القيادة تعزي الرئيس الإيراني في ضحايا انفجار ميناء رجائي بمدينة بندر عباس    أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق بالمملكة    حسين الشيخ نائبا للرئيس الفلسطيني    قلصت الكويت وقت الإقامة والصلاة في المساجد ؟ توفيرا للكهرباء    أمير نجران: ترسيخ مكانة المملكة بين الدول    رؤية السعودية 2030 في عامها التاسع.. إنجازات تفوق المستهدفات ومؤشرات توثق الريادة    381 ألف وظيفة في قطاع التقنية.. 495 مليار دولار حجم الاقتصاد الرقمي السعودي    أمير جازان: آفاق واسعة من التقدم والازدهار    أمة من الروبوتات    الأردن.. مصير نواب "العمل الإسلامي" معلق بالقضاء بعد حظر الإخوان    تفاهمات أمريكية سورية ومساعٍ كردية لتعزيز الشراكة الوطنية    ينتظر الفائز من السد وكاواساكي.. النصر يقسو على يوكوهاما ويتأهل لنصف النهائي    القيادة تهنئ رئيسة تنزانيا بذكرى يوم الاتحاد    أمير الشرقية: إنجازات نوعية لمستقبل تنموي واعد    خادم الحرمين: نعتز بما قدمه أبناء الوطن وما تحقق جعل المملكة نموذجاً عالمياً    الآبار اليدوية القديمة في الحدود الشمالية.. شواهد على عبقرية الإنسان وصموده في مواجهة الطبيعة    ضبط أكثر من 19.3 ألف مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود    "المنافذ الجمركية" تسجل 1314 حالة ضبط خلال أسبوع    المملكة تفتح أبواب جناحها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025    برعاية سمو وزير الثقافة.. هيئة الموسيقى تنظم حفل روائع الأوركسترا السعودية في سيدني    أمير عسير: نجاحات متتالية لمستهدفات طموحة    مدرب كاواساكي: قادرون على التأهل    قدامى الشباب ينتقدون نتائج توثيق البطولات    نقطة تحول فارقة في التنمية الوطنية    الجبير يترأس وفد المملكة في مراسم تشييع بابا الفاتيكان    ترامب يحض على عبور "مجاني" للسفن الأميركية في قناتي باناما والسويس    خطى ثابتة نحو مستقبل مُشرق    إطلاق مبادرة "حماية ومعالجة الشواطئ" في جدة    فخر واعتزاز بالوطن والقيادة    المملكة تقفز عالمياً من المرتبة 41 إلى 16 في المسؤولية الاجتماعية    اللواء عطية: المواطنة الواعية ركيزة الأمن الوطني    1500 متخصص من 30 دولة يبحثون تطورات طب طوارئ الأطفال    الأميرة عادلة بنت عبدالله: جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان عززت المنافسة بين المعاهد والبرامج    برشلونة يكسب "كلاسيكو الأرض" ويتوج بكأس ملك إسبانيا    تدشين الحملة الوطنيه للمشي في محافظة محايل والمراكز التابعه    رئيس مركز الغايل المكلف يدشن "امش30"    اكتشاف لأقدم نملة في التاريخ    الذهب ينخفض 2 % مع انحسار التوترات التجارية.. والأسهم تنتعش    قدراتنا البشرية في رؤية 2030    101.5 مليار ريال حجم سوق التقنية    تصاعد التوترات التجارية يهدد النمو والاستقرار المالي    الحكومة اليمنية تحذر موظفي ميناء رأس عيسى من الانخراط في عمليات تفريغ وقود غير قانونية بضغط من الحوثيين    800 إصابة بالحصبة بأمريكا    فواتير الدفع مضرة صحيا    الذكور الأكثر إقبالا على بالونة المعدة    الأهلي يكسب بوريرام بثلاثية ويواجه الهلال في نصف نهائي النخبة الآسيوية    القيادة تهنئ تنزانيا بذكرى يوم الاتحاد    السعودية تعزي إيران في ضحايا انفجار ميناء بمدينة بندر عباس    حين يعجز البصر ولا تعجز البصيرة!    32 مليون مكالمة ل 911    مكافحة المخدرات معركة وطنية شاملة    التحول الرقمي في القضاء السعودي عدالة تواكب المستقبل    قوانين الفيزياء حين تنطق بالحكمة    وزارة التعليم تستعرض منصاتها في معرض تونس الدولي للكتاب 2025    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف يلتقي مديري عموم الفروع    إمام الحرم النبوي: حفظ الحقوق واجب شرعي والإفلاس الحقيقي هو التعدي على الخلق وظلمهم    إمام المسجد الحرام: الإيمان والعبادة أساسا عمارة الأرض والتقدم الحقيقي للأمم    الشيخ صلاح البدير يؤم المصلين في جامع السلطان محمد تكروفان الأعظم بالمالديف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس جيبوتي ل«الرياض»: ندعم ونؤيد موقف الملك سلمان باستعادة الشرعية في اليمن
