أود أن اشير الى ان أولى مهمات الادارة الواعية المدركة لواجباتها ان يكون لديها مراكز متخصصة يقوم عليها نخبة من الدارسين لعلم النفس ليتابعوا حالة اللاعب النفسية والاجتماعية والصحية وغيرها وهذا المنهج هو الأساس والمنطلق للوقوف على ابواب المشاكل والدخول في عمقها بعيداً عن المفاهيم السطحية التي تخلق بوناً شاسعاً بين اللاعب وادارته مما يجعله يعيش احباطاً نفسياً ينعكس على عطائه وادائه داخل الملعب فهذا لاعب لم يتسلم راتبه لعدة اشهر وآخر لم يستطع دفع اجرة شقته وثالث لا يجد وسيلة مواصلات من وإلى بيته. وهذه الامور مجتمعة او متفرقة تعيشها بعض الاندية السعودية كمشاكل قائمة ودائمة نظراً لضعف الايرادات وقلة الدخول العامة لها وقليل من الاندية في امان من هذه المعضلات ولديها ورش عمل فنية وتجارية وعلمية ودراسة لمتطلبات الحاضر واحتياجات المستقبل وهذا لا يتأتى إلا بوجود هيكل علمي وفني وتجاري يجعل النادي يسير على قاعدة ثابتة ومتينة بفكر رياضي عملي وعلمي وبنظرة الى آفاق واسعة وليس بتلك النظرة القاصرة التي يتمتع بها الاداريون الذين يعيشون ويتعايشون مع المفهوم الاكاديمي فقط ولا يأخذون بالتجربة العملية النافعة والمفيدة والتي اثبتت انها هي الاصل والمنبع والمرجع. اننا عندما نعيش مع تلك الانتصارات بدءاً من وصول منتخب المملكة الى مونديال المانيا وللمرة الرابعة ومع تحقيق حلم نادي الاتحاد السعودي بالوصول الى بطولة اندية العالم في المانيا ومع تحقيق نادي النصر لفوزه الاول هذه السنة فإنه يتضح لنا ان هناك عملاً جاداً بفكر رياضي متطور اوصلنا الى ما وصلنا اليه من سمعة رياضية اقليمية وقارية ودولية ومع توالي الانتصارات تكون لهذه البلاد المكانة الرياضية العالمية التي تتوافق وما يصرف على هذا المجال من اموال طائلة ولتكون هذه المملكة رائدة في المجال الرياضي العالمي قريباً ان شاء الله. ٭ ان هذا الانتصار الذي حققه نادي الاتحاد والذي اثلج صدورنا وجعلنا نعيش ذلك الفرح الرياضي الذي قضى على تلك الهالة الإعلامية والدعاية الكبيرة لنادي العين الاماراتي قبل اللقاء الاول وبعده ولم يأخذوا بعين الاعتبار قدرة نادي الاتحاد والاندية السعودية على امتلاك القدرة الفنية والخبرة في مثل هذه اللقاءات وصفحات تاريخ الرياضة السعودية مليئة بالكثير من تحقيق وامتلاك كؤوس تلك البطولات بكل جدارة واستحقاق والبون شاسع بيننا وبينهم والتاريخ لا يموت وقد يكتبه المنتصرون. ونحن الآن في قمة فرحنا ونعيش امجاداً رياضية بجهد شباب هذا الوطن نأمل ان نرسخها في اللقاءات القادمة لنقول للعالم اننا قادمون لنواكب عجلة التقدم من حيث انتهى العالم. ٭ ان لنادي الاتحاد تاريخاً عريقاً منذ تأسيسه حتى يومنا هذا وهو يعطي لهذا الوطن مزيداً من الانتصارات القارية مع بقية الاندية السعودية التي تعمل جاهدة هي الاخرى تحت القيادة الرياضية وبتلك الاستراتيجية التي ارسى قواعدها المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز وتعهد باكمال المسيرة اخوه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل اللذان يتابعان كل صغيرة وكبيرة ويقفان مع وخلف تلك الانتصارات سواء على مستوى المنتخب او الاندية وهذه الانتصارات هي ثمرة لذلك الجهد والعطاء بامكانيات الرئاسة العامة لرعاية الشباب ونحن نطالب بالمزيد لدعم ميزانية الاندية بما يتفق وتلك المصروفات الباهظة التي تجعل الكثير من الاندية تحت خط العوز والحاجة والفقر مما يعيق مسيرة السياسة المالية لبعض الاندية التي ليس لديها قامات اجتماعية مالية كباقي بعض الاندية والله المعين. * أستاذ محاضرة في قانون كرة القدم