داخل حدود ومعالم الحرمين الشريفين في الطواف وعند المستلم وفي المسعى وبالقرب من بئر زمزم بجانب قبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما وعند الأبواب والساحات الخارجية وفي زحمة المشاعر المقدسة وعند مداخل ومخارج الجوامع والمساجد ودور التعبد والعبادة قد يكون هناك نشال محترف ولص متمرس ومجرم يتقن جميع فنون المناورة بكل جرأة وخفة يد وأدوات حادة وجارحة وقاطعة ويملك حنكة وخبرة لتحديد الهدف المقصود والضحية شاردة بخيالها في هموم ومشكلات حياة اليوم، وفي لحظة مناسبة ينشل النشال محفظة النقود ويذوب بها في لمح البصر وسط الزحام الشديد دون رجعة. قد يتنبه الضحية بما حل به وبحاله وبمحفظة نقوده لكن بعد فوات الأوان حيث تغادر جميع نقوده وكذلك كل إثباتاته الهوية الوطنية وكرت العائلة ورخصة القيادة وفوقها استمارة السيارة وبطاقة تأمينها ومعها بطاقات البنوك والائتمان وبرفقتها أرقامها السرية وصورة تلك الضحية وهي في ريعان شبابها. كبار السن هم هدف دائم ومقصد ملح لكل نشال كونهم قد فقدو بعض صحتهم وعافيتهم وإحساسهم وشعورهم نتيجة تقدمهم في العمر ومداهمة داء السكري لأجسادهم. النشل جريمة وطبع وسلوك وفعل وعمل قبيح يمارسها أفراد وأشخاص تغلغل الإجرام داخل نفوسهم لم تعد تردعهم الأديان والعادات والتقاليد والتربية والأعراف والقيم والأنظمة والقوانين والسلوك، إنهم يسرقون من أجل المال، ويجرمون لأجل المال ويعبثون بالأمن والأمان بهدف الحصول على المال الحرام.. من يكون ذلك النشال؟. هو ضيف قادم من بعيد تظاهر بالتدين والإسلام والصلاح والفلاح والمثالية والسلوك الحسن لدخول حدود حياتنا وأرضنا ومقدساتها ومساجدها وجوامعها ليمارس جريمته في وضح النهار وفي وسط الزحام وفي مواسم العمرة والزيارة والحج والتعبد. علي عايض عسيري (أبها)