جيله: القواعد العسكرية الدولية في بلادنا عامل استقرار ولا تخلق حالة استقطاب
نشر في الرياض يوم 18 - 10 - 2015

شدد الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله على موقف بلاده الداعم لعمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل، وقال في حوار مع "الرياض" بمناسبة زيارته الرسمية اليوم إلى المملكة: نحن داعمون ومؤيدون لكافة الخطوات الحكيمة التي اتخذتها المملكة في اطار التحالف العربي لنصرة الأشقاء في اليمن، ونشد على يد أخي خادم الحرمين الملك سلمان، الملك الشجاع الذي لم يتوانَ عن نصرة الحق، واستجاب للطلب الرسمي للشعب اليمني من خلال رئيسه الشرعي المنتخب بوضع حد للانقلاب الحوثي. ورفض الرئيس جيله تسييس حادث منى معتبراً أن من يشكك في جهود المملكة وخدمتها للحرمين الشريفين وضيوف الرحمن ظالم وغير منصف.
من ينكر الدور السعودي في خدمة الحرمين وضيوف الرحمن ظالم وغير منصف
وأضاف إن بلاده تتطلع لتفعيل التبادل التجاري، وجذب الاستثمارات السعودية، وبأن تقوم جيبوتي بدور الجسر الذي يربط اقتصادياً بين المملكة ودول الشرق الافريقي.
نطمح أن تكون جيبوتي جسراً يربط اقتصاد المملكة بالشرق الإفريقي
وتطرق الرئيس جيله في حديثه إلى الاهتمام السياسي والاقتصادي الذي تشهده بلاده معتبراً أن ذلك يعود للموقع الاستراتيجي التي تتميز به جيبوتي وكذلك الاستقرار والأمن الذي تنعم بهما. معتبراً أن وجود قواعد عسكرية فرنسية وأميركية ويابانية في بلاده أمر إيجابي
وعامل مساعد للاستقرار لبلدنا ومنطقتنا في إطار المواثيق والعهود الدولية ثنائياً أو جماعياً، ولا يخلق حالة استقطاب أو صراع. فإلى نص الحوار:
- فخامة الرئيس، ماهي الأجندة التي تحملونها معكم خلال الزيارة التي تقومون بها إلى المملكة؟
التوسع الاقتصادي الصيني والتركي يتعدى جيبوتي إلى إثيوبيا ودول أخرى
** تأتي هذه الزيارة لتجديد التواصل مع أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والتباحث معه حول آخر المستجدات السياسية اقليمياً ودولياً وتنسيق الجهود والمواقف لما فيه مصلحة منطقتنا وأمتنا، كما تأتي الزيارة امتداداً للبحث في سبل تعزيز وتطوير التعاون في المجال الثنائي اقتصادياً و تجارياً وعلمياً وتعليمياً، والدفع بها قدماً لما فيه خير ومصلحة شعبينا الشقيقين.
- كان لجيبوتي دور واضح في عملية "عاصفة الحزم" و "إعادة الأمل" التي تهدف إلى إعادة الشرعية والاستقرار في اليمن، هل لكم إطلاعنا على تفاصيل هذا الدور؟
** إن دور بلدنا واضح ومعلن منذ اللحظة الأولى بدعم ومساندة "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل" في اليمن، بل إن موقفنا في دعم الحكومة الشرعية اليمنية متمثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي سابق لعاصفة الحزم، حيث سبق أن بعثت له برسالة فور خروجه من صنعاء إلى عدن عن طريق سفيرنا في اليمن، وعبرت فيها له عن دعمنا الأكيد والمبدئي للشرعية في اليمن ضد الانقلاب الذي قامت به مليشيات الحوثي. وأننا مع استعادة الشرعية لمؤسسات الدولة ووحدة أراضي اليمن وتحقيق الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق، الذي عانى وما زال يعاني. إن أمن واستقرار اليمن؛ أمن واستقرار للمنطقة كلها، ونحن بطبيعة الحال نتأثر إيجاباً وسلباً بأحداث اليمن.
