اللاعبين أو حتى الفرق، على عكس ما كان عليه الفريق إبان عصره الذهبي ومدافعيه البارعين عبدالرحمن الرومي وصالح الداود ورمزي العصيمي وسلطان المري وعدد من الأسماء البارزة يتقدمهم في منطقة المحور الصلب فؤاد أنور والمقاتل خالد الزيد إذ لا يجد مهاجمو الفرق المنافسة منفذ إبرة للوصول إلى مرمى سعود السمار إلا بصعوبة بالغة وبأخطاء قاتلة. الشباب ظهر هذا الموسم بصورة مغايرة تماماً في الجانب الدفاعي وطرأ تحسن ملحوظ في التنظيم بأسماء جيدة أعطت إضافة كبيرة مثل سلطان الدعيع وماجد المرشدي والأوروغوياني آرسمندي إضافة إلى وجود المتألق محمد العويس الذي كان يتحين الفرصة منذ فترة ليعض عليها بالنواجذ حتى أتت ولا نظنه يتنازل عنها بسهولة. دفاع الشباب كان منطقة قوة خلال ما انقضى من منافسات الموسم الرياضي الحالي سواءً في (دوري عبداللطيف جميل) أو في مسابقة كأس ولي العهد والتي لم يدخل خلالهما مرماه سوى ثلاثة أهداف فقط، هدفين في الدوري وهدف من الشعلة في مسابقة الكأس وهذا يعطي مدلولاً واضحاً على قوته وتماسكه وتنظيمه الجيد فضلاً عن العمل الكبير الذي يقوم به المحاور عبدالملك الخيبري وعطيف وآرسمندي حين يلعب في هذا المكان، ولعل الخيبري يؤدي أدواراً واضحة في هذه المنطقة أسهمت في حماية مرمى الشباب بل في قطع كل الطرق المؤدية له بمهارة فائقة وقدرة عالية كانت محل إعجاب النقاد والجماهير الرياضية والشبابية خصوصاً. المشكلة في الشباب هذا الموسم كانت في الهجوم الذي أحجم عن التسجيل وعجز عن الوصول لمرمى الفرق المنافسة فقد اكتفى بستة أهداف من خمس مباريات في الدوري وهو رقم ضعيف جداً، إذ لم يشكل وجود المهاجم الأرجواني أفونسو إضافة قوية، وظلت تحركاته بطيئة ولم يظهر حسه التهديفي على المرمى على الرغم من تسجيله لثلاثة أهداف الأمر الذي دفع الكثير من عشاق الشباب لأن ينادي بتبديله أثناء المباريات، ولكن المدرب ظل يصر على مشاركته حتى النهاية لعل وعسى أن يسجل هدفاً يحفظ به وجهه بحكم أنه مهاجم صريح مهمته تخليص الكرات وإسكانها المرمى، فيما كانت مشاركة المهاجم الآخر موسى الشمري عادية جداً بل كان وجوده كعدمه فلم يعطي تواجده أي قوة إضافية ولم يظهر أي مهارة فردية توضح مخزونه المهاري والفني، وظلت الجماهير أيضاً تطالب بإبعاده وإعطاء الفرصة للمهاجم الشاب إسماعيل مغربي الذي كان اسماً مهماً مع التعاون وصاحب رقم تهديفي جيد، ولكن قناعات المدرب الاوروغوياني الفارو غوتيريز لم تكن كافية بإمكاناته فظل أسيراً لدكة البدلاء طيلة المباريات الماضية عدا دقائق معدودة من لقاء الفتح الأخير. الشباب عانى وربما يعاني أكثر في الجولات والمنافسات المقبلة إن ظل الوضع على ما هو عليه من دون تغيير سواء في قناعات المدرب أو تبديل بعض الأسماء المتواضعة في هذا الخط إما بإعطاء الفرصة لبعض الأسماء الشابة والصبر عليها مهما كان العطاء أو العمل للتعاقد منذ الآن مع مهاجم هداف يجيد التسجيل وليس الوقوف في المنطقة متفرجاً كما كان يصنع طيب الذكر تيغالي الذي كان يحول أنصاف الفرص لأهداف جميلة وحينها ربما يكون للشباب كلمة أو بصمة في إحدى المسابقات المحلية.