أصبح تمرد بعض اللاعبين أمرا طبيعيا في الكرة السعودية وسيكون هناك زيادة بالتمرد وعدم احترام التعليمات، والسبب أن هناك أمورا بنيت على خطأ وبدلا من معالجتها تركت، فقد كتبت كثيرا عن احد اكبر الأخطاء التي شجعت بوصول الكرة السعودية الى ان تصل الى ما وصلت إليه من تمرد وعدم مبالاة واحترام. إقرار نظام مقدمات العقود عام 2006 بعد كأس العالم لم يكن القرار الصائب فقد كان قرارا ارتجاليا ذبح الاندية ومرد اللاعبين حتى تحولت الاندية الى أندية تعاني من الديون، وأصبح اللاعب الذي لم يكن يملك حسابا بنكيا يفتح حسابا بنكيا بملايين الريالات، وبذلك أصبحت هناك فجوة كبيرة في فهم وتحقيق متطلبات كرة القدم الاحترافية. وبدلا من بناء جيل وفق مفهوم ان اللاعب بحاجة الى ناديه تغير ذلك المفهوم ان النادي بحاجة الى اللاعب، وبالتالي فإن صاحب الحاجة عليه ان يضحي ويقدم ويغري اللاعب، فالقرار الذي اعتمد منذ عام 2006 لم يستطع ان يسهم ببناء جيل محترم يحترم الكرة، بل جيل متمرد يريد ان تكون كلمته هي القوية. لماذا لا يتم إلغاء ذلك القرار؟ خصوصا انه لا يخدم الكرة ولا يشجع اللاعبين على الاحتراف الخارجي؟ هذا يقودنا إلى أن التغير بحاجة إلى رجال قياديين يمتلكون فن وصفات القيادة، وليس قياديين تقليديين عاجزين عن التغير أو إلغاء ما لا يخدم ويحقق صالح الكرة السعودية. قد يقول قائل إن الاندية الكبيرة معجبة جدا بذلك، فالقرار يمثل لها تدفقا وجذبا للنجوم من الاندية غير الغنية ماليا، وهذا واضح جدا، فأغلب لاعبي الاندية الكبيرة ليس من الفئات السنية بنفس الأندية فأغلبهم تجميع من أندية أخرى، والاندية الكبيرة لا تفكر إلا بما يحقق مصالحها، أليس من حق اتحاد الكرة التفكير أيضا بما يحقق صالحه؟ خروج اللاعبين من معسكرات أنديتهم أو المنتخب وعدم الانصياع للوائح والتعليمات وغيرها من الأمور غير الجيدة لن تتوقف إلا بعد ان نحل المشكلة من أساسها، واساس المشكلة مقدمات العقود او التعاقدات غير المنطقية فإذا استطاع المسئولون حل تلك المشكلة ستحل كثير من المشاكل وحلها يكلفهم الاعتراف بأن هناك مشكلة يجب حلها. ** وإذا لم تحل المشكلة فمن الأفضل ان تكون العقوبات المتخذة بحق اللاعبين مالية وفق النسبة المئوية وليس بألف أو خمسة آلاف ريال، فاللاعب الذي يستلم شهريا مبلغا ماليا كبيرا لن يؤثر فيه المبلغ الصغير، وبالتالي فان العقوبات لا بد أن تكون كبيرة؛ حتى يشعر بها اللاعب المخالف، فخصم مبلغ خمسين ألفا يكون تأثيره أكثر من تأثير ألف أو خمسة آلاف. ** ومع الأسف فإن هذا التأثير المنتظر قوبل برفض ودعم من الاندية للاعبين فالنصر جعل لاعبه كابتن في المباراة، وكأنه يقول لا يهمونك وكان المعنى بالمنتخب من عاقب وليس الوطن، وفي المقابل فان كابتن الاتحاد عوض المعاقبين ماليا بأكثر مما عوقبوا به فأي رسالة يريدون توجيهها الى الشارع الرياضي؟ وبدلا من أن يقف الشارع الكروي موقفا يكون فيه الوطن أولا عبر المنتخب، وجدنا ان جماهير واعلام الاندية التي تم معاقبة لاعبيها يدافعون عنهم ويحملون الخطأ من عاقبهم، سبحان الله، ومنهم من يقول ما ليس مقتنعا به الهدف ما يحقق مصالحة الشخصية وليست الوطنية فهم يصفقون ويشجعون التمرد وتكرر الأخطاء. العقوبات المالية التي أقرت عقوبات جميلة ومنسجمة ولا بد من تعزيزها بوعي وليس بالتعصب للأندية على حساب المنتخب فكما ان للاعبين حقوقا فعليهم واجبات، ومن أهم واجباتهم احترام واتباع التعليمات بالمنتخب قبل الاندية، ويبدو أن جذور المشكلة بالسياسات الإدارية بأنديتهم، فَلَو كانت السياسات الإدارية بالأندية جيدة وصحية ومحترفة لكان اللاعبون قدوة لتلك السياسات في المنتخب لأنديتهم. نعم هناك خراب فكري ومالي فهل يستمر صمت من بيدهم الحل ويترك الحبل على الغارب للمرتزقة والمطبلين بالإعلام لنشر ثقافة الخراب؟