الباحثون في علوم الجرائم والجُنح ربما وجدوا أن عملية "النشل" من مستحدثات الممارسة. أي لم يكن لها تاريخ معروف، أو لم نسمع بها في أدبيات الشعوب. والنشال هو الشخص الذى يهاجم ويسرق المال من شخص آخر فى مكان عام معتمداً على خفة يده وسرعة الابتعاد عن المكان الذى قام فيه بالنشل وذلك كنشل محفظة نقود من شخص فى موقف أو أتوبيس أو سرقة حقيبة أو سلسلة ذهبية من رقبة إمرأة والجرى بها بعيداً تعد قصة أوليفر تويست نموذجاً فريداً من فن تشارلز ديكنز الروائي، كتب تشارلز هذه القصة عام 1838م، وهي تعد من روائع الأدب العالمي،إنها قصة كلاسيكية: ترجمت إلى جميع لغات العالم، وتحولت إلى فيلم سينمائي ومسلسل تلفزيوني، ولا تزال تدرس في المدارس حتى اليوم. ويعلق سردها بعملية النشل. تستطيع بلادنا - في رأيي - تكوين وبيع مُنتج متعارف عليه دولياً، هو مهارة معرفة طرق القبض على النشالين.. بإمكان المملكة أن تُصدر هذه الخبرة إلى بلدان أخرى، داخل المنطقة وخارجها. تاريخ مكافحة تلك الجريمة قديم جداً عندنا، لنقل منذ تأسيس الأمن العام. تمرّس رجال الأمن - وأحسن نقول تمرّن - في مواسم الحج والعمرة والزيارة، بما تكوّنه من مواقع مزدحمة. فعملية النشل متكررة الحدوث تقريباً على مدار العام. معظم رجال الأمن عندنا ممن احتكوا مع تلك الحوادث صاروا يعرفون حتى الحيل التي يستعملها النشالون المحليون والعرب والدوليون، بحكم اجتماع تلك الشرائح عندنا في المناسبات. حتى الذين طوّروا أساليب النشل عرفناها وعرفناهم جيداً. مكافحة الجريمة علم قائم بذاته، وأحد مقوماته هي معرفة أساليب النشل وسرقة الجيوب وما استجد حولهما من وسائل حديثة. لو جرى تكوين جماعة أهلية أو منظمة يكون ضمن أعمالها الاحتفاظ بسجلات لمن عملوا في تلك الميادين لفترات طويلة، واكتسبوا المهارة اللازمة لمنح استشاراتهم وخبرتهم لمن يحتاجها داخل الوطن وخارجه.. إذاً لاكتسبت المملكة سمعة وشهرة في مجال مكافحة الجريمة ولجأ لها طالبو الخبرة من دول أخرى كالتي تستقطب أو تستضيف مواسم يكثر فيها الازدحام، وينتشر فيه النشل. هنا تستفيد الدولة دعاية وإعلاماً، ويستفيد متقاعدو الأمن مغنماً مالياً. لمراسلة الكاتب: [email protected]