وكما تعرفون فقد استقبلنا ومازلنا نحتضن الآلاف من الأشقاء اليمنيين في جيبوتي الذين لجأوا اليها هرباً من الأزمة. كما أني كنت رئيس الدولة الوحيد الذي زار صنعاء خلال الأزمة السياسية والأمنية إستجابة لدعوة كريمة من فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي لحضور حفل توقيع الاتفاقية بين الأطراف السياسية اليمنية حول مخرجات الحوار الوطني، والتي انقلبت عليها بعد ذلك مليشيا الحوثي.
إذاً نحن داعمون ومؤيدون لكافة الخطوات الحكيمة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في اطار التحالف العربي لنصرة الأشقاء في اليمن. ونحن نشد على يد أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ، الملك الشجاع الذي لم يتوانَ عن نصرة الحق، واستجاب للطلب الرسمي للشعب اليمني من خلال رئيسه الشرعي المنتخب بوضع حد للانقلاب الحوثي.
- هل تحدثوننا عن العلاقة بينكم وبين المملكة سياسياً واقتصادياً؟
** العلاقة بيننا وبين المملكة سياسياً واقتصادياً وفي جميع المجالات كانت وما تزال في أوجها وازدهارها. فتطابقنا السياسي في الحفاظ على أمن ووحدة واستقرار منظومتنا العربية قائم ومتطور، منذ أن استقلت جمهورية جيبوتي عام 1977 وحتى اللحظة. ونحن نعمل معاً على الحفاظ على سيادة دولنا العربية ضد أي تدخلات أجنبية. وكانت المملكة وجيبوتي في صف واحد في كل الظروف والمراحل، ونحن متفاهمون وبيننا تنسيق سياسي ثنائي عميق على كافة المستويات في المحافل والمنظمات الاقليمية والدولية والجهود واحدة ومشتركة.
أما عن الجانب الاقتصادي فإن دعم المملكة لنا كان ومازال مستمراً سواء بشكل مباشر أو من خلال المؤسسات التمويلية السعودية والعربية، إلا أن ما نطمح إليه في قادم الأيام هو مزيد من تفعيل التبادل التجاري، وجذب الاستثمارات السعودية، وبأن تقوم جيبوتي بدور الجسر الذي يربط اقتصادياً بين المملكة ودول الشرق الافريقي بالذات، وإننا بصدد تأسيس مجلس الأعمال المشترك الجيبوتي - السعودي الذي سيتشكل من رجال الأعمال في البلدين، والذي نطمح أن يستوعب فيه الاقتصاديون مصالحهم الربحية لتنعكس إيجاباً على تنمية العلاقة التجارية والاقتصادية بين البلدين.
كما ستعقد في الأشهر القليلة القادمة - إن شاء الله تعالى- اللجنة المشتركة الجيبوتية - السعودية التي ستشرف على متابعة وتنفيذ ما هو متفق عليه والدفع بما لم يتم تنفيذه والبحث عن السبل والأفكار المساعدة لتطوير الجانب الاقتصادي والتنموي بين البلدين الشقيقين.
وأذكر هنا أن جيبوتي كانت منذ عدة سنوات سبباً في كسر حظر استيراد ماشية القرن الافريقي نحو المملكة وبقية دول الجزيرة العربية، عندما أنشأت محجراً صحياً بيطرياً متطوراً في جيبوتي أسهم في فتح هذا المجال بعد سنوات طويلة من الحظر. وساعد في تحسين الحياة المعيشية للرعاة ولتجار الماشية في القرن الافريقي لتصدير ماشيتهم نحو المملكة، كما ساهم ذلك في خفض أسعار المواشي للهدي والأضاحي وغير ذلك؛ كما أننا في هذه المرحلة بصدد تطوير وتوسيع هذا المجال بإنشاء ميناء متخصص لتصدير الماشية.
ومن ضمن الأولويات التي نأمل أن يضعها مجلس رجال الأعمال، واللجنة المشتركة هو الربط بين موانئ جيبوتي والمملكة وتسهيل الاجراءات التي تخدم تعزيز التجارة وحركة الاقتصاد ورؤوس الاموال ليس فقط بين البلدين الشقيقين، وإنما أيضاً بين المملكة ودول الشرق الافريقي بفضل البنية التحتية المتوفرة في الموانئ الجيبوتية، وبفضل نعمة الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني الذي تنعم به بلدنا - ولله الحمد- مضافاً إلى الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي تمتاز به جيبوتي عند مضيق باب المندب الذي يمثل المدخل الجنوبي لحوض البحر الاحمر.
