عادت الحياة الطبيعية إلى شارع الفاجعة الشارع رقم 204، بعد 24 ساعة من الجهد المحمل بالتعب للجهات المعنية التي تحملت أعباء تنظيف الموقع من مخلفات الحادث المروع حيث خلف كميات كبيرة من الأحذية والملابس وبقايا مستلزمات الحج. وتواصل إلى ساعة متأخرة من ليل أمس تدفق الأطباء والممرضين والفنيين المساندين من مستشفيات ومراكز مكةالمكرمة والطائف وجدة للمساهمة في تقديم الخدمات العلاجية للمصابين، وشرعت مديرية الجوازات في أعمال التحقق من هوية الضحايا والمصابين، الذين تم تسجيل نسبة كبيرة منهم تحت اسم "مجهول"، فيما بدأت أقسام شؤون المرضى في مطابقة ما تم حفظه من حقائب يدوية تحمل وثائق رسمية مع صور الضحايا والمصابين، وبدأ ممثلون من بعثات الحج ومؤسسات الطوافة في التعرف على هويات الضحايا الذين تم حفظ جثثهم في ثلاجات الموتى في المستشفيات. وأثار الحادث ملف التحقق من شرط الاستطاعة البدنية والصحية للحجاج القادمين لأداء مناسك الحج والعمرة، والتي يشكل فيها كبار السن نسبة كبيرة، من خلال التساؤل الأهم، هل الاستطاعة البدنية متوفرة في الحجاج الذين قضوا في الحادث أو الذين أصيبوا؟ وتشير المعلومات الواردة من المستشفيات زارتها "الرياض" اليوم، والتي استقبلت حالات الوفيات والإصابات أن نسبة كبيرة منهم من كبار السن والعجزة، واعترف مندوب أحد بعثات الحج نبيل هاشم أن ثمة أعداد لا تتحقق فيها شرط الاستطاعة، ونجد صعوبة كبيرة في تنقلهم، ومواكبتهم لتنقلات قوافل الحج، ما بين المشاعر وفي المدينةالمنورة، وما بين المسجد الحرام والسكن. ميدانياً، يعتبر مشهد مستخدمي العربات المتحركة ومرور كبار السن، من المشاهد التي لا تنقطع في طرقات مشعر منى، ووقفت "الرياض" على عجزة من حجاج الداخل يجدون صعوبة بالغة في اختراق الطرق التي تفيض بالمارة، ويشير رئيس شؤون الحج التركي محمد كوزمار، أن في بلاده مثلاً ثمة ثقافة متجذرة بين العامة أن الشعيرة مرتبطة بكبار السن، وأن الإنسان يؤدي الحج عندما يتقدم في السن، حيث تعمل إدارته على توسيع ثقافة أن الحج لكل الفئات المكلفة. ويؤكد حجاج عجزة وكبار سن التقتهم "الرياض" أنهم يعيشون صعوبات بالغة في أداء كثير من واجبات وشعائر الحج والعمرة، منها المشي لأداء الصلاة في الحرم المكي والمسجد النبوي والرمي والطواف والسعي، مما يدفعهم إلى ركوب الخيار الصعب وهو مرافقة حجاج الحملة في أداء الشعائر، ويرى مندوب أحد حملات الحج إسماعيل نازي أن المعاناة تبلغ الذروة في تحميل وتنزيل العجزة وكبار السن بعرباتهم من حافلات النقل ما بين المشاعر، وفي التنقل اليومي ما بين سكنهم والحرم المكي.