شن رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع (ابو علاء) امس هجوما غير مسبوق اللهجة على «اسرائيل»، متهما اياها بانها باتت «شريك صراع دائم وليس شريك سلام». وقال قريع الذي كان يتحدث في ندوة خاصة بعنوان «القدس مفتاح السلام والحرية» تعقد على هامش احياء الذكرى الاولى لوفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات «ان اسرائيل شريك صراع دائم وليس شريك سلام محتمل على المدى المنظور». واضاف ان اسرائيل ب «اعلاناتها المتكررة دون انقطاع، عن خطط ومشاريع تهويد القدس وضمها وعزلها جغرافيا وسكانيا، انما تحاول اخذنا من الداخل». واضاف «اعني بذلك اشاعة روح اليأس والقنوط، وتبديد الامل، وبالتالي اضعاف تمسكنا بالمدينة المقدسة وتقويض جهودنا لاستئناف عملية السلام، فضلا عن اذكاء نار الكراهية والعداء والعنف». وتأتي تصريحات قريع غداة التعهد الذي اطلقه الرئيس محمود عباس الجمعة بالسير على خطى الرئيس الراحل عرفات و«بذل الغالي والرخيص من اجل ان ترتفع راية فلسطين عالية خفاقة فوق اسوار ومآذن وكنائس القدس». وتواصل «اسرائيل» بناء الاحياء الاستيطانية في القدسالشرقية وذكرت نشرة «بونوس» الاسرائيلية في الرابع من الشهر الجاري ان مشروعا لبناء حي استيطاني يهودي يضم 90 مسكنا في حي الشيخ جراح العربي في القدسالشرقية حصل على اول التراخيص الضرورية لاطلاقه. واعلنت «اسرائيل» القدس العربية المحتلة «العاصمة الابدية» للدولة العبرية وهو ما لا تعترف به الاسرة الدولية. ويقيم نحو 200 الف مستعمر يهودي في القدسالشرقيةالمحتلة. وتابع قريع «ان خطورة ما يجري ضد القدس في هذه المرحلة، ينبع اساسا من وقوعه في سياق سياسي مغلق، لا تلوح في افقه اي مبادرة سلام حقيقية، ولا تجري في ظلاله اي جهود دبلوماسية جادة، تعيد للعملية حيويتها المفقودة وتفتح الطريق امام خارطة الطريق ومساعي اللجنة الرباعية» الخاصة بعملية السلام في الشرق الاوسط. واتهم رئيس الوزراء الفلسطينيي الحكومة الاسرائيلية يتبني سياسة احادية الجانب من اجل تطبيق مخططاتها. وقال «وهي غايات نعتقد ان الحكومة الاسرائيلية تتجنب احداث اي تقاطع معها، اصرارا منها على استكمال مخططاتها الجارية ضد القدس على وجه الخصوص، وفي الضفة الغربية على وجه العموم». واضاف «اذا كانت اسرائيل بترسانتها العسكرية تملك خيار الحرب ومفاتيحه في كل وقت تشاءه، فنحن لدينا مفتاح السلام الذي لا بديل له عند احد غيرنا». وقالت حنان عشراوي، النائب عن منطقة القدس في المجلس التشريعي لوكالة (فرانس برس) ان «اسرائيل، وبالذات حكومة رئيس الوزراء ارييل شارون، لم تعط اي بوادر للسلام والغت دوما الشريك الفلسطيني». واضافت «بالفعل عندما يتعلق الموضوع بالقدس، فان اسرائيل بذلت كل ما بوسعها لاشاعة اليأس والقنوط واذكاء الغضب والكراهية في صفوف الفلسطينيين». واتهمت عشراوي «اسرائيل» ب «العمل ايضا على تقويض الخطوات الاحادية التي اتخذتها لا سيما ما يتعلق باعادة الانتشار من قطاع غزة». وفي هذا السياق اعلنت الرئاسة الفلسطينية امس ان الرئيس محمود عباس سيدعو وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في لقائهما المرتقب غدا الاثنين الى حث «اسرائيل» على الامتثال لبنود خطة خارطة الطريق والتحرك نحو مفاوضات ثنائية بين الطرفين. وقال نبيل ابو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة ان زيارة رايس «تأتي ضمن استمرار المتابعة الاميركية لما تم الاتفاق عليه في زيارة واشنطن الاخيرة» مع الرئيس الاميركي جورج بوش في اواخر تشرين الاول «اكتوبر» الماضي. واضاف «سنبحث مع الوزيرة الاميركية في متابعة تفاصيل مرحلة ما بعد غزة بما في في ذلك قضية معبر رفح وضرورة التوصل الى حل سريع مرورا بالقضايا العالقة السياسية والاقتصادية». وتابع المتحدث الفلسطيني «سنحث الوزيرة على بذل الجهد للبدء في تطبيق خارطة الطريق. نحن ملتزمون خارطة الطريق والعائق الوحيد هو اسرائيل التي تريد ان تضع حلولا احادية الجانب ونحن لا نوافق على تجزئة الحلول».