دائما ما تنير عقولنا الاحاديث الشريفة الصادرة من لسان من لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام، كما تنير ارواحنا ونفوسنا، وأتذكر هنا قوله (انما العلم بالتعلم، وانما الصبر بالتصبر، وانما الحلم بالتحلم، ومن يصبر يصبره الله)، كلام جميل وحبل متين من الامل المشرق الذي يقطع ظلمات اليأس والندامة، فلا شيء يفوت ولا شي اسمه فات القطار، ولا نردد ما قاله الغرب تحت مظلة علم فرويد من ان الاخلاق تولد مع الانسان ولا يستطيع ان يغيرها، كل العلوم الانسانية الحديثة تؤمن بأن تغيير الاخلاق والطباع ضرب من ضروب المستحيل وتردد الكلمة الانجليزية too late فكل شيء يأتي متأخرا لا قيمة له، فلا حظ للانسان في تغيير خلقه وسيئ طباعه. ولكن الاسلام يعطينا الامل والفسحة، ويخبرنا ان محاولة التعود والمجاهدة البسيطة وعدم الاستسلام كفيلة بأن تحول عاداتك الجميلة الى طبيعة ثانية لك، والتاريخ يشهد بآلاف الامثلة لرجال ونساء استطاعوا ان يغيروا انفسهم وينسلخوا من جلدهم الطبعي والاخلاقي القديم، فقلبوا المجتمعات وغيروها، وما الانسان اذا لم يكن له حظ وافر من الامل والتفاؤل، وكيف يكلف الانسان بأن يتوب ويقلع ويصلح وهو لا يقدر على ذلك بقوة من الله اودعها في نفوسنا وفطرنا المحبة للاخر، ولكن الله يكلفنا بطلب العون منه اولا، والاتكال عليه في التغيير ويكلفنا بالتصبر والصبر حتى ننعم بنعمة التغيير وما ذلك بالعسير الا على من عسرها على نفسه واتبع هواه.. وعلى دروب التغيير للافضل نلتقي.