بدأ التاريخ الأزرق يزهو بقدرة (هلال اليوم) على تقليم أظفار منافسه التقليدي –النصر- في كل مواجهة تجمعهما ونجاحه في المواسم القليلة الماضية بإلغاء فارق تفوق (فارس نجد) في عدد مرات الفوز عليه التي كانت الجماهير النصراوية العريضة تتشدق بها كعامل تفوق قبل كل مباراة يخوضها الفريقان العملاقان منذ انطلاقه المنافسة التاريخية بينهما في موسم 1384ه واقتراب عمرها الزمني من(50) عاماًََََََ في السنة المقبلة لتصل اليوم الى (58) انتصارا للهلال مقابل (50) للنصر. واقع الحضور الفني بين الهلال والنصر – اليوم- لا يقارن من حيث المستوى ولا الأفراد.. وأمسى البون شاسعاً بينهما في التفوق الميداني والقدرة المسبقة على كسب لقاء التحدي بكل ارتياح لكن يبقى السؤال ما الذي جعل حال نصر ماجد عبدالله ويوسف خميس ومحيسن وهاشم سرور وبن دحم وسالم مروان ومبروك التركي - رحمه الله - وتوفيق المقرن وعبدالله عبد ربه وسعد السدحان يتردى ويصل الى ما وصل إليه من ضعف فني وفقر في المواهب واللاعبين الأكفاء؟ يقابله بعدما انعكست الآية في الطرف المنافس روعة هلالية ووفرة في النجوم والمواهب الشابة التي صنعت تفوق (الزعيم ) ونجاحاته اللافتة وجعلت جماهيره الغفيرة تتراقص في المدرجات فرحة بانتصاراتها ... وتتغنى في المجالس والمنتديات بمهارة نجومها وأهدافهم الخالدة. ومن الناحية الفنية لم يعد لاعبو الهلال بحاجة الى رسم استراتيجية جماعية وخطة لصنع الفوز على النصر .. إذ أنهم باتوا قادرين على تحقيق الانتصار باللعب فقط على أخطاء لاعبي النصر لتواضع قدرات معظمهم وضعف مستوياتهم وقلة عطائهم داخل الملعب وبخاصة لاعبوه كبار السن القادمون من أندية أخرى .. وخير مثال في المباراة الأخيرة لاحظ كيف استطاع الهلال تسجيل أهدافه الثلاثة ؟! كلها جاءت إثر أخطاء فردية لا علاقة ل(خوستافو كوستاس) مدرب الفريق المقال بها : الهدف الأول الذي نجم عن خطأ ارتكبه المدافع النصراوي عمر هوساوي في خارج المنطقة تصدى له بمهارته الفذة ولمسته البرازيلية النجم الدولي الكبير بعطائه وأخلاقه" محمد الشلهوب" .. حين نفذ الكرة بصورة متقنة على طريقه الهدافين الموهوبين الكبار .. تمعن في الإعادة الخلفية للهدف من وراء شباك النصر .. لا ترى الشلهوب لحظة التنفيذ لقصر قامته لكن قذيفته العامرة بالمهارة أقلعت وعلت هامات أفراد الحيطة متجهة بكل براعة الى أبعد مكان على حارس المرمى .. بمحاذاه القائم . الهدف الثاني نَجَم أيضاً عن خطأ فردي فادح ارتكبه مدافع النصر والاتحاد السابق عدنان فلاتة داخل المنطقه وضربة جزاء تعامل معها (أستاذ الكرات الثابتة) محمد الشلهوب بنجاح . الهدف الثالث لم يكن من كرة ثابتة ولكنه نتج عن خطأ فادح ايضا في موقع لا يقبل الاستهتار والقراءة الخاطئة وقع فيها مدافع النصر «عمر هوساوي» الذي كان مستحوذاً على الكرة وقادراً على إبعادها خارج الملعب غير أن الوجه الهلالي الجديد-البديل- سالم الدوسري بذكائه وثقته الكبيرة بنفسه ضايق المدافع في اللحظة المناسبة واستخلص الكرة منه بطريقة ماكرة وموه وسددها ارضية في الزاوية القريبة عليه والصعبه على الحارس وكأنه يوجه رسالة خاصه لإدارة الهلال بضرورة طرح الثقة بمواهب النادي والتوقف عن هدر الملايين على صفقات لاعبين عاديين لا يقارنون فنياً بشباب النادي . إن النصر باختصار اذا ما أراد القائمون عليه عودته بقوة الى ساحة المنافسة وحلبه الصراع القوي على البطولات .. مطالبون بضرورة إعادة بناء صفوف الفريق من جديد والتضحية ببطولات الموسمين المقبلين والتخلص من ( سكراب ) الأندية الأخرى وعواجيز الكرة الذين أكل عليهم الدهر وشرب في أنديتهم السابقة قبل النصر .!! ويكفي أن المباراة الأخيرة أمام الغريم التقليدي أثبتت فشل هؤلاء في القدرة على خدمه الفريق ومجاراة حيوية الشباب ولا غرابه في قله عطائهم بحكم عامل السن من جهة وتحقيق كل طموحاتهم المعنوية والمادية مع أنديتهم السابقة من جهة أخرى .. وبالتالي أي استفاده سيجنيها النصر او ينتظرها منهم مستقبلاً ؟! إن الأجدر الاستعانة بالعناصر الشابة في مباريات الفريق المقبلة والسعي في إعادة البناء باحضار مدرب على شاكلة الأرجنتيني كالديرون الأنسب لفارس نجد في المرحلة المقبلة باعتباره مدرباً يحسن الاكتشاف والاعتناء بالمواهب .. وتحقيق البطولات كما فعل في الهلال حين اهتم بالعناصر الواعدة وقاده لإحراز كأس ولي العهد وبطولة الدوري الأخير بعد مشوار (26) مباراة بلا هزيمة لأول مرة في تاريخ زعيم الاندية السعودية .