تحولت «العزيزية» من حي سكني لا يتجاوز سكانه 200 ألف إلى أكبر منطقة حاضنة لإسكان الحجاج في العالم حيث تحتضن أكثر من 1.1 مليون حاج ل30 يوما، بنسبة تفوق 60% من حجاج الخارج، كما سارعت البعثات في موسم الحج هذا العام إلى اختيار العزيزية لإسكان حجاجها بعد إنجاز مشروع نفق المشاة الجديد الذي يربط منطقة الجمرات بالعزيزية لإدراكها أن هذا المشروع سيحقق مرونة في الحركة بشكل أكبر، في حين وضعت إدارة المرور خطة محكمة لإدارة الحركة في شوارع العزيزية التي تربط المناطق المحورية المتمثلة في المسجد الحرام والمشاعر المقدسة، وشهدت ارتفاع نسبة الكثافة المرورية. تعتبر «العزيزية» المنطقة الأولى ذات الكثافة السكانية الأكبر مقارنة بباقي أحياء مكةالمكرمة وتفوقت على المنطقة المركزية للمسجد الحرام التي ظلت على مدى عقود أكثر المناطق كثافة سكانية، وجاء تقدم «العزيزية» على «مركزية الحرم» بعد تزايد أعداد القاطنين الموسميين فيها نتيجة المشاريع التطويرية التي تشهدها المناطق المجاورة للحرم المكي الشريف والتي شهدت إزالة 5 آلاف عقار، حيث بدأ الحجاج يبحثون عن مناطق إسكان بديلة تتوفر فيها مقومات القرب من المسجد الحرام فارتفعت نسب الإسكان في معظم المناطق، إلا أن منطقة «العزيزية» حظيت بالنصيب الأكبر نتيجة توافر العديد من عوامل الجذب لضيوف الرحمن. «المشاة» يرجح الكفة منذ 6 أشهر بدأت بعثات الحج تبحث عن موطئ قدم في «العزيزية» لحجاجها على خلاف السنوات الماضية حيث أدركت بعثات الحج أهمية الإقامة في «العزيزية» لتحقيق الراحة والرفاهية للحجاج والمرونة في الحركة والتنقل بين مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة على خلاف السنوات الماضية، ففي هذا العام يدخل نفق المشاة الجديد الخدمة ما يحقق سهولة في وصول الحجاج إلى منشأة الجمرات خلال أيام التشريق حيث تم إنجاز المشروع الذي يربط العزيزية بالطابق الثاني لمنشأة الجمرات بواسطة جسر ونفق للمشاة، وأصبح الوصول إلى العزيزية من مشعر منى والعودة في نفس الاتجاه لا يتجاوز دقائق معدودة، وانتفت الحاجة للنقل بعد أن وفر المشروع بدائل وصول مريحة لما يوفره من عربات وحافلات مجانية لنقل الحجاج من كبار السن والعجزة والمعاقين من وإلى الجمرات، وساهم في فصل حركة السير عن حركة المركبات، وحقق انسيابية بعد توزيع الكتل البشرية بين طوابق الجمرات المتكررة. الأكثر ترفيها عندما يحزم الحاج حقائبه لأداء فريضة الحج يشترط في عقد الخدمة وجوده في منطقة قريبة من المسجد الحرام ليتمكن من أداء فروض الصلوات في الحرم المكي، وتتوفر فيها كافة الخدمات الترفيهية والأسواق التجارية والمطاعم والمستشفيات ومراكز الخدمات، فتتولى بعثات الحج البحث عن منطقة تتحقق فيها هذه المواصفات، لذا جاءت العزيزية الأكثر من حيث إسكان الحجاج نتيجة موقعها الجغرافي حيث تتوسط المسجد الحرام والمشاعر المقدسة وتتوفر فيها الخدمات التسويقية والترفيهية والفنادق والأبراج السكنية المتطورة، عطفا على أنها من المناطق الحضرية ذات التنظيم الجيد لما يتوفر فيها من شبكة طرق ذات تخطيط عال وميادين مواقف للسيارات، وتضم مراكز الصرف الآلي والبنوك، والمطاعم الراقية، وصروحا للشفاء ومراكز أمنية وخدمية. منطقة إسكان احتلت منطقة العزيزية المركز الأول لإسكان الحجاج وحققت 60% من إجمالي عدد مباني إسكان الحجاج في مناطق مكةالمكرمة. المهندس زهير حداد رئيس لجنة الكشف على مساكن الحجاج أكد ل«عكاظ» أنه تم التصريح لأكثر من 7 آلاف مبنى لإسكان الحجاج، وسجلت العزيزية أكبر نسبة في مباني إسكان الحجاج وتقدمت على المنطقة المركزية حيث بلغت نسبة إسكان الحجاج في باقي مناطق مكة مجتمعة 40% في حين استوعبت منطقة العزيزية النسبة المتبقية، مؤكدا أن مواصفات المباني المصرح لها بإسكان الحجاج متطابقة في كافة المناطق، واختيارات السكن تعود للحجاج أنفسهم، واللجنة تصرح لأي مبنى تنطبق عليه شروط وتنظيمات اللائحة المنظمة لإسكان الحجاج. كثافة مرورية شهدت شوارع العزيزية في الأيام القليلة الماضية ارتفاعا في نسبة الكثافة المرورية وارتفعت نسبة حافلات نقل الحجاج في المنطقة التي تحتضن أكثر من مليون حاج، حيث تولت إدارة مرور العاصمة المقدسة تنظيم الحركة المرورية وساهمت في منع الاختناقات المرورية في الشوارع من خلال توزيع دوريات راجلة ومتحركة في مناطق الكثافات لمنع الوقوف الخاطئ ومخالفة أنظمة السير والتحكم المروري في التقاطعات الحيوية. المقدم فوزي الأنصاري أكد ل«عكاظ» أن الحركة المرورية في العزيزية سلسة ومنتظمة على الرغم من أنها تشهد كثافة مرورية كونها أصبحت منطقة مركزية لوقوعها بالقرب من المشاعر المقدسة وتحتضن نسبة إسكان كبيرة للحجاج، مضيفا أن إدارة المرور وضعت خطة محكمة لإدارة الحركة في شوارع العزيزية من خلال تكثيف التواجد المروري في مناطق الكثافات لتنظيم حركة السير ومنع الوقوف الخاطئ وإزالة أي معوقات للحركة.