افتتح الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية أخيراً الاحتفالية التي أقامتها مكتبة طه حسين للمكفوفين تحت عنوان «العصا البيضاء»، والتي عقدت لأول مرة بمصر. وألقى رئيس الاتحاد الدولي للمكتبات ألكس برن كلمة في الاحتفالية أشار فيها إلى سعادته بالمشاركة في هذا الاحتفال العالمي، وأكد أنه يضع نصب عينيه موضوع محو الأمية المعلوماتية لذوي الاحتياجات الخاصة، وخصوصاً المكفوفين وضعاف البصر، حتى يتم تحقيق المساواة في المجتمع، ويصبح للمكفوفين الفرص نفسها التي لدى المبصرين. كما تحدثت في الاحتفالية الدكتورة سهير وسطاوي رئيسة قطاع المكتبات، وأشارت خلال كلمتها إلى أهمية هذه الاحتفالية لكونها دافعاً لزيادة توعية المكفوفين بأهمية استخدام العصا التي تعد رمزاً لقدرة الكفيف على تحقيق حياة كاملة مستقلة ومستقرة. وأضافت الدكتورة وسطاوي أن الخدمات المجانية التي تقدمها المكتبة للمكفوفين تعد نموذجاً متطوراً على مستوى العالم العربي، حيث تخدم المكتبة كل المكفوفين من الفئات والثقافات المختلفة بدون تفرقة، وتتيح لهم استخدام جميع أوعيتها، كما تتبنى المكتبة فكرة الدمج بين الكفيف والمبصر في المدرسة والكلية والعمل والمجتمع. وأوضحت د.وسطاوي أن الاحتفالية قد هدفت إلى نشر ثقافة العصا البيضاء، وزيادة توعية المكفوفين تجاه استخدام العصا، وإبراز أهميتها، وحث الدولة على توفيرها. وقد تضمن برنامج الاحتفالية مجموعة من الفقرات الفنية، من بينها: كورال مدرسة المكفوفين للبنات، وعزف موسيقي، بالإضافة إلى معرض للفن التشكيلي لأعمال المكفوفين (نحت)، ومعرض للصور الفوتوغرافية الخاصة بفكرة «العصا البيضاء» واستخداماتها ومخترعها، مع عرض صور لعصيّ المكفوفين الأولى في العالم. تجدر الإشارة إلى أن صاحب فكرة هذه الاحتفالية العالمية هو «الاتحاد العالمي للمكفوفين» الذي يقوم بتنظيم هذه الاحتفالية كل عام، وذلك لما للعصا البيضاء من أهمية قصوى للكفيف، حيث تجعله يعتمد على نفسه ليسهم كغيره من المبصرين في صنع التقدم في المجتمع الذي يعيش فيه، وتجعله في الوقت نفسه يستمتع بالحياة كالمبصرين تماماً. وقد شهدت العصا البيضاء في السنوات الأخيرة تطورات كبيرة، حيث استخدمت فيها أشعة الليزر لتدل المكفوفين على الاتجاهات والحواجز.