عندما تكون في أوج عطائك الكروي، تبدع مع المنتخب وتشارك في وصوله إلى أكبر البطولات العالمية ثم تواصل ذلك التميز وتحقق مع فريقك المحلي ثلاث بطولات متتالية في أطول المواسم الرياضية، وقبل أيام قليلة من النهائي الأغلى تضرب بهذه المسيرة الرائعة عرض الحائط وتغادر لخارج المملكة (للسياحة) بشكل سري على أن تعود قبل المباراة بساعات فهذا لا يعد تفريطاً بحدث كبير بحجم نهائي كأس الدوري بل يعد تصرفاً غريباً يعطي دلالة مباشرة عن كيفية مايدور بذهن لاعبينا المحترفين في مثل هذه الأوقات الهامة. لماذا سافر عزيز؟ سواء أكانت وجهته للبحرين أو للعاصمة المصرية القاهرة، لا يمكن أن يجد (عزيز) تبريراً مناسباً يستطيع من خلاله تصحيح خطئه الشنيع أمام إدارة ناديه وجماهيره العريضة بل وأمام الوسط الرياضي بأكمله، كل المعطيات كانت تشير إلى (عزيز) هو أحد نجوم الموسم الرياضي مع فريقه والمنتخب بل وحتى أن المدرب الأرجنتيني (كالديرون) اعتمد عليه بشكل كبير في آخر لقاءات الآخضر مما ينبئ عن مشاركة أكيدة للاعب في مونديال كأس العالم بألمانيا 2006م. التساؤل الأهم ألا يمكن لعزيز بأن يفكر في تأجيل مخطط سفره حتى نهاية اللقاء خصوصاً وأن الإدارة حينها ستمنحه الضوء الأخضر للسفر لقضاء إجازته السنوية؟!، تساؤلات عديدة لا يملك إجابتها سوى عزيز نفسه الذي آثر الصمت!! من (حرضه) على السفر؟ أنباء تتردد بين الجمهور الهلالي خاصة بأن هناك من (حرض) عزيز على السفر في مثل هذا الوقت الحرج لاحداث بلبلة داخل المعسكر الأزرق قبل ساعات قليلة من النهائي الكبير، كانت هذه النظرية محل تأكيد من الجمهور حتى اتضحت القصة الكاملة ، لم تكن تلك الرحلة هي الأولى له قبل المباريات الهامة، قبل اسبوعين وحينما كان الفريق يستعد لمواجة الاتحاد في الدور نصف النهائي كانت له رحلات شبيهة آخرها قبل المباراة بأربعة أيام لكنها مرت دون أن يتم اكتشافها وكان أحد نجوم اللقاء حينما أجاد مراقبة (محمد نور) رقابة صارمة أنهت خطورته تماماً، والسؤال الهام الذي يطرح ويبحث عن إجابة.. من سلم عزيز جواز سفره ليسهل عليه - دونما قصد - عملية هروبه المتكرر وعدم أدائه لواجباته كلاعب محترف؟! فاز الهلال وخسر عزيز والآن وبعد أن فاز الهلال بالكأس الغالية وكسب نجومه فرحة ختام الموسم، بعضهم لم يلعب مع الفرق سوى مباريات قليلة كالتمياط والياس والغنام.. التاريخ سيسجل مشاركتهم في هذه المناسبات، بعد عشر سنوات وحينما يتم التطرق للمباراة والبطولة الهلالية سيقال بأن (التمياط) تألق و(الياس) أبدع في سد خانة الظهير الأيمن والغنام أحكم القبضة على خط المنتصف الشبابي، بينما (عزيز) الذي ظل يجتهد بجد طوال أحد عشر شهراً مع الهلال والمنتخب سينسى التاريخ جهده هذا لأنه أفسد النهاية السعيدة بيده.. لا بيد عمرو. فاز الهلال بالكأس وخسر (عزيز) الجمهور والإعلام الرياضي بأكمله قبل أن يخسر المكافآت المادية الكبيرة التي سيتحصل عليها اللاعبون من إدارة النادي وأعضاء شرفه والتي ستصل إلى مبالغ كبيرة تقارب مجموع رواتبه لأكثر من عام . كيف يحل عزيز الأزمة؟! أن يكابر اللاعب رغم هذا الخطأ الشنيع ويحاول إيجاد تبرير غير منطقي قد يزيد الأمر سوءاً بينه وبين إدارة وجماهير ناديه، التذرع بموت فلان أو مرض علان هي أعذار غير مقبولة على الإطلاق كما أنها مكررة من اللاعب نفسه على حد قول أحد المسؤولين في النادي ، ذلك أن تهمة السفر المتكرر مسجلة ومقيدة، لذا من الأفضل أن يقدم اعتذاراً بحجم خطئه الكبير فالتواري عن الأنظار لن يكون في صالحه على الإطلاق لأن ذلك لن يحل المشكلة بل يزيدها. الهلال وتكرار العفو من حسن حظ (خالد عزيز) أنه يلعب في نادي الهلال، حيث إن الإدارات الزرقاء على مر تاريخها دائماً ماتقدم للاعبين فرصاً أخرى في حال قيامهم بمثل هذه الأخطاء الشنيعة، لنعود للتاريخ القريب ونتذكر كيف كان حال (فهد الغشيان) الذي كانت مشكلته أكبر من مشكلة (عزيز) لكن إدارة النادي قدمت له فرصة أخرى لكي يعود نجماً واستقبلته حينما عاد من أمريكا استقبال الأبطال، والأمر تكرر لخميس العويران الذي أوقف وشطب من سجلات الاتحاد السعودي لكرة القدم غير أنه استفاد من العفو العام للموقوفين ورحب به الهلال مرة أخرى ومنحه فرصة لإعادة التألق والنجومية وأن يتحول إلى «مليونير»، والآن (عزيز) يشاهد الفرص التي تمنح بين الحين والآخر للمهاجم (عبدالله الجمعان) الذي سبق (عزيز) في قصم ظهر الاحتراف وفرط بعمله الوحيد بعد أن أصبح في قبضة من لا يريد له الخير وله مصلحة في وضعه بهذا المطب والاعتقاد أنه بذلك سيوقف الفريق الهلالي الذي لم تؤثر فيه تلك الأخطاء من بعض لاعبيه وأصبح يشق طريقه نحو البطولات . وأخيراً يبقى التساؤل.. فيما لو صحت نظرية «التحريض» التي يؤمن بها كثير من أنصار الفريق الأزرق.. متى يوضع لأولئك الذين يحاولون الاساءة للأندية الكبيرة واتباع الوسائل الفاشلة للتأثير على النجوم.. إما باستقبال هارب من معسكر ونقله إلى خارج المملكة في طائرة خاصة، أو تسهيل مهمة هروب لاعب قبل أكبر النهائيات بيومين، والغريب أن هناك من يؤيد تواجد مثل هذه النوعية من الإداريين بحجة خدمة الرياضة.. وكيف تخدم الرياضة والكرة السعودية إذا كان هناك من يقدم على استضافة لاعب هارب من معسكر فريقه الذي كان يلعب مباراة نهائية على كأس السوبر الآسيوي.