كما أننا ننظر بكثير من الاهتمام إلى خلق تعاون مفيد في مجالات تبادل الخبرات في البحث العلمي والطاقة المتجددة واستثمار المملكة في جيبوتي في هذه المجالات.
ولا أغفل هنا أيضاً عن الإشارة الى التعاون والتنسيق الثقافي والرياضي والعلمي والتعليمي القائم بين البلدين، والذي نطمح لتعزيزه وتطويره أيضاً في قادم الايام.
- نفهم من حديث فخامة الرئيس أن دور جمهورية جيبوتي اقتصادياً في منطقة القرن والشرق الافريقي محوري كما هو سياسي وامني ؟
**نعم هذا صحيح .. بلدنا يتمتع بمميزات عدة منها الموقع الاستراتيجي المهم وكذلك نعمة الأمن والاستقرار، ونحن بوابة أفريقيا من جهة الشرق، ولدينا مقر "دول الايجاد" ونحن أعضاء في عدة منظمات إقليمية مثل منظمة السوق المشتركة لجنوب شرق إفريقيا "الكوميسا" و"النيباد" ونحن فاعلون سياسياً واقتصادياً بالقارة الإفريقية. إضافة لكوننا دولة عربية مجاورة للجزيرة العربية فهذا دورنا ومكاننا وقدرنا المحوري، كما ذكرتم على مر التاريخ سياسياً وأمنياً وتجارياً واقتصادياً، كما أننا حريصون كل الحرص على أن تكون المملكة العربية السعودية بالدرجة الأولى هي الشريك الأساسي والمحوري ومعها بقية الدول العربية الأخرى.
- هل ما ذكرتموه هو الدافع حول ما نراه من اهتمام تبديه عدد من الشركات الاستثمارية الصينية والتركية في جيبوتي في هذه المرحلة؟
**الوجود الصيني والتركي استثمارياً واقتصادياً ليس في جيبوتي فقط بل في إثيوبيا والصومال أيضاً، وفي إفريقيا بشكل عام وهم مهتمون بالمنطقة عموماً.
فالصين تبني 4 موانئ في جيبوتي إضافة إلى تطوير خط السكة الحديد الرابط بين جيبوتي واثيوبيا، وكذلك تستثمر في المجال السياحي، ونحن نرحب بكل من سيسهم في تنمية بلدنا ومنطقتنا. إلا أننا نؤكد هنا أن أهدافنا هو رؤوس الأموال العربية، وتحديداً السعودية.
- تعلمون أن المنظمات الارهابية وعلى رأسها القاعدة تجد في اليمن ملاذاً يمكن الانطلاق منه في عملياتها الارهابية حول العالم، وبما أن اليمن اليوم يمر بمرحلة أو حالة عدم استقرار ما شكل بيئة مناسبة للتنظيمات المتطرفة، ما الدور الذي تقدمه جيبوتي في هذا الإطار؟
**جييوتي أسهمت منذ فترة طويلة في العمل على مكافحة الارهاب في المنطقة، في اطار المقررات الدولية والعمل الجماعي الدولي. وما زلنا على هذا الخط في التعاون مع المجتمع الدولي لمكافحة الارهاب والمنظمات التي تحمل أفكاراً متطرفة تهدف الى تدمير العالم والإنسانية والإساءة الى ديننا الاسلامي الحنيف. وما موقفنا في الصومال بإرسال قوات جيبوتية للوقوف مع الحكومة الصومالية في اطار القوات الافريقية "الأميصوم" لمحاربة المنظمات الارهابية المناوئة للحكومة، إلا دليل قاطع على هذا الأمر وعلى دورنا المبدئي في مكافحة الارهاب، وسيستمر دورنا هذا دون هوادة لحماية بلدنا ومنطقتنا والعالم، وسنعمل مع المملكة والدول الاسلامية لمواجهة الاقكار المتطرفة وإبراز الوجه المشرق لديننا الحنيف الذي يدعو الى التسامح والعدل، لأن المسلمين هم من يتضررون أكثر من غيرهم من هذه الافكار المتطرفة.
