ظهر الشباب بصورة مثالية للغاية وهو يؤدي مباراتين في افتتاح (دوري عبداللطيف جميل) بموسمه الجديد جمع منها ست نقاط جعلته يتربع على كرسي الصدارة بفارق الأهداف عن الهلال والاتحاد، وكان ظهوره مرضياً لمسؤوليه ومحبيه على حد سواء فضلا عن الروح العالية والمهارة الفائقة والتناغم الجميل بين مجموعة مزجت بين عناصر الخبرة والأسماء الشابة التي قدمت نفسها بصورة مثالية إضافة إلى المحترفين الأجانب الذين كان لهم حضور لافت وبصمة واضحة. ظهور الشباب الذي كان مريحاً لأنصاره كافة إلا أنه لا يمكن أن ينسيهم إخفاق الموسم الفائت الذي بدأه الفريق بمستويات جيدة ونتائج إيجابية مكنته من تحقيق أربعة انتصارات متتالية على الخليج والفتح وهجر والشعلة ومن ثم التعادل مع الوصيف الأهلي في جدة الأمر الذي جعل الكثير من النقاد يرشحونه لتحقيق البطولة أو على الأقل المنافسة عليها بكل قوة إلا أنه بدأ مسلسل التفريط بالنقاط والتراجع إلى مراكز الوسط وابتعد بشكل كبير عن المنافسة ومن ثم انهار مطلع الدور الثاني مع كثرة تغيير المدربين واللاعبين المحترفين فتلقى العديد من الخسائر حتى من فرق الوسط والمؤخرة في مشهد لم يألفه عشاقه منذ اعوام طويلة بعدما اعتادوا أن يستمتعوا بأدائه الرفيع وكرته الجميلة ونتائجه المبهرة التي تؤهله للمنافسة داخلياً وخارجياً. الشباب ختم موسمه الماضي بتغيير أربعة مدربين وتجربة عدد وافر من المحترفين الذين كان مردودهم ضعيفاً للغاية ولم يشكل إضافة للفريق تسهم في تحقيقه لنتائج إيجابية تؤهله للمنافسة وعلى الرغم أن هناك فوارق تبدو واضحة بين الموسمين الماضي والحالي من حيث الجدية في الإعداد والدقة في اختيار العناصر الأجنبية الفاعلة فضلاً عن الانتدابات المحلية الجيدة التي أعطت مؤشراً إيجابياً لموسم أكثر تميزاً إلا أنه يتوجب من القائمين على الشباب بأجهزته المختلفة سواء الإدارية متمثلة برئاسة النادي وجهاز الكرة وكذلك الأجهزة الفنية وحتى الجماهير أن تعي تجربة الماضي وأن لا ينخدعوا بالنتائج الوقتية في البدايات وأن لا تخفي تلك النتائج عن أعين الجميع وعلى الرغم أن حالة دفاع الشباب ظهرت بصورة جيدة وبشكل أفضل بكثير من الموسم الفائت بتواجد سلطان الدعيع وعبدالله الفهد والاوروغوياني دييغو اريسمندي إلا أنه بحاجة لمزيد من التجانس والاعتماد على تشكيلة ثابتة وسد ثغرة الظهير الأيسر والتي يسرح فيها عبدالله الأسطا كثيراً على الرغم من إمكاناته العالية وقدراته الفنية والمهارية الجيدة إلا أن عدم تراجعه السريع مع الهجمات المضادة كلف الفريق هدفين في مباراتي الرائد وهجر وتسهيل مهمة المهاجمين في مواجهة مرمى محمد العويس والتسجيل بسهولة، كما المحاور الدفاعية الجيدة التي تتقن الأدوار الدفاعية كثيراً تلعب دوراً مهماً في تقوية منطقة الظهر وسد كل الطرق الموصلة للمرمى حتى لا يكون العبء كاملاً على الدفاع. الأسماء الشابة التي أخذت فرصتها في الشباب ظهرت بمستويات كبيرة، وكانت محل الثقة بدءا من العويس ومن ثم الفهد، مروراً بعبدالعزيز البيشي وعبدالمجيد الصليهم وعبدالرحمن خيرالله وهي أسماء شابة قدمت الكثير ولايزال لديها الكثير لتقديمه خدمة لفريقها ونجزم أن الجماهير الشبابية تتمنى أن تتاح الفرصة لعدد من الأسماء الأخرى التي تمتلك كل مقومات النجاح لإمكاناتها الفنية والمهارية العالية. يتفق جل عشاق الشباب فيما يبدو على أسماء المحترفين الأجانب لهذا الموسم بما شاهدوه من عطائهم خلال معسكر الفريق والمواجهات الثلاث التي شاركوا فيها وكان أكثرهم تميزاً هو اللاعب أرسمندي الذي يمتلك خبرة عريضة ومقدرة كبيرة على المشاركة في خط الظهر ومنطقة المنتصف ويتميز بالثقة العالية والمهارة الجيدة في قطع الكرات وإرسالها طولية لتتحول إلى هجمات مضادة وخطرة، وتتطلع لرؤية لاعب الوسط الكويتي سيف الحشان على أرض الواقع بعد رؤية قدراته الفنية الكبيرة واللمحات الجميلة التي كان ينثرها مع فريقه السابق، ويبدو أن اختيار الشبابيين هذا الموسم أتت بعناية فائقة من دون الاعتماد على بعض السماسرة الذين يروجون لأنصاف اللاعبين حتى باتت التجارب معهم مريرة وفاشلة. ومن الإيجابيات تواجد عدد من الأسماء الجيدة في دكة البدلاء وهو الأمر الذي افتقده الشباب الموسم الماضي إذ يتواجد صالح القميزي وماجد المرشدي والبيشي وعبدالملك الخيبري وموسى الشمري واسماعيل مغربي وهي أسماء لها قيمتها الفنية وتعتبر خيارات جيدة للمدرب حال قرر الاستعانة بأي منها في أي وقت وتحت أي ظرف على عكس الموسم الماضي الذي عانى خلاله الفريق من الدكة التي كانت فقيرة أو معدومة تماماً، وهذا مؤشر يعطي الشبابيين مساحة واسعة من التفاؤل بمقدرة فريقهم على التقدم في سلم الترتيب والمنافسة على الألقاب خصوصاً أنه يلعب بعيداً عن الضغوط في ظل غيابه عن المشاركة الآسيوية عقب فشله في تحقيق مركز متقدم الموسم الفائت يشفع له بذلك. أخيرا تعد فترة التوقف الحالية فرصة إيجابية لتصحيح بعض الأخطاء ومعالجة أماكن الخلل والاستفادة منها بخوض عدد من المواجهات الودية القوية التي تعطي عناصر الفريق مزيداً من التجانس وتطلع الجهاز الفني على العناصر الموجودة كافة حتى يكون الفريق بكامل جاهزيته لخوض بقية الموسم بوتيرة متصاعدة تمكنه من المنافسة على جميع الألقاب.