يتحدد الطرف الأول في نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال مساء اليوم (الأربعاء)، عندما يلتقي النصر والأهلي على ملعب الأول في إياب ربع النهائي، مباراة الذهاب انتهت لمصلحة الأهلي بثلاثة أهداف في مقابل هدف، وهو ما يعطيه أفضلية التأهل بفرص عدة، فخلاف الفوز أو التعادل، فالخسارة أيضاً بفارق هدف ترجح الكفة الخضراء، فيما يدخل الفريقان شوطين إضافيين في حال فوز النصر بنتيجة الذهاب ذاتها. مدرب النصر الأوروغوياني كارينيو لم يحسن التعامل مع قدرات لاعبيه في المباراة السابقة، خصوصاً في شوطها الأول، وهو ما منح الأهلي أفضلية تسجيل ثلاثة أهداف، إلا أن الفريق الأصفر استعاد توهجه في الحصة الثانية، بعدما أعاد مدربه ترتيب الخطوط، ويبدو أن الأوروغوياني استفاد كثيراً من أخطائه السابقة، وسيعمل على تعويض الجماهير الصفراء بفوز مقرون بالأداء الفني، ومتى ما وفق في رسم المخططات الفنية، فلن تكون مهمته صعبة في الوصول إلى أهدافه، في ظل وجود العناصر الجيدة، خصوصاً في منتصف الميدان، بوجود الرائع دائماً إبراهيم غالب والبرازيلي باستوس والمخضرم حسين عبدالغني ومحمد نور، وهو ما يجعل ثنائي المقدمة محمد السهلاوي وحسن الراهب يتحركان بمساحات أكبر في ملعب الخصم. الخطوط الصفراء تمتاز بالحماسة والقتالية العالية جداً، إلى جانب النجاح في بناء الهجمة السريعة صوب مرمى الخصم، إذ يشكل باستوس ونور قوة هائلة في المساندة الهجومية، وهو ما يجعل دفاعات الفريق المقابل تحت الضغط طوال التسعين دقيقة، وكل ما يخشاه عشاق النصر الهفوات الدفاعية، التي كانت أحد أسباب الخسارة الأخيرة. وعلى الضفة الأخرى، يدخل الأهلي المباراة بنشوة الانتصار السابق، إلا أن مدربه الصربي أليكس يدرك جيداً أن النصر لن يكون نداً سهلاً، خصوصاً وأنه أظهر وجهاً مختلفاً في الحصة الثانية من مواجهة الذهاب، ولن يتردد الصربي في السعي إلى تهدئة اللعب في الدقائق الأولى ومحاولة الاستفادة من الهجمات السريعة لتسجيل هدف باكر يبعثر الأوراق الصفراء ويمنح فريقه الثقة الكافية للمضي نحو صافرة الانتصار. الفرقة الخضراء مليئة بالأسماء البارزة، حتى وإن غاب البرازيلي فيكتور سيموس ومصطفى بصاص للإصابة، إذ يشكل الكولومبي خايرو بالمينو وتيسير الجاسم سداً منيعاً على محور الارتكاز يصعب تجاوزه بسهولة، فيما يتحرك البرازيلي برونو سيزار بخطورة بالغة خلف المهاجم الوحيد عماد الحوسني، ويشكلان قوة ضاربة تخيف أعتى الدفاعات، فكلاهما يعرف طريق المرمى جيداً، ولا يحبذان الاستعراض المهاري بقدر حرصهما على تسجيل الأهداف من أقصر الطرق، في الوقت الذي ينطلق الشابان معتز الموسى وسلطان السوادي على الأطراف ومن خلفهما منصور الحربي وعقيل بلغيث لفتح جبهة هجومية أخرى. متوسط الدفاع الأهلاوي يعاني كثيراً مقارنة بقوة الخطوط الأخرى، حيث يفشل أسامة هوساوي وكامل الموسى في السيطرة على خطورة المهاجمين، وهو ما يجعل العبء الأكبر على حارس المرمى، ففي مباراة الذهاب تألق الحارس ياسر المسيليم وذاد عن مرماه بكل بسالة، بل وتصدى لركلة جزاء من قدم المخضرم محمد نور، ومن المنتظر أن يعمل المدرب أليكس على تشكيل ساتر دفاعي في منتصف الميدان، لتضييق الخناق على مهاجمي الخصم باكراً، ومنعهم من حرية التحكم بالكرة قرب مناطق الخطر، وتحت يد المدرب الأهلاوي دكة احتياط عامرة بالأوراق الرابحة التي تمكنه من تغيير الشكل الفني للمباراة متى ما دعت الحاجة إلى ذلك، إذ يوجد وليد باخشوين وعبدالرحيم الجيزاوي ومحسن العيسى وعيسى المحياني وبدر الخميس، وكل هذه الأسماء تملك القدرة العالية على تحقيق مطالب المدرب على المستطيل الأخضر.