- تدركون أهمية الجانب الاجتماعي ومدى تأثيره في الجانب السياسي داخل اليمن وبحكم التداخل الاجتماعي والثقافي بين جيبوتي واليمن، ما مدى قدرة بلادكم في الإسهام إيجابياً على الساحة اليمنية في الإطار السياسي؟
**كما ذكرتم فالتداخل الإنساني بين جيبوتي واليمن عميق، وقديم قدم الوجود الإنساني في هذه المنطقة. ولدينا جالية جيبوتية كبيرة في اليمن؛ كما توجد جالية يمنية كبيرة في جيبوتي، ونحن وإياهم نعتبر شعباً واحداً بفضل هذا التداخل الإنساني والاجتماعي والثقافي الذي يفرضه التقارب الجغرافي. وعلى هذا الأساس كان لجوء الاشقاء اليمنيين إلى جيبوتي في محنتهم الاخيرة بالآلاف. وهذا ليس بجديد فقد سبق أن حدث نفس هذا الأمر من قبل في عام 1986م وعام 1994م، ولكن هذه المرة أكثر وأكبر بسبب ضخامة الحدث واستمراره. وقد عبرنا منذ اندلاع الأزمة اليمنية الأخيرة عن موقفنا الرافض تماماً للانقلاب على الشرعية وخطورة أن تؤول الأمور الى مرحلة الخطر والانفلات السياسي والامني والاجتماعي. وفعلا حدث ما كنا نخشاه، وقد سبق أن ذكرت لكم أنني شاركت في حفل التوقيع بين المكونات السياسية اليمنية على مخرجات الحوار الوطني في صنعاء، وقد كنت هناك بدعوة من اخي فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، حيث إني رئيس الدولة الوحيد الذي زار اليمن في عزّ الأزمة الى جوار معالي الامين العام لمجلس التعاون الخليجي وهذا يعد تعبيراً قاطعاً عن أن جيبوتي ودول مجلس التعاون الخليجي هم الأقرب الى اليمن، إن مصالح وأمن واستقرار هذا الشعب الشقيق تهمنا وتعنينا بالدرجة الأولى، فأي خطر او انفلات أمني هناك سيكون له إنعكاس مباشر علينا، ونحن مستعدون للقيام بكل ما يمكن أن يسهم في وقف النزاع وحلّ الأزمة، إذا طلب منا، فهذا واجب يمليه علينا حق الاخوة والاسلام والعروبة والجوار.
- تحتل بلادكم موقعاً استراتيجياً مهماً في منطقة القرن الإفريقي جعلها محط أنظار القوى الكبرى الدولية بدءاً من فرنسا والولايات المتحدة واليابان الذين يمتلكون قواعد عسكرية هناك، وصولاً إلى الصين التي تنوي تأسيس قاعدة عسكرية، ألا ترون أن ذلك من شأنه أن يجعل جيبوتي في حالة استقطاب نشطة ما يؤثر على دورها إقليمياً؟
** نحن نجد أن ذلك يؤثر إيجابياً على دور جييوتي؛ إقليمياً ودولياً وليس أمراً سلبياً، وهو بعيد عن أي استقطاب، فهذه الدول هي قوى عظمى ولديها مصالح اقتصادية بالدرجة الأولى في منطقتنا ذات الأهمية الحيوية، بالنسبة للاقتصاد العالمي كممر مائي من خلال مضيق باب المندب والبحر الاحمر الذي يمثل شريان الحياة في العالم، ويربط قارات العالم وطرق الملاحة الدولية. إضافة لكون هذه الحالة تحقق لبلدنا الاستقرار والأمن وتسهم في التنمية.
إذ هي تأتي من باب تقاطع المصالح الدولية؛ فقد وجدت في الاصل في إطار مكافحة الارهاب ومكافحة القرصنة وحماية الملاحة الدولية والمصالح الدولية في واحدة من أهم المناطق إستراتيجياً في العالم، ونحن نعتبرها عاملاً مساعداً للاستقرار لبلدنا ومنطقتنا في إطار المواثيق والعهود الدولية ثنائياً أو جماعياً، ولا تخرج عن هذا الاطار في مفهومنا.
وعموماً متى وجدنا أن لهذا الامر مردودا سلبيا على شعبنا ومصالحه العليا وسيادته الوطنية؛ فالقرار بيدنا وحدنا أولاً؛ وثانياً نحن نرتبط مع هذه الدول التي تستخدم اراضينا كقواعد عسكرية باتفاقيات تنظم آلية وجودها وعملها ونشاطها بحيث لا يتعارض هذا الوجود مع قناعاتنا وقيمنا ومصالحنا الوطنية.
