أخطأ ثلاثة من لاعبي المنتخب السعودي بخروجهم من مقر إقامة البعثة من دون إذن على الرغم من تأكيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد على عدم الخروج وهذا أمر مفروغ منه، ولن نتحدث عنه ولا عن العقوبة المخجلة والتي لم تكن موازية لحجم الخطأ ولم تحقق هدف تقويم خطأ اللاعبين والحزم معهم وغيرهم في المستقبل، بل جاءت هشة ضعيفة ليتضرر منها المنتخب أكثر من أي جهة أخرى. لن نطيل الحديث في هذا الموضوع لسببين فمن جهة هو موضوع أشبع طرحاً خلال الفترة الماضية، ومن الجهة الأخرى يكفي قول الشاعر: "لقد أسمعت لو ناديت حياً .. ولكن لا حياة لمن تنادي". وفي رأيي ان النقطة الأهم في الموضوع لم يتطرق لها أحد للأسف، فالخطأ مضى وعوقب اللاعبون وأياً كانت قناعتنا بكون العقوبة مناسبة لحجم الخطأ أولاً فذلك لا يهم وربما يفسره من يعجبه ضعف القرار بأنه رأي شخصي، ولكن الأمر المؤكد والحقيقة المطلقة التي لا يمكن تبريرها بأي عذر هو فشل إدارة المنتخب في وضع حل لمشكلة تكررت في كل معسكر لمنتخب الوطن تقريباً. ولنكون أكثر وضوحاً سنسرد لكم أحداثا متشابهة تكررت خلال العامين الماضيين ولا زلنا نرى إدارة المنتخب تقف عاجزة عن وضع حل لها ولعدم تكررها، حل مقنع لها وللاعبين قبل أن يكون مقنعاً للجماهير ووسائل الإعلام، حل يرضي جماهير نادي اللاعب المخطئ قبل أن يرضي جماهير الأندية الأخرى ألا وهو إيجاد لائحة انضباطية شاملة تختص بعلاقة اللاعب بالمنتخب وترتبط بلجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم. كلنا نتذكر قصة عكاز سالم الدوسري وما صاحبه من لغط ثم كسر غالب وعدم حضور عبدالله العنزي لمعسكر المنتخب وتبريره لذلك بتواجده خارج المملكة وعدم وجود حجوزات سفر، ثم قصة ناصر الشمراني مع المشجع وبعدها قصة نايف هزازي مع المشجع وأخيراً هروب الثلاثي من المعسكر، وكل تلك الأحداث توالت خلال عامين من دون أن تجد إدارة المنتخب حلاً لها، فما الذي يعنيه ذلك غير الفشل، ماذا يعني أن تترك الحبل على الغارب فيتسيب اللاعبون ويكشفهم الإعلام وتقوم قائمة الجماهير بين هجوم ودفاع ومبرر لفعل اللاعب ومجرّم له؟ أليست هذه دعوة لممارسة التعصب بل والدخول لمستنقعه من أوسع الأبواب؟. لماذا لم توضع الحلول بدلاً من تغذية العراك بين الجماهير وليت الأمر يقف هنا بل ان الأمر وصل بالمسؤولين لرمي الأخطاء على بعضهم البعض وهم من ينتظر أن يكونوا قدوة في تصرفاتهم وتصريحاتهم. مشكلة المنتخب ليس في بعض التصرفات الخاطئة التي تبدر أحياناً من بعض اللاعبين، وليست أيضاً في مستوى العقوبات من حيث الشدة والضعف!! مشكلة المنتخب في مسؤوليه الذين لم يستطيعوا خلال عامين وأكثر وضع حدّ لتلك التصرفات ولائحة تحفظ لمنتخب الوطن كبرياءه وهيبته. ثانية "كُلُّ حِلْمٍ أتَى بغَيرِ اقْتِدارٍ حُجّةٌ لاجئٌ إلَيها اللّئَامُ"