- تابعتم فخامة الرئيس الحادث الذي وقع في مشعر منى، وأسفر عن سقوط عدد الضحايا منهم 5 حجاج جيبوتيين، كيف ترى استغلال وتوظيف هذه الحادثة وأخذها في سياقات أخرى؟
**سبق أن أرسلت تعازي لأخي خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز بهذا المصاب الذي فقدنا فيه نحن الجيبوتيين 5 حجاج نحسبهم وغيرهم ممن سقطوا في هذا الحادث شهداء عند الله تعالى؛ سائلا المولى عز وجل أن يتقبل حجهم وشهادتهم، وحقيقة هذه الأحداث طبيعية أن تحدث بسبب العدد العظيم من الحجاج الذين يجتمعون في زمن محدد، ويتحركون معاً في حيز ضيق في نفس الوقت، وعديد من الحجاج للأسف لا يلتزمون بالتعليمات، فيتسببون بدون قصد بحوادث مماثلة.
ولكن يجب أن أشير هنا أن هذا الحادث لا ينتقص أبداً من الدور العظيم، والتسهيلات الجبارة التي تسخرها حكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة للحجاج والزوار والمعتمرين من رعاية أمنية وصحية وغذائية وتنظيم متميز في النقل والتنقلات، إضافة الى التوسعات العظيمة للحرمين الشريفين والبنية التحيتة المتطورة جداً للمشاعر المقدسة، والمملكة بفضل ومنة من الله تعالى هي خير من يرعى ويخدم ويسخر الغالي والنفيس لخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، ومن يشكك في ذلك فهو ظالم غير منصف. وأود أن أشيد هنا بجهود أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- و سمو ولي عهده الأمير محمد بن نايف وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ولحكومة وشعب المملكة قاطبة لهذا الدور الذي أكرمهم به الله تعالى؛ خداماً للحرمين ولفريضة الركن الخامس، فالمملكة العربية السعودية هي قبلة المسلمين ومهد الإسلام ورأس العرب والشقيقة الكبرى التي نحبها ونفتخر بها ونتمنى لها الخير والسؤدد ففي أمنها واستقرارها وازدهارها، خير للعرب والمسلمين جميعاً. ولا يفوتني هنا الاشادة بالأيادي البيضاء للمملكة التي لا تقتصر على العرب والمسلمين فحسب، بل هي ممتدة الى الانسانية كلها، وما مركز الملك سلمان للأعمال الانسانية والإغاثية الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين مؤخراً، والذي بدأ بأعمال إغاثة في جيبوتي لمصلحة الأشقاء اليمنيين الضيوف لدينا إلا خير مثال على هذا الدور الانساني العظيم للمملكة العربية السعودية وشعبها الكريم الأصيل.
ويجب ألا يستغل هذا الحادث الأليم لأغراض سياسية لأن ذلك لن يفيد أحداً بل يزيد الاحتقان السياسي بين الدول الاسلامية.
- فيما يخص الصومال واضطلاع جيبوتي بدور واضح فيها، ماهي رؤيتكم في دعم بوادر الاستقرار هناك؟
** الصومال الشقيق بدأ يتلمس طريقه في الفترة الأخيرة نحو مزيد من بسط الدولة لسيطرتها على عديد من المناطق والمدن بفضل الدعم الافريقي لقوات "الأميصوم" التي نشارك فيها بحوالي 2000 جندي. ونحن وقفنا مع الأشقاء الصوماليين، وما زلنا وسنظل الى جوارهم حتى يستعيد هذا البلد الشقيق أمنه واستقراره وتتمكن الحكومة من بسط سيادتها على كامل ترابها. ونحن كذلك معنيون بأمنهم لأنه كما ذكرت بخصوص اليمن، فإن للنزاع وعدم الاستقرار في الصومال انعكاسا سلبيا على بلدنا، وعلى كافة دول الجوار دون استثناء. إنني أتمنى أن يضع الأشقاء العرب جميعهم أيديهم بأيدي بعض لموقف موحد من الصومال يسهم في التعجيل بتحقيق الاستقرار والأمن وبسط نفوذ الدولة على كامل ترابها الوطني حتى تعود هذه الدولة العربية الاسلامية فاعلة في حماية أمن واستقرار المنطقة وتنميتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.